بعد مرور عام على وقوع الزلزال في محافظة كرمانشاه، تتضارب الإحصاءات والتقارير المنتشرة عن حالة منکوبي الزلزال في هذه المنطقة؛ في الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولو الحکومة عن توازن توزيع الخدمات التي يقدمونها للناس، حيث يقول بعض المنکوبين إن بعض المواطنين في المناطق التي ضربها الزلزال لا يملكون في بعض الأحيان "طعامًا يأكلونه".

وکتبت وكالة "إيلنا" للأنباء، في تقرير عن مدينة سربُل ذهاب، أنه بعد عام من وقوع الزلزال، "توقف بناء كثير من المنازل في مدينة سربُل ذهاب، بسبب ارتفاع سعر مواد البناء وشحها، حيث تُرکت المنازل وهي غير مکتملة".

وقال أحد سكان المنطقة لوکالة "إيلنا" إن "ثلثي المواطنين" في هذه المنطقة، لا يمکنهم "الاستمرار في بناء المنازل، سواء بمساعدة مقاول أو من دونه"، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار مواد البناء.

ووفقًا لما قاله أحد الأهالي، فإن معظم المنكوبين في هذه المنطقة لا يزالون يعيشون في الکرفانات.

وأشار هذا المواطن إلى بعض المشاكل التي يواجهها الناجون من الزلزال، مثل: انتشار الأمراض الجلدية، وداء الليشمانيات الجلدي، وصعوبة الوصول إلى المراحيض والحمامات، وارتفاع الأسعار.

وكان زلزال بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر، قد ضرب منطقة كرمانشاه، يوم 9 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص. كما فقدت ما يقرب من 10 آلاف أسرة منازلها. ووفقًا لبعض الإحصاءات، فإن نصف هذه العائلات لا تزال تعيش في کرفانات.

ووفقًا لمحافظ کرمانشاه، هوشنغ بازوند، فقد دمر هذا الزلزال 1932 قرية، وألحق أضرارًا بـ9 مدن. وقال أيضًا إن هناك حاجة إلى أكثر من 12 ألف مليار تومان، لإعادة إعمار المناطق المتضررة في المحافظة، وإن المساعدات التي تم تقديمها للمواطنين حتى الآن بلغت 394 مليار تومان.

وفي الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الإيرانية، في العام الماضي، عن توزيع أكثر من 18 ألف کرفان  في المناطق التي تعرضت للزلزال وتمت إعادة بناء وتجديد أكثر من 71 ألف منزل.

ووفقًا للتقرير، فقد تم، خلال العام الماضي، تخصيص أكثر من 8600 مليار تومان من المساعدات، و1500 مليار تومان من التبرعات، و695 مليار تومان من المخصصات للإعمار، و16 مليار تومان من مخصصات التكلفة. 

وقد وصف حسن روحاني خلال اجتماع الحكومة، يوم الأحد 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، تقرير الإجراءات المتخذة في كرمانشاه بأنه "یبعث على الكثیر من الأمل". وقال: "في المناطق الريفية، عاد جميع المنکوبين تقريبًا إلى منازلهم، إذ تم ترميم المنازل وتجديدها، وكانت هذه مهمة جديرة بالاهتمام".

كما قال حاكم سربُل ذهاب، محبت جمالي نيا، في الشهر الماضي: "إن نحو 30 في المائة من مستأجري البيوت التي هدمت في مدينة کرمانشاه يعيشون في الشوارع".

وأضاف أن هؤلاء المواطنين "لا يزالون في المساکن المؤقتة يعيشون في الخيام والکرفانات". 

وكان إمام جمعة سربُل ذهاب، جواد فاطمي نسب، قد ذكر في وقت سابق أنه "على الرغم من مرور عام على الزلزال الذي ضرب محافظة كرمانشاه، فما زال أكثر من 5000 عائلة تعيش في الخيام والکرفانات".

کما کتب موقع "رويداد 24" في تقرير عن المناطق المنکوبة بعد عام من الحادث: "تسببت المشاكل الصحية في المنطقة في ابتلاء بعض المواطنين ولا سيما النساء، بأمراض معدية مختلفة".

ووفقًا لهذا الموقع الإلكتروني، فلا يزال المواطنون في هذه المناطق "يعانون من مجموعة متنوعة من الأمراض المعدية، ومعظمهم- نظرًا لعدم وجود القدرة المالية- غير قادرين على العلاج".

وبعد وقوع الزلزال في كرمانشاه، كانت بعض الشخصيات الرياضية والسياسية والثقافية الشهيرة قد قامت بجمع التبرعات المالية والبضائع للمنکوبين. ولكن قبل بضعة أسابيع أعلن أن بعضًا منهم، مثل علي دائي وصادق زيباکلام ومحراب قاسم خاني، استدعتهم السلطات في هذا الشأن لتقديم تفسيرات حول الأمر.