ذكرت مصادر رسمية لبنانية وقوع أكثر من 70 قتيلا على الأقل، وإصابة أكثر من 4000 شخص في الانفجار الهائل، الذي وقع مساء أمس الثلاثاء، في مرفأ بيروت، فيما قال رئيس الوزراء اللبناني، إن بلاده منكوبة، ومصابة بكارثة. وقد أفادت بعض المصادر بأن موقع الحادث كان يحتوي على مخازن للقمح الذي يحتاجه لبنان، وهو ما يعني وقوع أزمات اقتصادية أكثر كارثية مما هو متوقع.

وعن الحدث كتبت بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء وقدمت تحليلات متنوعة وسيناريوهات مختلفة، فصحيفة "إيران" الحكومية عنونت بـ"بيروت في صدمة الانفجار"، وعنونت "همشهري" بـ"لبنان يهتز". وأشارت إلى وقوع كثير من القتلى والمصابين. وكتبت "جوان": "رائحة فتنة كبيرة وراء انفجار لبنان"، وتحدثت عن فرضية أن يكون هذا الانفجار قد تم بفعل فاعل، في محاولة لجر لبنان إلى الفوضى والخراب. أما "آفتاب يزد" فعنونت بـ"ما القصة؟".

لكن صحيفة "خراسان" وعلى الرغم من وصفها لانفجار بيروت بـ"كابوس هيروشيما" إلا أنها ذكرت كذلك نقلا عن مصادر إعلامية لبنانية أن الشائعات حول ضلوع إسرائيل في انفجار بيروت غير صحيحة كما أشارت إلى نفي مسؤولين إسرائيليين لأن تكون إسرائيل لها علاقة بانفجار بيروت.

وفي شأن داخلي إيراني، اعتبر مساعد وزير الاستخبارات الإيراني لشؤون مكافحة الفساد الاقتصادي، أمس الثلاثاء، أن موضوع الفساد في إيران شأن "أمني"، قائلا إن "الفساد الاقتصادي في البلاد يهدد أمننا القومي"، مضيفا: "علينا أن نعرف أن هناك علاقة مهمة بين الأمن القومي ومكافحة الفساد الاقتصادي، وأن قضية الفساد تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي".

وأشارت صحيفة "أفكار" و"اقتصاد سرآمد" إلى هذه التصريحات، وكتبت "قضية الفساد تهدد أمننا القومي بشدة"، أما "مردم سالاري" فذكرت بعد نقلها تصريحات مساعد وزير الاستخبارات أن الاستخبارات قد ألقت القبض على مجموعة تعمل على إحداث اضطرابات في أسواق العملات الصعبة. فيما ذكرت "اطلاعات" أن "ظاهرة الفساد هي أكبر عامل لتراجع الرصيد الاجتماعي للنظام".

واقتصاديا تنوعت عناوين الصحف واستهدفت بالمجمل ارتفاع أسعار العملات والمساكن والسيارات وتأثير ذلك على واقع المواطن، حيث كتبت "شروع": "سيطرة الغلاء على السوق"، وعنونت "اقتصاد برتر" بـ"استئجار المسكن يصبح بالدولار"، وأشارت إلى أن أصحاب المنازل لم يعودوا يقبلون بودائع مالية بالعملة الإيرانية، وذلك نظرا لتراجع قيمتها وعدم استقرارها. كما أشارت "همدلي" إلى هذه الظاهرة الجديدة في الاقتصاد الإيراني وأكدت أن الاستئجار والشراء بالدولار أصبح معمولا به فعلا في شمال العاصمة طهران وبعض المحافظات الأخرى. أما صحيفة "آفتاب اقتصادي" فأشارت إلى ارتفاع أسعار السيارات وعنونت: "أسعار السيارات لا تزال مرتفعة". فيما عنونت " اقتصاد سرآمد" بعنوان عام عن الاقتصاد الإيراني وكتبت: "اقتصاد البلاد مريض".

وفي سياق آخر، حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يدافع عن أداء حكومته في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعيشها إيران، وقال روحاني إن المحور الأساسي للحرب النفسية التي يشنها الأعداء ضد الشعب الإيراني هو الإيحاء بعدم فاعلية الحكومة وإهدار القدرات وإنكار أو التقليل من شأن النجاحات الكبيرة للبلاد والشعب. وعن هذه التصريحات وغيرها علقت بعض الصحف فعنونت صحيفة "بهار" و"ابتكار" بـ" الادعاء بفشل الحكومة هو المحور الأساسي للحرب النفسية للعدو".

كما أشارت بعض الصحف لتصريحات قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي في معرض أقيم لتكريم سليماني، وكان سلامي قد قال في هذا المعرض أن الثأر لسليماني أصبح هدفا وغاية، وأن الحرس سيتابع مسار سليماني ولن يتوقف عن الأخذ بثأره ممن قتله، وعن التصريح عنونت صحف عدة مثل "رسالت"، و"جوان"، و"سياست روز"، و"عصر إيرانيان"، وسردت وعود سلامي وتأكيده على المضي قدما في سبيل سليماني وما قتل من أجله.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"جوان": انفجار بيروت وهدف إفشال الحكومة اللبنانية

على الرغم من تأكيد وسائل إعلام عدة بأن انفجار بيروت لم يكن قد وقع نتيجة لأسباب تخريبية أو إرهابية إلا أن بعض الصحف الإيرانية تحاول القفز على الوقائع والادعاء بأن انفجار لبنان مريب وأن فرضية أن تكون إسرائيل هي من تقف وراء الحادث واردة جدا.

في هذا السياق، ادعت صحيفة "جوان" و"فرهيختكان" التابعتان للحرس الثوري والمرشد علي خامنئي أن انفجار بيروت تحيط به شكوك كثيرة. وحاولت الصحيفتان أن تربطا بين هذا الانفجار وبين استقالة وزير الخارجية والملف القضائي لرفيق الحريري، والقول بأن افتعال هذا الانفجار يأتي بهدف إفشال الحكومة اللبنانية، التي يسيطر عليها التيار الموالي لإيران متمثلا في حزب الله وأنصاره.

"جهان صنعت": تصريحات روحاني عن مقاومة الاقتصاد الإيراني لا تتفق والواقع

اعتبرت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية أن تصريحات روحاني عن مقاومة إيران للضغوط الاقتصادية أمر لا يتفق مع واقع الحال، وذكرت الصحيفة أن الحكومة تحاول تصوير الأمور وكأنها عادية جدا في حين أن الأمر ليس كذلك وأن أعباء الآثار الاقتصادية على إيران ثقيلة للغاية.

وكان حسن روحاني قد قال أمس الثلاثاء إن بلاده أظهرت خلال جائحة كورونا أن اقتصادها أكثر مقاومة من أوروبا وأميركا. وأضاف روحاني أن الحكومة حاربت ضد العقوبات والضغوط وكافحت مرض كورونا في مختلف المجالات، بما فيها التداعيات الاقتصادية والحفاظ على صحة الشعب، وقد حققت نجاحات جيدة وملحوظة على الصعيدين.

لكن الصحيفة عارضت هذه التصريحات، وقالت إن ارتفاع نسب التضخم والنمو السلبي للاقتصاد وضياع مليون ونصف المليون وظيفة تدل على أن هذه التصريحات غير سليمة وتتنافى مع الواقع على الأرض.

وانتقدت الصحيفة سياسات الحكومة وتخبطها في القرارات التي تقدم عليها، مؤكدة أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها طهران تعود لأسباب داخلية وليس لها علاقة بالخارج أو العقوبات أو أزمة كورونا.

"اعتماد": آمال انتخاب بايدن لرئاسة الولايات المتحدة

أشارت صحيفة "اعتماد" إلى أن أي سياسة خارجية سيعتمدها جو بايدن في حال تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة يمكن القول إنها تتضمن موقفا مضادا للسياسة الخارجية الإيرانية، بالخلاف لما يحدث في فترة ترامب الرئاسية.

وأشارت الصحيفة إلى نماذج لهذا القول، وذكرت مطالبة بايدن بتعليق بعض العقوبات على إيران بعد ظهور جائحة كورونا أو وعوده بالعودة إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي قد يخفف كثيرا من الضغوط التي تعيشها إيران ويفتح المجال من جديد لعودة الاستثمار الأجنبي إلى إيران.

كما اعتقدت الصحيفة بتفاؤل كبير أن بايدن سيقوم بتقليص استخراج النفط في داخل الولايات المتحدة لاعتبارات بيئية الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط دوليا وبالتالي ترتفع عائدات الدول المصدرة للنفط بما فيها إيران.