وصف مسؤولو الصحة في طهران انتشار كورونا في العاصمة بأنه "تجاوز اللون الأحمر"، قائلين إن عدد الضحايا في المدينة ارتفع إلى أكثر من 13 ألفًا، وأضاف مسؤول بأحد المستشفيات إن سيارات الإسعاف التي تحمل مرضى كورونا تتجول في أنحاء المدينة.

ومن جهتها أكدت ناهيد خداكرمي، رئيسة لجنة الصحة في مجلس بلدية طهران، أن عدد ضحايا كورونا في العاصمة بلغ 13397؛ بينهم 8182 رجلاً، و5197 امرأة.

وقالت هذه العضوة في مجلس البلدية لقناة "امتداد" في "تلغرام" إنه في الأيام الأخيرة توفي ما بين 100 و136 شخصًا يوميًا بسبب كورونا في طهران؛ وبالإضافة إلى ذلك بلغ عدد الوفيات غير الناجمة عن كورونا نحو 200 شخص في اليوم، ولهذا السبب، بالإضافة إلى الطاقم الطبي، يتعرض طاقم مقبرة "بهشت زهراء" لضغوط أيضًا.

ونقلت خداكرمي عن إحصاءات مقبرة بهشت زهراء، أن 115 شخصًا لقوا حتفهم بسبب مرض كورونا في طهران، أول من أمس الاثنين، منهم 68 رجلاً و47 امرأة.

وتعني هذه الإحصائية- وفقًا للإحصاءات الرسمية التي تم الإعلان عنها بشأن ضحايا يوم الاثنين في جميع أنحاء البلاد- أن نصفهم تقريبا كانوا في طهران.

سيارات الإسعاف المتجولة

في الوقت نفسه، قال بيام طبرسي، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى مسيح دانشوري، إن العديد من سيارات الإسعاف في طهران تنقل مرضى كورونا، ولكن نظرًا لعدم وجود أسرة فارغة في المستشفيات وحتى غرف الطوارئ، فقد بقيت تتجول في المدينة.

وقال طبرسي لموقع "همشهري أونلاين"، اليوم الأربعاء 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إن عدد المصابين بمرض كورونا مرتفع للغاية لدرجة أنه حتى المستشفيات الخاصة لا تكفي لحل مشكلة استقبال مرضى كورونا.

كما انتقد هذا المسؤول الطبي، مرة أخرى، عدم تنفيذ الإرشادات، قائلاً إن البروتوكولات المعلنة في طهران ليست فعالة على الإطلاق، لكن "هذه القيود أيضًا لا تؤخذ على محمل الجد".

كما أشار عدد من مسؤولي الصحة الآخرين إلى امتلاء أسرة المستشفيات. ومن بين هؤلاء مسعود مرداني، عضو اللجنة العلمية لمقر مكافحة كورونا، الذي قال إن حالة تفشي الفيروس في محافظة طهران "تجاوزت الحالة الحمراء" وإن المستشفيات لم تعد بها أسرة فارغة لاستقبال مرضى كورونا.

وقال مرداني: "لا أعتقد أن القيود التي تم فرضها يمكن أن يكون لها تأثير كبير في الحد من الإصابة وتعطيل سلسلة انتقال الفيروس"، مشيرًا إلى أن فيروس كورونا "تحور كروموسوميًا" وزادت معدلات انتقاله من 3 إلى 9 أضعاف".

في غضون ذلك، قال علي رضا زالي، رئيس مقر مكافحة كورونا في طهران، إن المدينة "تمر بأشد أيام كورونا قسوة".

ومن جانبه، قال مساعد وزير الصحة، إيرج حريرجي، إن معظم محافظات البلاد في حالة تأهب قصوى.

وبحسب حريرجي، فإن الوضع أكثر خطورة في محافظة طهران، ويوجد 4793 مريضًا مصابًا بكورونا يرقدون في المستشفيات، منهم 948 في قسم العناية المركزة.

وأضاف: "على الرغم من أنه بسبب مرض كورونا فقد قللنا دخول المرضى العاديين إلى المستشفيات بنسبة 20 إلى 35 في المائة، لكن في الوقت الحالي، هناك 311 مريضًا في غرفة الطوارئ ينتظرون نقلهم إلى أجنحة التنويم، غير أن لدينا مشاكل بسبب نقص الأسرة".

هذا وكانت الحكومة الإيرانية قد فرضت قيودًا جديدة في طهران، وبالإضافة إلى إغلاق بعض الأنشطة الاقتصادية، أعلنت أن ارتداء الكمامات سيكون إلزاميًا اعتبارًا من 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.