في حين أدى انقطاع التيار الكهربائي في المناطق الحضرية والريفية في جميع أنحاء إيران إلى تعطيل حياة وأعمال المواطنين، تشير التقارير إلى أن أحد أسباب ذلك هو مراكز بيع وشراء العملة الرقمية (البيتكوين) في منطقة رفسنجان الاقتصادية الخاصة التي تسيطر عليها الصين.

 کما امتد انقطاع التيار الكهربائي مساء الثلاثاء إلى أجزاء مختلفة من البلاد والمدن الكبرى مثل مشهد وتبريز ، بالإضافة إلى العاصمة طهران.

وأكد مصطفى رجبى مشهدي، المتحدث باسم صناعة الكهرباء الإيرانية، مؤخرًا أن "التجارة في العملات الافتراضية" من بين العوامل التي تزيد من استهلاك الكهرباء في البلاد.

وكتب مسعود نوري، الصحافي في صحيفة "همشهري" ووكالة الأنباء الحكومية الرسمية (إرنا)، في صفحته على "تويتر"، أن "الصينيين، وبالتعاون مع مؤسسة عسكرية إيرانية، أنشأوا مركزًا للمتاجرة في العملة الرقمية (بيتكوين) في منطقة رفسنجان الاقتصادية الخاصة، والذي يستهلك الكهرباء منخفضة التكلفة في البلاد".

وأضاف نوري أنه في المرحلة الأولى تم تشغيل "10000 جهاز M-3 منخفض الكفاءة للغاية" في هذا المركز.

كما أفادت جمعية "بلوكتشين" الإيرانية أنه في هذه المنطقة، "أقام الصينيون مزرعة لتشفير العملات الرقمية، تستهلك 175 ميغاواط من الكهرباء، ملحقة بخطوط نقل 230/330 كيلوفولت ومحطات فرعية في رفسنجان".

وأشارت صحيفة "رسالات" إلى ضغط مراكز تعدين البيتكوين على شبكة الكهرباء في البلاد، وأن "إنتاج كل بيتكوين يعادل الاستهلاك السنوي لـ24 منزلاً في طهران، أو ما يعادل استهلاك الكهرباء لمنزل في طهران لمدة 24 عامًا".

وقد وصل سعر كل عملة بيتكوين إلى ما يقرب من 36000 دولار، اليوم الثلاثاء 12 يناير (كانون الثاني)، وهو ما ذكره متحدث باسم صناعة الكهرباء في البلاد كسبب لزيادة عدد المتاجرين في العملة الرقمية بالبلاد.

يأتي ذلك في حين أنه في الأسابيع الأخيرة، أظهرت التقارير الرسمية زيادة في استهلاك الكهرباء في البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي المفاجئ في منازل المواطنين، وكذلك الطرق العامة في العديد من المناطق الحضرية والريفية.

ونشر بعض المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر إطفاء أضواء بعض الطرق أثناء الليل، مما أدى إلى ظلام دامس وعدم رؤية السائقين.

استخراج العملة في رفسنجان بالكهرباء الرخيصة

تجدر الإشارة إلى أن ما تسميه وسائل الإعلام هذه الأيام "مزرعة العملة الرقمية" في رفسنجان يرتبط بمركز يسمى مركز البيانات (داتا سنتر)، افتتحه مستشار الرئيس حسن روحاني عام 2019.

وبينما وصف مسؤولون حكوميون، بمن فيهم عليار اسكندري، قائمقام رفسنجان، في ذلك الوقت، المركز بأنه "أكبر مركز بيانات في الشرق الأوسط"، ذكرت بعض وسائل الإعلام أيضًا أنه موقع لبيع وشراء العملات الرقمية.

كما تم انتقاد هذه القضية في وسائل إعلام النظام، بما في ذلك "باسيج نيوز" في فبراير (شباط) 2019، تحت عنوان "المحسوبية في إصدار التراخيص" لهذه المراكز.