تابعت صحف كثيرة أول حضور رسمي للمرأة في استاد آزادي على صفحاتها الأولى، فعنونت  صحیفة "آرمان ملي": "ابتسامة ملعب آزادي بوجه النساء". وکتبت "آفتاب یزد": "نجحت اللعبة المزدوجة".

وفي إیهام متفائل، کتبت صحیفة "ابتکار": "لقد وصلت النساء إلى آزادي (الحرية)".

أما صحیفة "إیران" الحكومية، فقد أشارت إلی تسجیل المنتخب الوطني رقمًا قیاسیًا من الأهداف، وإلی حضور النساء في الملعب، وعنونت: "ملعب آزادي یزدهي بالورود".

وکتبت صحیفة "جهان اقتصاد" أن الیوم هو "يوم كرة القدم التاريخي لإيران".

ولكن ما هي الصحف التي كانت غاضبة من سعادة النساء الإيرانيات؟

نشرت صحيفة "كيهان" صورة مشجعات الكرة بجانب صورة لنساء في مسیرة الأربعين، ووصفت الصورة الأولی بـ"ضحايا الحرية"، والثانیة بـ"السائرات في طريق الحرية".

وبدلاً من انعكاس وجود المرأة الإيرانية في ملعب آزادي، أبرزت صحيفتا "خراسان"، و"جوان"، علی الصفحة الأولی، دخول الزوار الإیرانیین إلى العراق تحت عنوان: "زوار أبو عبد الله یسجلون رقمًا قیاسیًا"، و"مسیرة الأربعین تجاوزت التوقعات".

وقد قامت صحیفة "جوان"، بالطبع، بنشر مقال من حسين قدیاني، قائد الحرس الثوري السابق، في زاوية الصفحة، بعنوان: "نظرة مختلفة إلی عصر الخميس"، موجهًا كلامه إلى الدعاة المتطرفين الذین يحرمون دخول النساء إلى الملاعب.

وقال قدیاني، في هذا المقال الذي کتبه لصحیفة "جوان": "سواء کان خیرًا أم شرًا، فذلك الطلب موجود، وليس من الحكمة أن نعتبر جميع الفتيات والنساء اللاتي ینفخن في الأبواق، مرتزقة.. من الأفضل عدم الوقوف أمام سعادة المرأة".. باختصار، لقد أوصی قدياني بأن "نتبنی ما حدث في ملعبنا (آزادي)".

وقد أشادت جميع الصحف الرياضية بوجود النساء في استاد آزادي، وعنونت صحیفة "بیروزي": "لیتهن في الدوري الممتاز".

لكن "ايران"، و"رزشي"، لديهما صورة مختلفة مع شرح، فقد کتبتا أنه لم يُسمح للمصورات بالتصویر في اليوم الذي دخلت فيه النساء الإيرانيات إلى استاد آزادي، بعد سنوات من الکفاح.

كما نشرت صحیفة "ورزشي"، علی غلافها، صورة لامرأة إيرانية مصورة، على أمل أن تسجّل كاميرا المصورات الإیرانیات يومًا الأحداث ليس من بین المشجعات بل من أرض الملعب.

وفي موضوع آخر، تصدر تحلیل وتفسير خبر انفجار ناقلة النفط الإيرانية، أخبار صحف اليوم؛ فعنونت صحیفة "رسالت": "اللعب مع ذيل الأسد". وکتبت "کیهان" مهددةً: "الغباء الذي لن يبقی دون رد".

إلا أن الصحف لم تعط القضیة أکبر من حجمها، ووصفتها صحيفة "جام جم"، التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزیون، بأنها "لعبة الغمیضة في البحر الأحمر".

وكتب السفير الإيراني السابق لدى بريطانيا، سيد جلال ساداتيان، في صحيفة "آرمان ملي" أنه من فعل الإسرائيليين لأنهم قلقون من قبول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، باقتراح السلام الإيراني، وإزالة التوتر في المنطقة.

وکتبت صحیفة "همدلي"، في تقریر لها، أيضًا، عن آفاق سوق النفط، بعد هذا الحادث، وتقييد حرکة شحن النفط.

وقد تناولت بعض الصحف مشروع قانون النواب الولائیین في البرلمان لإلغاء تعليم اللغة الإنجليزية من المناهج الدراسية الإلزامية.

ويمكننا الآن متابعة المزيد مما نشرته صحف إيران اليوم.

"اعتماد": انتهاء المهلة ورفض الانضمام لاتفاقية "باليرمو"

كتبت صحيفة "اعتماد" أن الموعد النهائي لإقرار انضمام إيران لاتفاقية FATF انتهى، وکذلك فرصة مجلس تشخیص مصلحة النظام لمدة سنة واحدة، وبذلك رفضت إيران رسميًا اتفاقية باليرمو؛ فقبل عام، بعد أن رفض مجلس صيانة الدستور انضمام الحكومة إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بتمويل الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي اعتمدها البرلمان، أصبحت القضیة مثيرة للجدل في الحكومة والبرلمان.

بموجب القانون، كان يتعين حل النزاع بين مجلس صيانة الدستور ومجلس النواب، من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام، لكن معارضي "باليرمو" لم یسمحوا مطلقًا بالنظر في الأمر وإثارته في مجلس تشخيص مصلحة النظام.

حالیاً، انتهت مهلة مجلس تشخیص مصلحة النظام لعام واحد، ورُفضت "باليرمو" دون ضجة. وتتوقع صحيفة "اعتماد" أنه مع رفض "باليرمو"، فإن وضع إیران في مجموعة FATF سوف يصبح أكثر تعقيدًا من ذي قبل.

يذكر أن إيران، وكوريا الشمالية، هما فقط من بين دول العالم اللتان لم توافقا على قانون مكافحة غسل الأموال، وتعتبران من البلدان ذات الخطورة العالية على التجارة العالمية.

غدًا سيتم عقد اجتماع لمجموعة FATF، وتأمل صحیفة "اعتماد" أن تُمنح إيران فرصة لمدة أربعة أشهر أخری، في اجتماع باريس، على الرغم من أن القانون والنظام الداخلي لمجلس تشخیص مصلحة النظام یقول إن المهلة قد انتهت.

"كيهان": في البرلمان الأول كان هناك أيضًا "رقابة تصحيحية"

يوم الأربعاء الماضي، خاطب روحاني مجلس صيانة الدستور، في اجتماع الحكومة، قائلاً: یجب السماح لجميع الفصائل بفرصة الترشح. وقد وصف رئیس الجمهوریة البرلمان الأول، الذي لم یکن فیه مجلس صيانة الدستور، وصفه بأنه أفضل برلمان في تاريخ الثورة الإسلامية.

واليوم ألقت صحيفة "كيهان" باللوم علی روحاني على تصريحاته ضد مجلس صيانة الدستور وعنونت: "الهجوم على مجلس صيانة الدستور، یخلق المشاكل الجانبية، وليس السمعة الطيبة".

وکتبت صحيفة "كيهان" أنه في البرلمان الأول، کانت هناك رقابة تصحیحیة، ليس على وجه التحديد باسمها الحالي، ولكن تحت إشراف وفد عينه آية الله الخميني باسم المجلس المركزي للرقابة.

ووفقًا لـ"كيهان"، کانت مراجعة القوانين واللوائح التي یتم تبنيها في عهد الخميني، تتم من قبل هيئة الرقابة التصحیحیة التابعة لمجلس صيانة الدستور.

وقد سألت صحیفة "کیهان"، روحاني: لماذا یعبر عن أفکار الإصلاحيين؟ وأشارت إلى مقابلة صحيفتي "اعتماد"، و"شرق"، مع حجي كرماني، وتاج زاده، ومحمد رضا تاجيك، وعطريانفر، الذين تحدثوا عن رکوب قطار الثورة والنزول منه، وعن حضور جميع الاتجاهات السياسية في الانتخابات، وإصلاح  الدستور، وإلغاء الرقابة التصحیحیة.

تری "كيهان" أن ما یقف وراء کوالیس الهجوم علی مجلس صيانة الدستور هو ضعف سجل "حكومة التدبیر والأمل" (شعار حكومة روحاني)، وتعتقد أن فشل الاتفاق النووي، وتصعيد التهديدات والعقوبات والأزمة الاقتصادية وفضيحة الاختلاس الحكومي، كل ذلك جعل روحاني یتهرب من مساءلة الرأي العام، ویلجأ إلی تأجیج التطرف في المناخ السیاسي.

ووفقًا لما جاء في "كيهان"، فإن الرئيس يرسم الخطط لمركز الفكر الإصلاحي، أو يستمد منه الخطط. إن إثارة قضايا مثل الانتخابات المشروطة هو، من منظور صحیفة "کیهان"، تأجیج للتطرف في المناخ السياسي. وقد ذکّرت صحیفة "كيهان" روحاني بأنه أصبح رئيسًا في نفس الهيكل وأن هذه التصریحات لن تخلق له سجلاً.

"همدلي": الذهب الذي یفقد بریقه

كان للانفجار الذي أصاب جسم ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر كثير من التداعيات السياسية والاقتصادية.

وقد قیّمت صحيفة "همدلي" تأثير هذا الحدث علی سوق النفط، فأشار مراسل "همدلي" إلى الأحداث النفطية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الهجوم على أرامكو والحصار الأميركي على إيران وفنزويلا الذي قيد حرکة 300 ناقلة نفط، وکتب أن هذه الأحداث رفعت سعر الذهب الأسود، لكن محللي الطاقة وممارسيها يعتقدون أن ارتفاع سعر النفط في الأشهر والسنوات المقبلة أمر غير مرجح، لأن الطلب العالمي على النفط يتناقص كل عام.

ويقول الخبراء إن مبيعات النفط الخام لم تعد تنفع الاقتصاد.

وكتب حميد حسيني في صحیفة "همدلي" أن أيًا من الأحداث الأخيرة، مثل الهجوم على ناقلات النفط أو إسقاط الطائرة الأميركية المسیرة، لم یکن له تأثير طويل المدى على سوق النفط.

وفي حادث انفجار الناقلة الإیرانیة، ارتفع سعر النفط 2 في المائة فقط، ويبدو أن الزيادة قصیرة الأجل لن تستمر طویلاً.

ووفقًا لما جاء في صحیفة "همدلي"، لم يعد النفط سلعة سياسية في السوق، ويتم تحديد سعره حسب العرض والطلب، ولم تعد المخاطر السياسية تؤثر علی تلك السوق.