بعد إعلان روحاني المفاجئ والعجيب استعداده للتفاوض مع أي شخص من أجل ازدهار البلد، واجه كما تقول صحيفة "شرق"، طوفانًا من الانتقادات، مما اضطر روحاني وظريف إلى التراجع ونفي أي تفاوض مع الولايات المتحدة.

أكد روحاني للجميع أنه ليست لديه رغبة في التقاط صورة مع ترامب، وعلى الولايات المتحدة أن تلغي العقوبات، وصرح ظريف بأن إيران ستخفض التزاماتها النووية في الأسبوع القادم.

وبعد هذه التطورات، تُظهر عناوين الصحف الأصولية حالة من النصر، معتبرة أن تراجع الرئيس بمثابة اعتراف من روحاني بالخطأ.

صحيفة "جوان"، المقربة للحرس الثوري، كتبت تقريرها تحت عنوان: "تراجع مفاجئ". وجاء في تقرير "جوان" أن هناك من يعتقد أن تصريحات روحاني حول التفاوض كانت من أجل تضييع الوقت، لكن يبدو أن الرئيس تراجع بعد المعارضات الشديدة، فأكد أنه لا يبحث عن التقاط الصور والتفاوض مع ترامب. 

صحيفة "كيهان" كتبت عن روحاني أن لديه دبلوماسية منفعلة، الأمر الذي جعل ترامب وماكرون يهينان إيران.

وصفت "كيهان" تصريحات الرئيس بالرغبة في التفاوض مع الولايات المتحدة، وأنها مثال بارز على "دبلوماسية التسول"، وخلصت إلى أن هذا النهج ضار، وأن حكومة روحاني يبدو أن لديها خيارًا واحدًا فقط، وهو تنفيذ الاتفاق النووي بأي ثمن.

لنترك روحاني جانبًا، ونذهب إلى الرئيس الأسبق محمد خاتمي. صحيفة "اعتماد"، وخلافًا للتحذيرات الأمنية، نشرت صورة لخاتمي على صفحتها الأولى، الأمر الذي يعارض توصيات السلطة القضائية، وقد تواجه إنذارًا على فعلتها اليوم، بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على خاتمي. بيد أن هناك من يرى أن السلطة القضائية ستغض النظر عن مثل هذه الأخطاء، بسبب اقتراب موعد الانتخابات، وحاجة النظام إلى أمثال خاتمي لتسخين الأجواء الانتخابية التي لا تبشر بخير للنظام. 

لنقرأ أيضًا تقريرًا من صحيفة "خراسان" عن ظاهرة سرقة التماثيل في العاصمة طهران؛ ففي الأسبوع الماضي تمت سرقة تمثال الشاعر المعاصر قيصر أمين بور في منطقة سعادت آباد، وسط طهران. تقول الصحيفة إن الدافع وراء السرقة هو المال، فقد ارتفع سعر البرونز كثيرًا في السوق، وبات محفزًا للسارقين على سرقة التماثيل.

"آرمان": روحاني يرغب في مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة

يرى المحلل مهدي مطهرنيا في "آرمان" أن تصريحات روحاني الأخيرة، عن استعداده للتفاوض مع أي شخص، تشير إلى أنه يريد التفاوض مع الولايات المتحدة، لكن بشكل سري.

وتابع المحلل السياسي أن الأميركيين لا يرغبون في منح إيران أي فرصة، ويعتقدون أنه مع فرض العقوبات على نطاق واسع، سيضطر المسؤولون الإيرانيون عاجلاً أم آجلاً إلى التفاوض، وأن ترامب يريد الحصول على صورة تذكارية لإظهار انتصاره.

وأوضح مطهرنيا أن الدعاية السياسية لا يمكن أن تحقق المصالح الوطنية وأن السلطات الإيرانية يجب أن تحدد مكانها، وأين تريد أن تذهب.

وخلص الأكاديمي مطهرنيا إلى القول: "في حين أن مرشد الجمهورية الإسلامية ينفي أي تفاوض مع الولايات المتحدة، ويرفض أي وساطة، فإن سفر وزير الخارجية ظريف إلى الشرق والغرب، ليس إلا تنفيسًا دبلوماسيًا وشراءً للوقت في النزاع الدائر بين واشنطن وطهران".

"شرق": ينبغي أن لا نخشى التفاوض

يرى داوود هرميداس باوند، في مقال كتبه في صحيفة "شرق" أن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، ومن أجل ذلك تروج لـ"إيرانوفوبيا" في العالم.

ويقول هرميداس باوند، في مقاله: "كلما اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، زاد ترامب رغبة في الاتفاق أو حتى التفاهم، كي يُظهر نجاح العقوبات ضد إيران".

ويضيف الخبير في العلاقات الدولية أنه ينبغي على إيران البحث عن طرق سلمية لحل الأزمة مع الولايات المتحدة، والاستفادة من جميع الحلول، مثل المقاومة، والوساطة، والتحكيم في المحاكم الدولية.

وينصح باوند بعدم الخوف من التفاوض مع الولايات المتحدة، وأن أي مفاوضات لن تكون مثمرة ومرضية لكلا الطرفين، ولكن طبيعة المفاوضات ذاتها يمكن أن تفتح طرقًا جديدة.

"اعتماد": لجوء الصحافي والنفاق

هرب صحافي كان يعمل لوكالة "موج" الأصولية، أثناء مرافقته في رحلة وزير الخارجية ظريف، إلى أوروبا، فلم يرجع إلى إيران ولجأ إلى السويد.

وكتب المحلل السياسي، عباس عبدي، مقالا حول الحادثة، وقال إن الإصلاحيين اعتبروا أن الأمر فرصة كي يطعنوا في الأصوليين لأن عضوًا منهم لجأ إلى الغرب، وفي المقابل يريد الأصوليون تأكيد أن الصحافي اللاجئ كانت له جذور إصلاحية. 

ويقول عبدي في صحيفة "اعتماد" بعد هذه المقدمة، إن الأهم من لجوء الصحافي وأفكاره الأصولية أو الإصلاحية هو نفاق الصحافي، وكيف تمكن من إظهار نفسه بوصفه شخصًا أصوليًا، وكيف شاع النفاق إلى هذه الدرجة حيث لا يمكن معرفة ما يحمله الصحافي من أفكار سياسية.

ويؤكد عبدي في نهاية مقالة أن النفاق انتشر في كل مكان، حتى في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وفي برنامج ترفيهي عن المواهب الإيرانية، لكن مكتظ بالشعارات السياسية ضد الولايات المتحدة.

"جهان صنعت": تدني جودة السيارات المصنعة داخليًا

وصل معدل إنتاج السيارات هذا العام في إيران إلى مليون سيارة، لكن على حساب الجودة، حيث وصل الأمر إلى أن تواجه السيارة الجديدة عطلا حتى وهي في طريقها من الشركة المصنعة إلى منزل المشتري.

تقول صحيفة "جهان صنعت" في تقريرها، إن جودة السيارات المصنعة داخليًا تراجعت بشكل كبير جدًا، رغم ارتفاع سعرها، حيث يتم تغيير كثير من القطع الجديدة عن أول فحص للسيارة.

ذكر فربد زاوه لصحيفة "جهان صنعت" أن جودة السيارات لن تتحسن بتغيير رؤساء المصانع، حيث إن جميع المديرين والرؤساء السابقين والحاليين أطلقوا شعارات بتحسين الجودة، لكن لا يملكون أي برنامج لرفع مستوى الصناعة وجودتها.