ذكر المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الاثنين أول يوليو (تموز)، أن رئيسة الوزراء تبحث مع شركائها في الاتفاق النووي- وعلى نحو عاجل- ما يجب أن يتم اتخاذه من خطوات مع إيران، طبقًا للاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقد جاء تصريح المتحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا بعد أن أعلنت طهران، اليوم الاثنين، أنها تجاوزت الحد الأقصى المسموح به طبقًا للاتفاق النووي من مخزونات اليورانيوم منخفض التخصيب.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن بريطانيا ستواصل العمل على حماية الاتفاق النووي مع شركائها، ووصف الإعلان الإيراني بأنه "مقلق للغاية".

وأكد المسؤول البريطاني أن بلاده أكدت مرارًا على أن التزامها بالاتفاق النووي مرتبط بالتزام طهران بتعهداتها، مضيفًا: "نطالب إيران بالتراجع عن هذا التخفيض".

وفي الوقت نفسه، وصف وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، تجاوز إيران للحد المسموح به من اليورانيوم المخصب، بأنه "ابتزاز نووي"، قائلا إن مواصلة الضغوط العالمية قد تجبر طهران على "التراجع".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أكدت، اليوم الاثنين، في بيان لها، أن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب، تجاوز الحد الأقصى المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

وقال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "يمكننا أن نؤكد أن المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو، أبلغ مجلس المحافظين أن الوكالة أكدت، اليوم، أن إيران تجاوزت مخزون اليورانيوم المخصب المسموح به ضمن الاتفاق النووي".

وأفادت "رويترز" بأنه وفقًا للتقرير الذي أرسلته الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أعضائها، فإن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب، بلغ 205 كيلوغرامات، مشيرة إلى أن الحد الأقصى للصفقة يمثل 202.8 كيلوغرام.

وکان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد أكد في وقت سابق أن مخزون طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب تخطى حدود الـ300 كيلوغرام.

وقال ظريف: "طالعت بيانات بأن إيران، ووفقًا لخططها، قد تخطت حد الـ300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب"، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي ضمن الخطط المعلنة مسبقًا بخفض التزامات إيران في الاتفاق النووي.

وكانت وكالة "فارس" للأنباء، المقربة للحرس الثوري الإيراني، قد نقلت عن مصدر مطلع، اليوم الاثنين، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المائة تجاوز، الحد الأقصى البالغ 300 كيلوغرام الذي حدده الاتفاق النووي.

ووفقًا لهذا المصدر، فقد "قام مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم- بعد وزن الأربعاء الماضي- بالوزن مرة أخرى، وأفادوا بأن احتياطيات إيران تجاوزت سقف الـ300 كيلوغرام". 

وكان المسؤولون الإيرانيون قد حذروا من أنهم إذا فشلوا في الاستفادة من مزايا الاتفاق النووي بسبب العقوبات الأميركية، فإنهم سيخفضون من التزاماتهم النووية.

وكان أول إجراء لإيران في هذا الصدد، تجاوز الحد المسموح به لليورانيوم المخصب، والذي أعلن أول مرة في ذكرى الانسحاب الأميرکي من الاتفاق النووي في شهر مايو (أيار) الماضي.

وفي هذا السياق، فإن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، كان قد صرح مؤخرًا، في مفاعل أراك للماء الثقيل، للصحافيين، بالقول: "منذ الإعلان عن زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المائة إلى 4 أضعاف؛ زاد إنتاجه مرة أخرى في الأيام الأخيرة".

كما أخبر الدبلوماسيون الإيرانيون الدول الأوروبية قبل بضعة أيام بأنه إذا استمرت العقوبات حتى نهاية مهلة الشهرين الممنوحة في شهر مايو (أيار) الماضي، فسوف يتم تجاوز سقف كمية اليورانيوم المخصب.

إلى ذلك، تحاول الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي، من خلال إطلاق آلية مالية (غير دولارية)، منع إيران من المضي قدمًا، لكن المسؤولين الإيرانيين أصروا على ضرورة بيع النفط من خلال هذه الآلية (إینستکس)، التي لا يمکن من خلالها فعل ذلك، في الوقت الحالي، فهذه الآلية تشمل فقط العناصر الإنسانية مثل الغذاء والإمدادات الطبية.