رغم الاهتمام الإعلامي الدولي الكبير بغرق أكبر السفن الحربية الإيرانية "خارك" بعد تعرضها لحريق، واندلاع حريق آخر في مصفاة طهران بعد ساعات من غرق السفينة، ألا إنه كان من اللافت تجاهل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم لهذين الحدثين المهمين.

وكانت منطقة "جاسك" البحرية قد أعلنت أمس الأربعاء 2 يونيو (حزيران) غرق السفينة الإيرانية "خارك" بعد تعرضها لحريق، وأضافت أن: "جهود إنقاذ السفينة خارك باءت بالفشل، وغرقت هذه السفينة في مياه المنطقة المذكورة". وبعد ورود أنباء عن انفجار وحريق على السفينة خارك وإصابة عدد من أفرادها، أكدت منطقة "جاسك" البحرية هذا الحريق في سفينة الجيش الإيراني.

وبعد ساعات من هذا الحدث أعلنت مصادر إيرانية عن اندلاع حريق هائل في مصفاة "تندكويان" بطهران أمس الأربعاء ، مما تسبب في عمود من الدخان الكثيف أمكن مشاهدته من جميع أنحاء العاصمة الإيرانية، وألحق أضرارا جسيمة في جزء من هذه المصفاة، بحسب الصور التي ظهرت على التلفزيون الإيراني.

ولم تشر معظم الصحف الصادرة اليوم إلى هذين الحدثين على الرغم من أنهما قد وقعها قبل ساعات من نشر الصحف لاسيما خبر غرق السفينة الذي انتشر في نهار الأربعاء. 

ومن خلال مراجعة الصحف نرى صحيفة "اطلاعات" المقربة من الحكومة من الصحف المعدودة التي أشارت إلى الحدثين، وعنونت حول الموضوع بعنوان صغير وفي هامش الصحيفة بالكاد يرى بالعين المجردة وقالت: "السفينة خارك تغرق". كما أشارت الصحيفة بعنوان مشابه إلى حادث الحريق في مصفاة طهران وقالت: "حريق هائل في مصفاة طهران"، مكتفية بسرد الرواية الرسمية حول أسباب الحادث.

في مقابل هذا الصمت تجاه الحدثين الكبيرين اللذين وقعا في إيران نرى اهتماما مستمرا من بعض الصحف بقضايا أخرى، مثل الانتخابات الرئاسية وفرص المرشحين، على الرغم من أن معظم الإيرانيين باتوا يعرفون هوية الرئيس القادم بعد إقصاء معظم المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور.

فصحيفة "آفتاب يزد" تحاول أن تدعي وجود أمل وتنافس بين المرشحين للانتخابات، وذلك من خلال تساؤلها عما إذا كان المرشحان المقربان من الإصلاحيين عبد الناصر همتي، ومهر عليزاد، يستطيعان تشكيل حكومة بعد فوز أحدهما في الانتخابات الرئاسية.

كما سخرت بعض الصحف من الأرقام والإحصاءات التي يذكرها مرشحو الرئاسة في إطار وعودهم الانتخابية، حيث كتبت صحيفة "مردم سالاري" وقالت: "اللعب العجيب لمرشحي الرئاسة في أرقام سياسات الدعم الحكومي"، مؤكدة أن المرشحين يعطون الوعود حول الدعم الحكومي في حال وصولهم إلى السلطة، دون ذكر مصدر هذا الدعم الذي يعدون بإعطائه للمواطنين.

أما الصحف الأصولية مثل "وطن امروز"، و"جوان" فركزت على الذكرى السنوية على وفاة الخميني، وحاولت "كيهان" أن تربط بين المرشد الحالي علي خامنئي وبين مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "السير نحو القمم وعَلَم الخميني بيد خامنئي"، متناسية الهموم والمعاناة التي يعيشها الإيرانيون بعد 42عاما من الثورة الإسلامية وتأسيس نظام ولاية الفقيه في إيران عام 1979.

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"ابتكار": ماراثون مفاوضات فيينا.. عدة خطوات حتى الوصول إلى نقطة النهاية

ذكرت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية أن التقارير الإعلامية القادمة من فيينا تظهر أن مسودة الاتفاق النهائي حول إحياء الاتفاق النووي أصبحت جاهزة، وأن المفاوضين مشغولون حاليا بمناقشة "الخلافات البارزة" التي لم يظهر الكثير من التفاصيل حولها، ألا إن بعض وسائل الإعلام الغربية تذكر أن هذه الخلافات تعود إلى قضية العقوبات غير النووية، التي فرضت على طهران في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتطالب طهران برفعها بشكل كامل. 

وذكرت الصحيفة أن ممثلي جميع الدول المعنية بالاتفاق النووي يركزون على نقاط النجاح في المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا، مشيرة إلى تصريح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، الذي ذكر أن مفاوضات فيينا تجري وفق السياسات العامة للنظام الإيراني وبرعاية وإشراف من المرشد خامنئي.

ونقلت الصحيفة كلام ربيعي وقوله إن "المفاوضات قد وصلت إلى مرحلة يتوجب فيها اتخاذ قرار حول قضايا رئيسية وهذه الأمر يتطلب منا دقة وزمانا مناسبا". 

"آرمان ملي": وعود لا يمكن تحقيقها

قال الكاتب والخبير الاقتصادي، حسين راغفر، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" إن المرشحين الذين يعطون وعودا لا إمكانية لتحقيقها على أرض الواقع يرتكبون جرما، وينبغي على المدعي العام التدخل ومحاسبة من يفعلون ذلك بهدف الحصول على أصوات الناخبين، وتساءل بالقول "كيف يمكن للمرشحين إعطاء وعود تحتاج إلى مصادقة من البرلمان ومجلس صيانة الدستور؟"

وأشار الكاتب إلى وعود المرشحين بتقديم وزيادة نسبة الدعم الحكومي للمواطنين، مؤكدا أن سياسات الدعم الحكومي هي سياسات أثبتت فشلها في معظم دول العالم، وهي عادة ما تجلب المشاكل والأزمات للدول التي تعتمدها في سياساتها الداخلية.

"إيران": المرشحون للرئاسة يتسابقون في إعطاء الوعود الكبرى

قالت صحيفة "إيران" الحكومية أن مرشحي الرئاسة مثلهم مثل من سبقهم في الدورات السابقة يتسابقون فيما بينهم حول إعطاء الوعود الكبرى، موضحة أن الوعود في الحملات الانتخابية تحتل مكان البرنامج والخطط العملية. 

كما ذكرت أن المرشحين يتقنون الهجوم على سياسات الحكومة الحالية، وأصبح هذا الهجوم ونقد السياسات الراهنة هو البديل عن البرنامج الذي يفترض أن يبينه المرشحون للرئاسة للناخبين الإيرانيين، منوهة إلى أن الكثير من الوعود التي يعطيها المرشحون تتعارض مع القواعد الاقتصادية.

"كيهان": استطلاع رأي جامعي يتوقع زيادة نسبة المشاركة إلى 45 في المائة

زعمت صحيفة "كيهان" الأصولية أن آخر استطلاعات الرأي أظهر أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة سوف تكون 45 في المائة، دون أن تشير إلى هوية المركز والمؤسسة التي أجرت هذا الاستطلاع مكتفية بالقول أنه مركز استطلاع رأي جامعي.

وقالت الصحيفة أن نتائج هذا الاستطلاع أظهرت أن رئيسي حصد 67 في المائة من اختيار الناخبين الإيرانيين، وهو ما يعني أن رئيسي هو الرئيس المقبل وفق هذا الاستطلاع المجهول.

 فيما كانت الاختيارات الأخرى مقسمة بين المرشحين الآخرين وفق الترتيب التالي: همتي 5 في المائة، مهرعليزاد واحد في المائة، محسن رضائي 7 في المائة، زاكاني أقل من واحد في المائة، قاضي زاد واحد في المائة، ولم يحدد اختياره بعد 15 في المائة.