في أحدث تعليق له على الاتفاق النووي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة 19 فبراير (شباط)، أثناء مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد عبر الإنترنت، أن واشنطن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي، ومواجهة نشاطات إيران المزعزعة في منطقة الشرق الأوسط.

ومن جهتها، أشارت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى "أهمية" خطة الرئيس الأميركي بايدن نحو إحياء الاتفاق النووي مع إيران.

وقالت ميركل أيضا إن الملف النووي الإيراني يحظى بأولوية، "ولا بد من حله دبلوماسيًا"، مضيفة: هناك فرصة لإنقاذ الاتفاق النووي.

وفي السياق نفسه، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلا إن "إيران بالطبع قضية رئيسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة"، مشددًا: "علينا التوصل مع الشركاء لحل مناسب للملف النووي الإيراني".

يشار إلى أن مسؤولا كبيرا في الاتحاد الأوروبي أعلن، اليوم الجمعة 19 فبراير (شباط)، أن الاتحاد يعمل على تنظيم اجتماع غير رسمي بمشاركة كل أطراف الاتفاق حول برنامج إيران النووي والولايات المتحدة.

وقد جاء ذلك بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة استعدادها للتفاوض من أجل العودة إلى الاتفاق النووي. 

وفي تصريح أدلى به إلى وكالة أنباء "رويترز"، قال المسؤول الذي لم يتم الكشف عن اسمه إنه لم يتم تحديد إطار زمني للاجتماع ولم يتم إرسال بطاقات دعوة لأي جهة، ولكن القوى العالمية تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن.

ووفقًا للتقرير، سوف يناقش وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الاثنين المقبل، خلال مؤتمر بالفيديو، ملف إيران مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق، نقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير، لم يتم الكشف عن اسمه، قوله إن بلاده تدرس اقتراح واشنطن للتفاوض بشأن إحياء الاتفاق النووي.

واستدرك هذا المسؤول الإيراني: "لكن عليهم أولا العودة إلى الاتفاق. ومن ثم يمكن دراسة آلية لمزامنة المراحل الرئيسية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015".

وتابع: "نحن لا نبحث عن أسلحة نووية وليست في سياستنا الدفاعية. رسالتنا واضحة. إلغاء جميع العقوبات وإعطاء فرصة للدبلوماسية".

وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد رحب اليوم الجمعة 19 فبراير (شباط)، بما أعلنت عنه واشنطن من إلغاء قرار الحكومة الأميركية السابقة بشأن "آلية الزناد"، وقال إنه في حال إلغاء العقوبات الأميركية، فإن إيران أيضًا ستعود إلى التزاماتها النووية.

وفي تغريدة له على "تويتر"، نشرها اليوم الجمعة، أكد ظريف أنه في حال إلغاء "جميع العقوبات التي أعاد (الرئيس السابق دونالد) ترامب فرضها (على إيران)، دون أية شروط مسبقة وبشكل فاعل، فسنعود، بعد ذلك، من جانبنا فورًا عن جميع الإجراءات" (خفض الالتزامات بحسب الاتفاق النووي).

تجدر الإشارة إلى أن ريتشارد ميلز، المندوب الأميركي المؤقت لدى الأمم المتحدة، كان قد بعث برسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الـ15، تفيد بأن إدارة بايدن ألغت قرار الإدارة الأميركية السابقة بتفعيل "آلية الزناد" في الاتفاق النووي والعودة التلقائية للعقوبات على إيران.

وبعد اجتماع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، أعلنت واشنطن استعدادها للعودة إلى محادثات الاتفاق النووي.

وفي الأثناء، شددت وزارة الخارجية البريطانية على ضرورة عودة إيران إلى التزاماتها وفق الاتفاق النووي، وأن على الغرب أن يكف عن إرسال إشارات عن استعداده للتغاضي عن انتهاكات طهران.

كما انتقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو العودة إلى الاتفاق النووي، وأضاف أن البلاد تجري مفاوضات مع أميركا بهذا الخصوص.