في أول مؤتمر صحافي للرئيس الإيراني المنتخب، بعد إعلان فوزه، التقى إبراهيم رئيسي مع مراسلين إعلاميين محليين وأجانب، وتناول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، حيث أشار على الصعيد الخارجي إلى محادثات إحياء الاتفاق النووي، قائلا: "الاتفاق النووي انتهكه الأميركيون، والأوروبيون ولم يفوا بالتزاماتهم". وطالب الولايات المتحدة بأن "تعود إلى الاتفاق وتفي بالتزاماتها"، مضيفا: "رسالتي للأوروبيين أن لا ينصاعوا للضغط الأميركي".

وأشارت معظم الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء إلى مؤتمر رئيسي الأول، حيث عنونت بعناوين مختلفة مما جاء في حديثه للإعلام، فعنونت "ابرار" و"ابتكار" وقالت: "رئيسي: سياستنا الخارجية لن تقتصر على الاتفاق النووي"، ونوهت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" إلى رفض الرئيس الإيراني الجديد احتمالية الاجتماع مع نظيره الأميركي جو بايدن، في حال تم رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.

على صعيد آخر هاجم رئيسي في مؤتمره الأول من "يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان"، وطالبهم بأن "يعلموا أننا في موقع الادعاء، وأن جميع الإجراءات التي قمت بها كانت دفاعًا عن حقوق الإنسان والبشر، وبصفتي قاضيًا ورجل قانون، كنت في موقع الدفاع عن حقوق الإنسان".

وعن العقوبات الحقوقية ضده، والتقارير عن الإعدامات خلال فترة مسؤوليته، وخطة السفر إلى الغرب، قال إبراهيم رئيسي: "لقد كنت مدافعا عن حقوق الإنسان، منذ بداية مسؤوليتي كرجل قانون، وتابعت حقوق الإنسان في جميع مسؤولياتي".

وعن هذا الجانب من كلامه عنونت "كار وكاركر" وقالت في صفحتها الأولى: "لقد كنت مدافعا عن حقوق الإنسان منذ بداية مسؤوليتي".

على صعيد آخر لفتت صحيفة "آرمان ملي" إلى كلام الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، حول عدم مشاركة أكثر من 50 في المائة من الناخبين الذين لديهم حق التصويت في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، حيث وصف ذلك بأنه "غير مسبوق"، قائلًا إن "وجود نسبة عالية من الأصوات الباطلة في الانتخابات علامة على إحباط الشعب ويأسه وابتعاده عن النظام".

في شأن منفصل أشارت بعض الصحف مثل "ابرار اقتصادي"، و"مردم سالاري" إلى أزمة الكهرباء المتفاقمة في إيران، وعنونت بالقول: "موجة جديدة من انقطاع الكهرباء"، وأكدت أن على البلاد أن تستعد لموجة قادمة من انقطاع الكهرباء.

وفي شأن قريب نوهت صحيفة "بيام عسلوية " إلى خروج محطة بوشهر للطاقة النووية من شبكة الكهرباء الوطنية، ونقلت كلام المسؤولين وتأكيدهم أن ذلك حدث بسبب خلل فني قد يستغرق إصلاحه 3 أو 4 أيام. 

وكان مسؤولون من وزارة الطاقة و"توانير" قد أعلنوا عن نقص يومي في الكهرباء يتراوح بين 5000 و9000 ميغاواط، ومع خروج محطة بوشهر للطاقة النووية، بحسب غلام علي رخشاني مهر، مساعد التنسيق في شركة "توانير"، ارتفع العجز اليومي في شبكة الكهرباء في إيران  1000 ميغاواط أخرى. 

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"اعتماد": المؤتمر الصحافي الأول لرئيسي لم يرتق إلى تطلعات الشعب ووسائل الإعلام

قال المحلل السياسي، محمد جواد حق شناس، في مقالٍ له بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن المؤتمر الصحافي الأول للرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي، ليس له أي شبه بمؤتمر مرشح فائز في الانتخابات، مؤكدا أن خطاب الرئيس الجديد لم يرتق إلى مستوى توقعات الشعب والمجتمع كما لم يرض الإعلاميين ومؤسساتهم.

وتابع حق شناس قائلا: "على كل حال لم يظهر الرئيس الجديد في مؤتمره الأول كما ينبغي لرئيس جمهورية، حيث لم يكن له إلمام تام بالقضايا المطروحة، واكتفى بالرد على الأسئلة من خلال الإجابات العامة، ولم نلاحظ وجود الشفافية والوضوح إلا في قضايا خاصة ومحدودة".

"آرمان ملي": بعد تصريحات رئيسي الأخيرة.. الوفد الإيراني المفاوض عليه العودة لطهران

انتقد المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، موقف الرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي، من الولايات المتحدة الأميركية في المؤتمر الصحافي الأول، وأكد أن على رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي أن يعود إلى طهران، منوها بالقول: "لو كنا نتوقع حدوث اتفاق في السابق فقد أصبح هذا الاتفاق منتفيا الآن بعد تصريحات رئيسي الأخيرة، وإن الولايات المتحدة الأميركية ستدرك أن الاتفاق التي ستبرمه مع حكومة روحاني لن يكون معتمدا من قبل الحكومة القادمة في إيران".

وأضاف مجلسي: "أعتقد أن الجانب الإيراني يتفاوض من أجل اكتساب الوقت، وليس من أجل الحصول على نتيجة في المفاوضات النووية".

"جمهوری اسلامی": الفائز في الانتخابات هم دعاة مقاطعة الانتخابات

أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" في افتتاحيتها إلى نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأكدت أن هذه النسبة القليلة من المشاركة يمكن تفسيرها بأنها دليل على فقدان الجمهورية الإسلامية لحاضنتها الشعبية، مضيفة "هذه حقيقة مرة.. لقد فاز دعاة المقاطعة للانتخابات"، وأكدت أن نسبة المشاركة القليلة هي خطر على النظام.

"همدلي": عدم مشاركة نصف الناخبين له رسالة واضحة 

قالت ستارة لطفي المحللة السياسية، في مقال لها بصحيفة "همدلي" إنه "يتوجب علينا جميع أن ندع المجاملة جانبا ونعترف بأن الشعب قد عزف عن المشاركة في الانتخابات وقاطع صناديق الاقتراع"، منوهة إلى أن عدم مشاركة نصف الذين يحق له التصويت له رسالة واضحة، مفادها أن نسبة كبيرة من الناس لم تعد تؤمن بإمكانية التغيير عبر المشاركة في صناديق الاقتراع. 

"مستقل": استمرار الحروب والتدخلات الخارجية ليس في صالح الشعب الإيراني

قال فريدون مجلسي، الدبلوماسي السابق، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن السلطات والمؤسسات الحكومية في إيران أصبحت الآن كلها في يد تيار محدد، وهذا التيار يعتبر نفسه الوارث الرئيسي للثورة، وطالب هذا التيار بالعمل الحقيقي لرفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصاد للناس.

وأشار إلى التدخلات والصراعات التي تخوضها إيران خارج حدودها، وأكد أن "لو استمرت التدخلات والحروب تحت أي مسمى كان فإن ذلك لن يكون جيدا بالنسبة للشعب الإيراني"، موضحا أن الشعب الإيراني قد صوت لروحاني عام 2017 عندما طرح فكرة المصالحة والسلام.

وأضاف "اسمع مؤخرا بعض الأصوات في المؤسسات الإيرانية تعتبر انتقاد الحروب عملا يتعارض مع المصالح الوطنية للبلاد".