اليوم السبت هو اليوم الأول من العام الجديد الذي تصدر فيه الصحف الإيرانية، لتتناول الأحداث بالنقل والتحليل وفق الرؤى والانتماءات التي توجه كل صحيفة والقائمين عليها.

وأشار عدد من الصحف إلى العام الذي مضى بالنسبة لإيران والمنطقة واعتبرته "عام مصائب" حل على العالم، فكتبت "جهان صنعت": "عام العزلة"، فيما عنونت "صمت" بـ"عام 2020 قد رسب"، وأشارت إلى عدد من الأحداث السيئة التي شهدها العالم وإيران. أما صحيفة "جمله" فكتبت: "عام المصائب"، فيما عنونت "ستاره صبح": "نهاية الظلام وبداية النور".

وفي شأن آخر، اكتست الصحف الصادرة اليوم السبت بصور سليماني وعناوين حول مقتله، وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لمقتله على يد الولايات المتحدة الأميركية، بُعيد نزوله من طائرة في مطار بغداد الدولي برفقة نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

وزعمت الصحف أن الولايات المتحدة الأميركية ومن أيدوا مقتل سليماني مرعوبون من انتقام إيران المنتظر، فكتبت "جوان": "رعب من المطالبة بالانتقام"، وعنونت "كيهان" بتصريح لخليفة سليماني وقائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، وكتبت: "الانتقام الصعب حتمي حتى لو كان من داخل الولايات المتحدة"، ونقلت "أفكار" تصريح رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "لينتظروا الانتقام الصعب".

أما الصحف الإصلاحية والمقربة من الحكومة، فتناولت الجانب التحذيري الذي انتهجته الحكومة الإيرانية في الأيام الأخيرة، حيث كثرت الأصوات الحكومية في إيران والتي تحذر من تبعات اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة، وتتهم واشنطن بمحاولة افتعال حرب في أيام ترامب الأخيرة. فنقلت صحيفة "ستاره صبح" عن ظريف، وقالت: "احتمالية اندلاع حرب في الشرق الأوسط"، وقالت "ابتكار": "تحركات مريبة في المنطقة.. والصبر الاستراتيجي"، مشيرة إلى أن طهران لا تزال تستمر في سياسة "الصبر الاستراتيجي" في التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أقدمت على مقتل سليماني.

كما أشارت بعض الصحف إلى وفاة عضو مجلس خبراء القيادة، محمد تقي مصباح يزدي، أبرز مؤيدي المرشد خامنئي، إثر تفاقم مرضه. وكان مكتب مصباح يزدي قد أفاد مؤخرًا بتفاقم حالته الصحية، لكن لم تكشف التقارير عن تفاصيل مرضه "المعوي" الذي أدى إلى وفاته.

ويعد مصباح يزدي، أحد المؤيدين البارزين للمرشد علي خامنئي، فقد أشار ذات مرة إلى أن خامنئي "فوق كفاءة الشعب". وكرر العام الماضي أن خامنئي لم يرتكب أي خطأ خلال العقود الثلاثة التي قضاها في السلطة.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار الأخرى:

"آرمان ملي": ترامب قد يقدم على عمل ضد إيران للتغطية على هزيمته

استبعد المحلل السياسي يوسف مولائي في مقال نشره بصحيفة "آرمان ملي" حدوث صدام عسكري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وأكد أن البلدين يعيشان هذه الظروف منذ 40 عاما وهما يعرفان أسلوب بعضهما البعض في المواجهة.

وفي نفس الوقت لم يستبعد مولائي قيام ترامب بعمل للتغطية على هزيمته، لكنه أوضح أنه لا يمكن لأحد توقع حجم هذا العمل الذي قد يقدم عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الأهم من ذلك هو ماهية الرد الإيراني على ما قد تقوم به الولايات المتحدة الأميركية تجاه إيران في الأيام الأخيرة من إدارة ترامب. 

"كيهان": الانتقام الصعب حتمي حتى لو حدث في الأراضي الأميركية

أشارت صحيفة "كيهان" إلى المراسم التي عقدت في العاصمة طهران، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل قاسم سليماني، وشارك فيه عدد من المسؤولين والعسكريين أمثال قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وعدد من الضيوف العراقيين الذين يتبعون لجهات مقربة من إيران والحرس الثوري.

ونقلت الصحيفة  تصريحات لعدد من المسؤولين الذين أكدوا أن الانتقام لسليماني لا بد أن يتحقق حتى لو حدث هذا في أراضي الولايات المتحدة الأميركية وهو تصريح أدلى به قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريح قائد الحرس الثوري حسين سلامي، حيث أكد أن مسار المقاومة لا يزال مستمرا ولن يتوقف شيء في هذا الأمر، بل إن "عجلة الانتقام بدأت تسير بسرعة أكبر من السابق وقد ظهرت أساليب جديدة للقيام بهذا الأمر، وهناك أنواع كثيرة من سليماني بدأت تظهر في العالم الإسلامي".

"مردم سالاري": استمرار ارتفاع الأسعار في ظل قوانين غير رادعة

قالت صحيفة "مردم سالاري" إن الغلاء وارتفاع الأسعار أصبحا جزءا لا ينفك عن الاقتصاد الإيراني، وحتى الأساليب القهرية والإجراءات المتخذة للحد من ظاهرة الغلاء لم تعد تجدي لوقف مسار ارتفاع الأسعار في الأسواق.

واستندت الصحيفة إلى إحصاءات لمسؤولين في وزارات معنية بالاقتصاد الإيراني، حيث أشارت إلى قائمة طويلة من الملفات القضائية التي شكلت لشركات ناشطة في الاقتصاد الإيراني بتهمة التلاعب بالأسعار والغلاء، وأكدت أن هذه الأرقام والإحصاءات الكثيرة تدل على أن القوانين الردعية للسيطرة على الأسواق دلت على أنها لم تكن مجدية بما فيه الكفاية. 

كما ذكرت الصحيفة أن القوانين الرادعة والغرامات التي تحدد في هذا المجال لا تجعل الناس يرتدعون عن رفع الأسعار بل إنهم مستعدون لتحمل الغرامات لكنهم مصرون على الاستمرار في رفع الأسعار.

وأكدت الصحيفة أن المعارك التي تجري بين الأطراف المعنية بتحديد الأسعار والرقابة على الاسواق كانت مكلفة بالنسبة للشعب، حيث إن الناس هم من تحملوا تبعات هذا الاضطراب في الأسواق مستبعدة أن يتم حل هذه المشاكل في المستقبل القريب وأوضحت أن عجز القوانين عن السيطرة على الأسواق والأسعار يؤدي إلى حدوث يأس لدى عامة الناس، كما يجعل من يقومون برفع الأسعار أكثر جرأة على القيام بذلك.