عدة أيام تفصلنا عن بداية السنة الجديدة، وفق التقويم الفارسي، لكن الأجواء في شوارع إيران لا تشبه أجواء العيد، ولا الأعداد الأخيرة من الصحف لهذ العام.

وقد كتب جلال خوش تشهري، في صحيفة "ابتكار" مقالاً خاصًا بالربيع، تحت عنوان "عمو نوروز ابتسم من فضلك"، أشار الكاتب فيه إلى السنة الصعبة التي مر بها الإيرانيون، وآخرها كان وصول فيروس كورونا، مضيفًا أن لكورونا إيجابية وهي أن الجميع أدرك أن المجتمع الدولي مرتبط ببعضه وأن مصيره مشترك.

ويواصل فيروس كورونا حصد ضحاياه في إيران، لكن حسن روحاني رأى في تعليق جديد أن ذروة هذا المرض قد انتهت، وقد انتقدت صحيفة "آفتاب يزد" بشدة تصريحات رئيس الجمهورية، وكتبت في تقرير لها أن روحاني يتحدث دون أدلة، ويبدو أن وظيفته هي نشر الأمل المزيف، وأن الأرقام التي ينشرها لا تتوافق مع إحصائيات وزارة الصحة.

أما صحيفة "كيهان" فنقلت عن الكاتبة الأميركية جنيفر غرين، المقيمة في إيران منذ عام، بأن على شعوب العالم أن تتعلم من الإيرانيين، لأنهم لم يتزاحموا على المتاجر في أزمة كورونا، وبالتالي ليس هناك نقص في المتاجر.

أما صحيفة "خراسان" فقد هاجمت أميركا أيضًا من جهة أخرى، حيث ذكرت أن هناك أدلة جديدة على أصل فيروس كورونا، وبالطبع لا شيء جديد لدى الصحيفة أكثر من تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الذي قال إن الأميركيين جلبوا الفيروس إلى الصين.

وفي سياق كورونا أيضًا أجرت صحيفة "آرمان ملي" مقابلةً مع الطبيب الشعبي، حسين خير انديش، المعروف باسم حكيم، لمناقشة فيروس كورونا من منظوره، حيث رأى الطبيب أن الناس في جميع أنحاء العالم لديهم أسلوب حياة سيئ ومزاجهم بارد ضمن معيار الطب التقليدي، لذا فهم بحاجة إلى الأغذية الحارة، وإذا كانوا يريدون استخدام زيت البنفسج، فمن الأفضل دهن الممرات التنفسية والأنفية، وبدلاً من المواد الكحولية الكيميائية التي تضر بالجلد، عليهم الغسل بمحلول ملحي.

ومن الواضح أن نشر هذه المقابلة من قبل صحيفة "آرمان ملي" تصرف غير مهني ضمن الظروف الراهنة.

ومن جهة ثانية، توفى يوم أمس أستاذ الاقتصاد اليساري، فريبرز رئيس دانا، بعد إصابته بفيروس كورونا، وقد تذكرته صحف اليوم، حيث نشرت صحيفة "اعتماد" صورة لرئيس دانا، واصفةً إياه باليساري من تيار مصدق، وكتب حسين كننجي عن هذا الاقتصادي الاشتراكي أنه "كان مدافعًا جريئًا عن الديمقراطية والعدالة، ومدافعًا عن مجتمع العمال والمثقفين، وببساطة لن يكون له بديل".

يمكننا الآن أن نقرأ مقتطفات من صحف اليوم.

"خراسان": كورونا وخلو الأضرحة من الزوار

كتب محمد سعيد أحديان، رئيس تحرير صحيفة "خراسان" اليومية، في افتتاحية الصحيفة، أنه "منذ بداية قضية كورونا، سعى تياران إلى إظهار أن الدين والعلم التجريبي مختلفان عن بعضها البعض. الأول هو الإعلام الناطق باللغة الفارسية خارج البلاد، الذي يسعى إلى تجاهل مسايرة التيار الرئيسي لعلماء الشيعة الذين يعتقدون بالعقل والوحي مع العلم. والثاني هو التيار الشيعي الناطق باللغة الإنجليزية الذي تحول إلى مواد ساخنة للإعلام الأجنبي مثل حركات لعق المراقد الدينية".

ويعتقد كاتب "خراسان" أنه "على الرغم من أن رجال الدين الشيعة مستاءون من خلو الأضرحة من الزوار، إلا أنه يمكنهم السيطرة على مشاعرهم وعبور هذه التجربة الإلهية".

"شهروند": اضطراب وصعوبة تأمين دواء تاميفلو

نشرت صحيفة "شهروند" تقريرًا عن طوابير طويلة لمواطنين ينتظرون شراء دواء تاميفلو وهو مضاد فيروسي يصفه الأطباء لمرضى كورونا هذه الأيام، وهو متوفر فقط في صيدليتين في طهران. الطابور الطويل من الناس أمام هاتين الصيدليتين بحد ذاته يساهم في تفاقم انتشار فيروس كورونا. في حين أن وزارة الصحة منعت استخدام هذا الدواء، وأكدت أن لا تأثير له على علاج كورونا، لكن الناس لا يزالون يبحثون عن هذا الدواء.

"جهان صنعت": مصالح الشعب والسلطات ليست واحدة

نشرت صحيفة "جهان صنعت" ملحقها الأخير لهذا العام تحت عنوان "السنة الصعبة"، وناقشت فيه قضايا العام الماضي والقادم مع عدد من الخبراء الاقتصاديين، وقد رأى الخبير محمد قلي يوسفي أن مصالح سلطات الجمهورية الإسلامية لا تنسجم مع مصالح الشعب وأهدافه، وما دامت هذه الحالة مستمرة، فستنشأ أزمة جديدة كل يوم.

ووفقًا لهذا الاقتصادي، فإنه مع وجود مجموعة من الأشخاص في مجلس النواب، ومجلس صيانة الدستور، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، ومؤسسات النظام، فلا يمكن إجراء إصلاحات.

وأضاف يوسفي أن الطريقة الوحيدة للحل هي "تغيير الدستور ونظام صنع القرار في البلاد، لأن المسؤولين الحاليين يربون المتشددين فقط ولا تناسبهم الديمقراطية".

"مستقل": فيروس كورونا يمكن أن يكون "تشيرنوبل" إيران

تحدث فياض زاهد، أستاذ التاريخ الجامعي ابن مدينة رشت، في مقابلة مع صحيفة "مستقل"، عن الظروف الرهيبة لمسقط رأسه خلال أزمة كورونا. وقد ذكر فياض زاهد أن منطقة الشمال الإيراني شهدت مؤخرًا كثافة سكانية بعد حركة الهجرة خلال سنوات الجفاف، فيما لم يتم تطوير المرافق الطبية، وما زالت محدودة، لذلك ترتفع نسبة الوفيات بفيروس كورونا في الشمال الإيراني، ولا سيما محافظة كيلان.

وقد أضاف الأستاذ الجامعي أن المشاريع التجارية الصغيرة خسرت بعد انتشار كورونا، ويمكن أن نعتبر هذه الحادثة أشبه بتشيرنوبل إيران، والتي ستحمل معها تبعات كثيرة على البلاد لاحقًا.

ويرى زاهد أن انتشار الوباء في الشمال كان أمرًا متوقعًا مع تواجد مشاريع صينية في ميناء انزلي وهي السبب في انتشار الفيروس.

"اخبار صنعت": البقاء في المنازل يحتاج إلى المال



كتب مصطفى داننده في "أخبار صنعت" أن العمال وأصحاب الأعمال اليومية لا يمكنهم البقاء في المنازل، لأن هذا الأمر يعني أن هؤلاء لن يتمكنوا من تأمين قوت يومهم، وحاجيات أسرهم، وأضاف الكاتب أنه "لتخفيف أضرار كورونا في البلاد يتوجب على جميع أركان النظام التدخل وحماية الفئات الضعيفة، وإلا فإن مطالبة الناس بالبقاء في البيوت من خلف المنابر لن تتحقق في الوقت الذي يحتاج الكثيرون فيه إلى قوت يومهم".