وصف محمد رضا شانه ساز، رئيس منظمة الغذاء والدواء بوزارة الصحة الإيرانية، سبب نقص الأدوية، وخاصة الأنسولين، بأنه "مشاكل ناجمة عن العقوبات"، قال محمود نجفي عرب، رئيس لجنة اقتصاديات الصحة في غرفة تجارة طهران، إنه تم استيراد الأنسولين بنسبة أكثر من 1.5 ضعف احتياج البلاد، ثم تم تهريب معظمه، مثل الأدوية الأخرى، إلى دول المنطقة.

في غضون ذلك، احتج عدد من نشطاء "تويتر" على نقص الأنسولين كدواء حيوي لمرضى السكري، في حملة هاشتاغ "لا يوجد أنسولين".

وبعد 8 أشهر من ظهور أولى حالات نقص الأنسولين في الصيدليات الإيرانية، أدى نقص هذا الدواء الحيوي لمرضى السكري خلال الأسبوع الماضي إلى احتجاجات واسعة من قبل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام هاشتاغ "لا يوجد أنسولين".

وأصبح من الصعب العثور على الأنسولين، الذي يتم حقنه أحيانًا عدة مرات يوميًا لمرضى السكري، منذ مارس (آذار) 2020، لكن نقص هذا الدواء انعكس في الأخبار منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

ومع ذلك، وبسبب عدم استجابة المسؤولين الحكوميين، احتج عدد كبير من النشطاء، الأحد الموافق 18 أكتوبر (تشرين الأول)، من خلال هاشتاغ "لا يوجد أنسولين" معبّرين عن قلقهم بشأن حالة مرضى السكري.

ويأتي نقص الأنسولين في وقت يحتاج فيه ما لا يقل عن 600 ألف شخص في إيران إلى حقن الأنسولين يوميًا، واستخدام شريط اختبار السكر لقياس نسبة السكر في الدم بشكل يومي.

وفي هذا الصدد، بعث 120 طبيبًا اختصاصيًا في الغدد الصماء برسالة إلى حسن روحاني، أول من أمس السبت، بأنه "على الرغم من الإبلاغ والمراسلات المتكررة من قبل جمعيات السكري في البلاد للمسؤولين في البنك المركزي ووزارة الصحة بشأن النقص الخطير في هذين المنتجين، لكن لم يكن هناك تحسّن، بل لا يبدو أن حساسية القضية قد تم شرحها بشكل فعال لكبار المسؤولين".

كما أكد الأطباء في رسالتهم أن الحكومة لديها القدرة على توفير الأنسولين المطلوب، لكن "حساسية توفير الأنسولين كعقار أساسي للغاية، ليست محسوسة بشكل جيد لدى السلطات".

بعد هذه الرسالة، أعلن محمود واعظي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، في رسالة إلى وزير الصحة في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي: "بأمر من الرئيس، يُرجى التحقق والتصرف على الفور". ولكن بعد شهر تقريبًا، لم يحدث شيء فعليًا لتوفير الأنسولين للمرضى.

وفي وقت سابق، أشار بعض المسؤولين الحكوميين إلى "صعوبة تأمين العملة وتخصيصها لشركات الأدوية" كأحد الأسباب الرئيسية لنقص هذا الدواء، لكن مدير عام منظمة الغذاء والدواء، وكذلك همايون نجف آبادي، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، صرّحا مؤخرًا بأن أحد الأسباب يمكن أن يكون "التهريب العكسي" لهذا الدواء المستورد، إلى البلدان المجاورة.

وعلى مر السنوات الماضية، كانت هناك تقارير عديدة عن تهريب الأدوية من إيران، وخاصة إلى العراق، بما في ذلك الأدوية النادرة.

وتمثلت أحدث حالة لتهريب الأدوية من إيران في ضبط 19 شاحنة تحتوي على مئات الآلاف من عبوات الأدوية كانت متجهة من إيران إلى العراق من قِبَل المخابرات العسكرية العراقية، والتي تم الإعلان عنها يوم الخميس الماضي.

وجاء نشر هذا الخبر في ظل انتقاد المسؤولين الحكوميين الإيرانيين، مرارًا وتكرارًا، لتأثير العقوبات على واردات الأدوية إلى إيران، مما أثار انتباه الكثير من النشطاء على الشبكات الاجتماعية.