قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في لقائه مع عمران خان، إن "النهاية الصحيحة للحرب اليمنية ستكون لها آثار إيجابية على المنطقة"، وهي الرسالة التي أصبحت عنوانًا لبعض الصحف في البلاد، والتي أطلقت عليها صحیفة "آرمان ملي" اسم "صوت السلام في طهران"، ووصفتها صحيفة "جمهوري إسلامي" بـ"تعامل طهران الإیجابي مع الوساطة".

ووفقًا لصحيفة "خراسان"، فقد "كانت وساطة عمران خان مصحوبة بضوء أخضر من روحاني". كما تكرّرت صور عمران خان على الصفحات الأولى في صحف البلاد، أمس واليوم، حيث أصبح الإيرانيون یعرفون رئيس الوزراء الباكستاني.

لكن صحیفة "إیران" الحکومیة، دون أن تقيّم الزيارة، عنونت: "رد إيران على عمران خان"، وكتبت أن المسؤولين الإيرانيين سمعوا وردوا على رسالة الضيف الباکستاني رفیع المستوی. وجاء في الخبر الذي نشرته صحیفة "إیران"، أن "جزءًا مهمًا من نقاش رئيس الوزراء الباكستاني، أمس، ركز على العلاقات الثنائية بين طهران وإسلام آباد، والحاجة إلى إجراء محادثات إقليمية".

لعل هذا هو السبب في أن فريدون مجلسي ذکر، في مقال افتتاحي لصحيفة "آفتاب يزد"، أن عمران خان یحمل رسالة ترامب إلى طهران، وكتب أنه على عكس ما قالته وسائل الإعلام، فإن رحلة عمران خان لا ترتبط بالوساطة بین إیران والسعودية، بل ترتبط بالخلافات الإيرانية الأميركية.

ووفقًا لما کتبه مجلسي، ينبغي على المرء أن يفكر في تقليل التوترات بين طهران وواشنطن لحل قضية طهران والرياض.

ولكن في الوقت نفسه، قال علي خامنئي، في حفل التخرج السنوي لطلاب جامعة الإمام الحسين العسکریة: "نحن لن نخضع أمام أميركا"، فأصبحت هذه العبارة العنوان الرئيسي لنصف الصحف في البلاد، فعنونت صحيفتا "كيهان"، و"جوان" ما قاله القائد الأعلی للقوات المسلحة من أن "العداء الأميركي زاد من كرامة الحرس الثوري".

كما نشرت صحيفة "فرهیختجان" صورة لعرض طلاب الکلیة العسکریة إلى جانب صورة من لقاء المرشد مع عمران خان، وعنونت "شطرنج المقاومة النشطة"، ووصفت "فرهیختجان" استراتيجية إیران في المنطقة بأنها لتعزيز القدرة الدفاعية وفتح الطريق أمام الدبلوماسية.

إلى ذلك، نشرت الصحف الإیرانیة الکثیر من المقالات والتقاریر حول أسباب وعواقب سفر عمران خان، بما فیها مقال کتبه نوذر شفیعي، أستاذ العلاقات الدولية، في صحیفة "آرمان ملي"، وذکر فیه أن هناك فرقًا بين الوساطة والمساعي الطيبة، فالوساطة للحوار والمصالحة. وبهذا التعريف، لا يبدو أن عمران خان جاء للوساطة. وفي هذا الصدد، ربما تکون صحیفة "جوان" قد أبرزت العنوان الأكثر دقة، حیث کتبت نقلاً عن عمران خان: "طلب مني ترامب تسهيل المفاوضات مع إيران".

وفي هذا السياق، کتبت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، تعليقًا على زيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلى طهران، معددة الوساطات بين واشنطن وطهران، قائلة: "استطعنا أن نجعل الولايات المتحدة تنسى شروطها الـ12، وأن ترسل من شرق آسيا رئيس وزراء اليابان، ومن الشرق الأوسط أردوغان، ومن قلب أوروبا ماکرون، ومن شبه القارة رئيس الوزراء الباكستاني، لإجراء محادثات ولم يحصلوا على النتيجة المرجوة".

وعلى عكس الصحف الأخرى، وضعت صحيفة "شرق" رحلة بوتين إلى المملكة العربية السعودية على صفحتها الأولى، تحت عنوان "السجادة الحمراء للقيصر"، وکتبت أن "روسيا والمملكة العربية السعودية يوسعان علاقاتهما في غياب الولايات المتحدة. وللمرة الثانية منذ 12 عامًا، يسافر بوتين إلى المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يوقع ما يقرب من 30 اتفاقية طاقة بين قادة البلدين".

كما تتوقع صحیفة "شرق" أن يكون شراء نظام "S-400" موضوعًا للمفاوضات، وفي هذه الحالة قد يؤدي الرد الأميركي السلبي إلى إثارة المخاوف في المملكة العربية السعودية، حيث دعا بوتين المملكة العربية السعودية إلى لعب دور رئيسي في حل الأزمة السورية، باعتبار الرياض قوة تقليدية في العالم العربي إلى جانب مصر.

ويمكننا أن نذهب الآن إلى قراءة المزيد من تفاصيل صحف إيران اليوم.

"شرق": عاقبة "بالیرمو" في ید روحاني

انتهت مهلة سنة كاملة لمراجعة مشاريع قوانين اتفاقية التجارة الحرة، و"باليرمو"، في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وتفید التكهنات الأولية برفض هذه الاتفاقیة، حيث قال مجید أنصاري، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، إن رأي مجلس صيانة الدستور، وهو رفض الاتفاقیة، سيكون ساريًا الآن.

لكن النائب البرلماني حشمت الله فلاحت بيشه، رفض وجهة نظر مجید أنصاري، قائلاً: "بما أن مجلس صيانة الدستور لم يرفض صراحةً مشروع قانون "باليرمو"، ولم يبلغ سوى عن اعتراضات لهيئة الرقابة، وقد تم تعديلها؛ لذلك، بعد انتهاء الموعد النهائي لمراجعة المشروع من قبل مجلس تشخیص مصلحة النظام، يصبح المشروع قانونًا".

ويصر مؤيدو اتفاقية باليرمو على أنه يجب على الرئيس الإخطار بالتنفيذ، حيث قال المحامي محمود عطار لصحيفة "شرق" عن العملية القانونية لانضمام إيران إلى الاتفاقيات الدولية: "من الناحية القانونية، أصبحت (باليرمو) قانونًا، بعد أن تم رفع الإشکالیات التي أثارها مجلس صیانة الدستور، ولم تكن هناك حاجة لإرسال مشروع القانون إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام". ووفقًا لما قاله عطار، فإن "هذا المشروع هو قانون تم إقراره واعتماده، ويمكن للرئيس أن يحيله إلى الجريدة الرسمية في البلاد كقانون معتمد".

"صداي إصلاحات": العنف المنزلي ضد المرأة

ذكرت صحيفة "صداي إصلاحات"، أن العنف المنزلي في إيران يمثل 40 في المائة من العنف المنزلي ضد النساء في جميع أنحاء العالم، بينما لا يزال إثبات العنف المنزلي يواجه كثيرًا من العقبات في القانون الإيراني.

وتشير الإحصاءات في البلاد إلى أن 66 في المائة من الزوجات يواجهن العنف، حيث تتعرض امرأة واحدة على الأقل من بين كل 20 امرأة للعنف المنزلي من قبل زوجها، ولكن يتم الإبلاغ عن أقل من 35 في المائة فقط من العنف المنزلي إلى الشرطة أو قسم الطوارئ.

وفي هذا السياق، قال أمان الله قرائي مقدم، وهو عالم اجتماع، في حوار مع صحيفة "صداي إصلاحات" إن الطريق لإضفاء الشرعية على أمن المرأة وتطورها الثقافي في إيران بعيد المنال. فهو یعتقد أن هناك علاقة مباشرة بين العنف المنزلي وتربیة الأطفال، وعندما لا تحصل المرأة على الأمن، فذلك یعني أن الأسرة لا تتمتع بالأمان، وبالتالي فإن المجتمع يهتز.

ووفقًا لما جاء في صحیفة "إصلاحات"، يجب سن قوانين منفصلة للعنف المنزلي في البلاد، كما هو الحال في البلدان الإسلامية، مثل أفغانستان وباكستان ولبنان وتركيا؛ فلدى هذه الدول قوانين محددة بشأن العنف العائلي، لكن إيران لا تملك هذا القانون.

"جهان صنعت": لعبة خاصة بدلاً من الخصخصـة

أعلن وزير الاقتصاد عن طريقة جديدة لنقل الشركات المملوكة للدولة إلى القطاع الخاص، ووصفها الفریق الاقتصادي لصحیفة "جهان صنعت" بأنها "لعبة خاصة".

ووفقًا لصحیفة "جهان صنعت"، تفرض المعايير العالمية أن يتم نقل ملكية الشركات المملوكة للدولة وفقًا للمتطلبات القانونية مثل البيئة الاقتصادية المستقرة، والحد الأدنى من الفساد، وبيئة العمل المناسبة، لكن منظمة الخصخصة الإيرانية، على الرغم من هذه الشروط المسبقة، أدرجت نقل ملكية 600 شركة مملوكة للدولة إلى القطاع الخاص، علی قائمة الخصخصة لهذا العام.

وتقوم الحكومة بالمزاد العلني للشركات التابعة، لتخفيض تکالیفها، من خلال تقلیص الحکومة، لكن نقل الملكية، في الواقع، یتم من القطاع العام إلى شركات من القطاعين، شبه الحکومي والخصعام.

ويعد الفساد وعدم الكفاءة نتيجة لعمليات النقل غير القانونية هذه، لأشخاص فاقدي الأهلیة. ووفقًا لما ذكرته صحیفة "جهان صنعت"، لم يتم تحقيق مبدأ الربحية وزیادة الكفاءة ونمو الإنتاج في أي من الشركات المنقولة، وبالتالي لم يتم تحقيق أهداف الخصخصة، ولم یؤد أيضًا إلى زيادة الإنتاج الوطني والترشید في الإنفاق الحكومي.