بعد التعتيم على إحصائيات كورونا.. النظام الإيراني يعتقل مئات المعارضين
مع تصاعد الانتقادات الموجهة للنظام الإيراني، في الأسابيع الأخيرة، على خلفية إخفائه الإحصائيات الحقيقية لضحايا فيروس كورونا، ارتفعت بالتبعية اعتقالات الشرطة والسلطات القضائية لعدد من العاملين في وسائل الإعلام بسبب نشرهم أخبارًا عن ضحايا الفيروس.
وكشف مسؤولو قوى الأمن الداخلي في محافظتي كيلان وهرمزكان، اليوم الاثنين 30 مارس (آذار)، عن اعتقال 20 شخصًا بتهمة نشر "الشائعات، والمواد الخبرية المثيرة". ومنذ بداية الأسبوع الحالي، تم اعتقال 50 شخصًا على الأقل في محافظتي أذربيجان الشرقية، وكردستان، وكلاهما من مناطق الأقليات.
وأطلقت الشرطة والقضاء الإيراني حملة الاعتقالات، منذ 20 فبراير (شباط)، لعشرات الناشطين عبر الإنترنت في محافظات من بينها طهران، والبرز، وكردستان، ومازندران، وقم، وسمنان، حيث اعتقل في الأيام الثلاثة الأولى من العام الجديد 15 شخصا في ثلاث محافظات هي كيلان وأصفهان وأذربيجان الغربية.
وبحسب حسين أميرلي، نائب رئيس الشرطة الإلكترونية في إيران، فإن هذه المؤسسة سجلت حتى يوم 24 مارس (آذار) الحالي، 998 انتهاكًا تتعلق بجرائم الإنترنت، أحيلت 316 حالة منها إلى النيابة العامة بعد فتح ملف قضائي.
انتقادات حول تعتيم النظام
ومن المعروف أن التهديدات التي يتعرض لها الفضاء الإعلامي بسبب تغطية أزمة كورونا لا تهدد فقط النشطاء المدنيين والسياسيين بسبب انتقادهم "للتعتيم"، بل تهدد أيضًا النواب والمسؤولين في الجامعات الطبية في بعض المحافظات حول إحصاءات وتقارير فيروس كورونا "غير الواقعية".
وفي وقت سابق، أصدر الاتحاد الدولي للصحافيين ولجنة حماية الصحافيين، والمنظمات الدولية للدفاع عن حرية الصحافة، تقارير حول استدعاء نشطاء الفضاء الإلكتروني ومحاسبتهم من قبل النظام الإيراني.
وكتبت لجنة حماية الصحافيين حول تعامل السلطات الإيرانية مع أزمة كورونا: "رفعت السلطات الإيرانية مستوى الرقابة على وسائل الإعلام ووسائل الإعلام الاجتماعي المقيدة سابقًا تزامنًا مع أزمة كورونا".
وفي حين يواصل كبار المسؤولين في النظام الإيراني التأكيد على أن يوم 19 فبراير (شباط)، هو تاريخ أول إصابة بفيروس كورونا، فإن علي أكبر حق دوست، رئيس لجنة علم الأوبئة بالمقر الوطني لمكافحة فيروس كورونا، انتقد، أول من أمس السبت، تعتيم النظام وإخفاءه للأرقام الحقيقية بعد تقارير عديدة حول ذلك.
وقال: "إن فيروس كورونا ينتشر في إيران منذ يوم 20 يناير (كانون الثاني) بشكل أفقي ودون أعراض".
وقد تم تشكيل مجموعة عمل خاصة بالفضاء الإلكتروني في مركز مكافحة فيروس كورونا، أمس الأحد، لمواجهة الأفراد والأخبار والتقارير التي تتناول كورونا عبر الانترنت، ومهمة هذه المجموعة متابعة من ينشر "الشائعات"، و"المواد الكاذبة"، و"الإحصائيات الطبية غير المؤكدة"، حول مرضى فيروس كورونا.
وفي الوقت نفسه، ستتابع السلطات القضائية والشرطة في إيران التقارير المصورة والمكتوبة المنشورة حول نقص السلع الأساسية، وتأتي هذه الحملة والمتابعات القضائية بعد أن اعتبر علي خامنئي أن انتشار فيروس كوفيد-19 "هجوم بيولوجي".