الخبر الأهم لدى صحف اليوم في إيران هو تصريحات المرشد خامنئي التي صرح بها، أمس، في درس حوزوي لطلابه، وحديثه الحازم حول رفضه التفاوض مع الولايات المتحدة.

صحيفة "جوان" جاء عنوانها: "عدم التفاوض مع أميركا بأي مستوى وأي مكان كان". و"كيهان": "لن نتفاوض من أميركا، لا ثنائيًا ولا جماعيًا". بينما كان استنباط صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مختلفًا قليلا عن تصريحات المرشد، حيث جاء عنوانها: "لا نتفاوض إلا إذا تابت أميركا وعادت إلى الاتفاق النووي".

صحيفة "همدلي" أجرت حوارًا مع النائب السابق علي تاجرنيا، الذي اعتبر أن موقف المرشد الأخير هو "استراتيجية الردع الإيرانية ضد ترامب".

الكاتب أحمد نقيب زاده، وهو عضو في حزب كاركزاران، نشر مقالا في نفس الصحيفة، وقال إن المفاوضات المحتملة، إن حدثت، فستكون في إطار مجموعة (5+1).

وفي الوقت نفسه، يرى الأكاديمي نقيب زاده أن الأحداث والتوترات في المنطقة وصلت الآن إلى ذروتها، وهذا السبب قد يجبر الأطراف على الحضور إلى طاولة المفاوضات.

ورغم التحليلات الإيجابية حول تصريحات المرشد عن التفاوض في نظر بعض المحللين، لكن صحيفة "كيهان" لها رأي آخر حول هذا الموضوع:

ترى الصحيفة أن المرشد خامنئي أكد رفضه التفاوض الذي يهدف إلى فرض التزامات جديدة أو خفض النفوذ الإيراني في المنطقة وسلاحها الدفاعي مثل الصواريخ.

وقالت "كيهان" حتى تعبيره عن "نتفاوض بعد توبة الولايات المتحدة"، جاء لإذلال الولايات المتحدة وليس لشيء آخر.

ومن الأخبار الدولية، نشرت صحيفة "ابتكار" تقريرًا على صفحتها الأولى عن زيارة وفد حركة طالبان لطهران، وكان عنوانه "الحرب في كابول والتفاوض في طهران".

"همدلي": استراتيجية خفض التوتر ورفض التفاوض

يرى علي تاجرنيا وهو عضو في حزب "اتحاد ملت" وبرلماني سابق، في حديث مع صحيفة "همدلي"، أن إيران والولايات المتحدة التزمتا باستراتيجية خفض التوتر دون اتفاق مكتوب.

ويقول تاجرنيا أن أميركا وإيران لا ترغبان في المواجهة المباشرة، وهذا ما يمكن إثباته من صمت الولايات المتحدة أمام إسقاط طائرتها المسيرة.

ويعتقد تاجرنيا أن الصراع المحتمل سيكون مكلفًا للولايات المتحدة، في حين أن إيران لديها الآن مكانة متفوقة في المنطقة.

ويرى الناشط الإصلاحي أيضًا أن المشاكل الاقتصادية المتنامية، وقرب موعد الانتخابات، والحاجة إلى الاستقرار المحلي والإقليمي، من بين أسباب أخرى لرغبة إيران في خفض التوتر مع الولايات المتحدة.

وأشار تاجرنيا إلى أن المفاوضات المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران لن تحدث قريبًا، لكنه يرى في نفس الوقت أن البلدين عازمان على تغيير الاستراتيجية.

"آرمان ملي": أميركا لن تعود للاتفاق النووي

في حين تحدثت الصحف الإصلاحية عن سياسة التفاوض المشروط مع الولايات المتحدة كاستراتيجية جديدة لخفض التوتر مع واشنطن. يرى الكاتب والأكاديمي يوسف مولائي في مقال نشره بصحيفة "آرمان ملي" أن الولايات المتحدة لن تعود للاتفاق النووي، وفي حال عادت فلن تقبله بصيغته الحالية.

ويضيف الكاتب: "انسحب البيت الأبيض من الاتفاق النووي لأنه كان يرى أن استمراره سيكون لصالح إيران، فتحملت واشنطن كل هذا العبء واستأنفت العقوبات فقط من أجل الحصول على اتفاق جديد".

ويؤكد الكاتب أن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مستحيلة، فلو كان الاتفاق في صالحها لما خرجت منه.

ويصل الكاتب إلى ما يريد قوله من أن اشتراط عودة الولايات المتحدة لاتفاق 2015، يأتي فقط للتحدي وسد باب التفاوض.

ويقول يوسف مولائي، في مقاله إن مشكلة إيران والولايات المتحدة لا تتعلق فقط بالقضية النووية، بل حول مجمل العلاقات بين البلدين. وإن أرادت واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي، فيجب أن يسبق ذلك تحسين العلاقات بأكملها، وهذا أمر لن يحدث على الأقل في المستقبل القريب.

"ابتكار": هل لدى البرلمانيين حصانة؟

"هل يتمتع نواب البرلمان الإيراني بحصانة قضائية؟".. كان هذا عنوان صحيفة "ابتكار".

بعد وفاة سحر خداياري أو "الفتاة الزرقاء" التي أشعلت النار في نفسها احتجاجًا على حكم صدر ضدها بعد دخولها الملعب، عبّر ثلاثة نواب عن تعاطفهم وتضامنهم مع الضحية، وهم علي مطهري، وبروانه سلحشوري، ومحمود صادقي. صحيفة "كيهان"، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، هاجما النواب الثلاثة بشدة، وطالبا بمعاقبتهم قضائيًا.

المتحدث باسم السلطة القضائية، غلام حسين إسماعيلي، تحدث يوم أمس عن احتمالية معاقبة النواب الثلاثة بسبب تصريحاتهم عن "الفتاة الزرقاء".

ووفقًا لقانون البرلمان الإيراني، هناك هيئة برلمانية تقوم أحيانًا بنصح البرلمانيين لا أكثر، بل وترى الهيئة أن لدى البرلمانيين حصانة قانونية تحميهم من أي متابعة قضائية.

وفي السياق، قال نعمت أحمدي، وهو خبير قانوني، في حديث مع صحيفة "ابتكار"، إنه وفقًا للدستور الإيراني، فإن النواب أحرار في الإدلاء بأي تصريح، سواء داخلي أو خارجي. ونصح أحمدي بأن لا يحدث انسداد سياسي أكثر مما هو عليه الآن.