أعلن معين الدين سعيدي، ممثل جابهار ونيكشهر ودشتياري وكونارك وقصر قند في البرلمان الإيراني، عن وفاة 3 أطفال في البرك والأنهار في مدينة نيكشهر، في الأيام الأخيرة، محملاً وزارة الطاقة المسؤولية المباشرة عن هذه الحوادث.

يشار إلى أن ما يعرف بـ"هوتك" في محافظة بلوشستان هو عبارة عن حفرة لتخزين المياه، وتستخدم في الغالب لاستهلاك الماشية، ولكن مع تفاقم أزمة نقص المياه في سيستان-بلوشستان، في السنوات الأخيرة، أخذ الناس يستخدمون المياه في هذه البرك  للأغراض المنزلية والشرب.

وفي هذا السياق، أفادت الأخبار الواردة من هذه المحافظة، مؤخرًا، بغرق الطفلة زينب، (10 أعوام) من قرية جكيجور، في النهر، أثناء غسل الملابس وإحضار المياه.

وقال عبد القيوم بورغلامي، والد زينب، لوكالة "إيلنا": "إذا لم تكن المياه تنقطع عن قرية جكيجور لأيام، لما اضطرت العائلات للذهاب إلى النهر من أجل الحصول على المياه، ولما حدث هذا لنا".

وفي هودار، وهي إحدى قرى المنطقة، غرقت فتاة أخرى، باسم يسنا، في النهر، حيث كانت قد ذهبت مع والدتها الأسبوع الماضي لغسل ملابسها.

من جانبه، قال مولاداد مولا، أحد وجهاء قرية هودار: "للأسف، هناك الكثير من حوادث الغرق، جنوبي سيستان-بلوشستان، وكل هذا بسبب عدم وجود شبكة مياه شرب في القرى"، منتقدًا سلطات النظام الإيراني لعدم إبداء "أدنى رد فعل حيال غرق الأطفال" في المنطقة.

أدنى مؤشر حصول على المياه في إيران بأكملها

إلى ذلك، قال معين الدين سعيدي، أحد نواب سيستان-بلوشستان في البرلمان، إن 19 في المائة فقط من سكان  مدينتي دشتياري وجابهار يحصلون على مياه شرب صالحة، ويتم تزويد 81 في المائة منهم بالمياه من خلال الصهاريج.

في حين أنه، بحسب ما ذكره هذا النائب، فإن السدود الرئيسية في إقليم سيستان-بلوشستان تقع جنوبي الإقليم، لكن مؤشر الوصول إلى مياه الشرب الصحية في الجزء الجنوبي من الإقليم، وخاصة في منطقة مكران، هو "أدنى مؤشر في البلاد بأكملها".

وقال سعيدي إن الحصة التي حددتها وزارة الطاقة هي 15 لترًا لكل شخص في المنطقة، وهي عمليًا لا تصل إلى 10 لترات، ويجب على السكان استخدام هذه الكمية الصغيرة من المياه "للشرب والاستحمام والطبخ".

كما قال سليم كدخدا، قائمقام راسك، إنه أجرى مراسلات، قبل 6 أشهر، مع المدير العام لمصلحة المياه والصرف الصحي في سيستان-بلوشستان لحل مشكلة المياه في قرية جيكجور، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن.

ومن جهتهم، يؤكد الأهالي أن الأطفال والمراهقين في محافظة سيستان-بلوشستان الإيرانية، بالإضافة إلى حرمانهم من التعليم  بسبب الفقر، وعدم تلقي العلاج في حال مرضهم، فإن النقص الحاد في مياه الشرب، الآن، یؤدي إلى موتهم عطشًا.