التقى وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، نظيره الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الجمعة 22 مارس (آذار)، وعقدا معًا في مقر وزارة الخارجية اللبنانية، مؤتمرًا صحافيًا، عقب اللقاء، وقد بدا في كلمات الوزيرين حجم الخلاف الشديد تجاه موقف الطرفين من "حزب الله"، والتدخل الإيراني في لبنان.

وكان وزير الخارجية الأميركي، قد وصل إلى لبنانَ اليوم، في إطار زيارة رسمية التقى فيها، حتى الآن، رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري.

وأشار باسيل في كلمته بالمؤتمر الصحافي، إلى أن "حزب الله" هو حزب لبناني منتخب، وليس جماعة إرهابية، وأن تصنيفه إرهابيًا يرجع للدولة التي تعتمد هذا التصنيف وحدها، وأن هذا التصنيف غير ملزم للدولة اللبنانية.

لكن باسيل عاد وقال إن علاقة لبنانَ بالولايات المتحدة علاقات قوية، ولا نريد لها أن تتأثر بموضوع "حزب الله"، وأن الولايات المتحدة من الدول التي قدمت كثيرًا من المساعدات للدولة اللبنانية وللجيش الوطني اللبناني، مختتمًا كلمته بجمل إنشائية، من قبيل: "قد يبعدنا مفهوم المقاومة، ولكن يجمعنا الطوق للحرية". 

ومن جهته، علق وزير الخارجية الأميركي، بوضوح، على التدخل الإيراني في شؤون لبنانَ، عن طريق ذراعه في المشهد اللبناني (حزب الله)، مضيفًا أن "شبكات إيران للتهريب والمخدرات تضع لبنانَ تحت مجهر القانون الدولي".

وقال بومبيو: "لقد قدمت الولايات المتحدة إلى لبنانَ المساعدات المالية"، متسائلا: "ماذا قدمت إيران وحزب الله للشباب اللبناني العائد من سوريا سوى التوابيت، وتقويض الأمن والسلم المجتمعي".

وأشار بومبيو أيضًا إلى العقوبات الأميركية التي تفرضها بلاده على إيران، مؤكدًا أنها تؤثر على دعم طهران للجماعات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها "حزب الله"، مضيفًا أن "دعم إيران لـ"حزب الله" خطر على الدولة اللبنانية، وتقويض لفرص السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل".

ودعا مايك بومبيو، في كلمته، الشعب اللبناني إلى "التحلي بالشجاعة، والوقوف أمام إجرام إيران وحزب الله، وتهديدهما لمقدرات الشعب اللبناني التي يسرقها (حزب الله) باسم المقاومة"، وأن اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما، "فإما أن يتصرفوا كشعب أبي، وإما أن يخضعوا لسيطرة إيران وحزب الله".

وحذر بومبيو، في جانب من كلمته، اللبنانيين من أن "حزب الله" يقف أمام طموحاته في العيش الكريم، مشيرًا إلى أن وجود "حزب الله" في البرلمان الإيراني حدث نتيجة ترهيبه للناخبين، بالإضافة إلى وعوده الانتخابية التي لم يستطع أن يحقق منها شيئًا.