اعتقلت الشرطة التركية، اليوم الثلاثاء 28 يناير (كانون الثاني)، مغني الراب الإيراني البارز أمير حسين مقصودلو، المعروف بـ"تتلو"، بناء على طلب من الشرطة الإيرانية، التي أكدت أن إجراءات تسليم المعتقل إلى طهران جارية حاليًا.

وقال المتحدث باسم قوات الشرطة الإيرانية، أحمد نوريان، الیوم الثلاثاء، في تصريح أدلى به إلى "نادي المراسلين الشباب": "بسبب الملف القضائي الذي تم تشكيله ضد تتلو في إيران، تم الإعلان لوضعه على القائمة الحمراء للشرطة الدولية (الإنتربول) ومن ثم اعتقاله في تركيا".

وفي السياق، نشر مغني الراب الإيراني تتلو صورة على صفحته في "إنستغرام" أكد خلالها اعتقاله، مضيفًا أن شرطة تركيا قالت له إن الحكومة الإيرانية تبحث عنه.

وفي غضون ذلك، قال "روناك"، مدير أعمال أمير تتلو، إن الأخير الذي عاش لعدة سنوات في تركيا، تم منحه تأشيرة بريطانية مؤخرًا، واعتقلته الشرطة التركية أثناء سفره إلى لندن.

ولفت المتحدث باسم قوات الشرطة الإيرانية، إلى أن تتلو "سيتم تسليمه إلى إيران بعد الإجراءات الإدارية"، فيما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن اتهام هذا المغني هو إهانة رموز دينية للشيعة خلال إحدى حفلاته.

وكان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني اجه اي، قد أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018 أن السلطة القضائية شكلت لهذا المغني ملفا قضائيا بعد إصدار حكم غيابي بسبب تصريحاته ونشاطه خارج البلاد.

يذكر أن تتلو وُلد عام 1987 في طهران، وبدأ مسيرته الفنية عام 2004، وكان أول ألبوم فني له هو الذي نشره على مدونته باسم "تحت الطابق الأرضي".

سجل من الاعتقالات والعمل مع النظام الإيراني

وکانت شرطة الأمن الأخلاقي قد اعتقلت مغني الراب الإيراني، في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 وقامت بإطلاق سراحه بعد عدة أيام، فيما نشر بعد الإفراج عنه رسالة على صفحته في "فيسبوك" اعتذر فيها من جماهيره.

وفي صيف 2015 خلال المفاوضات النووية الإيرانية مع دول 5+1، قام بإنتاج عمل فني باسم "الخليج الفارسي هو حقنا المحسوم" بترخيص وحماية القوات المسلحة الإيرانية، وتم بثه على ظهر السفن الحربية الإيرانية في المنطقة.

وقد أثار عمله هذا وتعاونه مع القوات العسكرية الإيرانية موجة من ردود أفعال نشطاء الفضاء الافتراضي ووسائل الاعلام.

يذكر أن تتلو كان قد شارك في مراسم حكومية عدة في إيران، منها المراسم التي أقيمت لتكريم المقاتلين في الحرب العراقية–الإيرانية عام 2015 في متحف طهران للسلام.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم اعتقاله أيضًا في سبتمبر (أيلول) عام 2016 بتهمة "تحريض الشباب على الفساد والدعارة".

الجدير بالذكر أن تتلو دعم خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2017 المرشحين الأصوليين محمد باقر قاليباف، وبعد انسحابه من الانتخابات، قام بدعم إبراهيم رئيسي، الرئيس الحالي للسلطة القضائية الإيرانية.

وأعلن تتلو في صيف عام 2017 أيضًا أنه يريد أن يعتزل بشكل مؤقت عالم الموسيقى الإيرانية.

وغالبًا ما واجهت تصريحات ومنشورات تتلو على وسائل التواصل الاجتماعي حول القضايا العامة ردود فعل المستخدمين، وكانت شركة "إنستغرام" قد حذفت منشورا له في خريف العام الماضي بسبب إهانة المرأة.

والآن أيضًا، قوبلت عمليات اعتقاله في تركيا وتسليمه لإيران بسبب تصريحاته التي أدلى بها في بلد ثالث، قوبلت بموجة من الانتقادات وردود فعل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي.