تحدَّث المرشد الإيراني علي خامنئي بمناسبة موسم الحج لهذا العام، وأصدر بيانًا بهذه المناسبة وصف فيه الحج بأنه استعراض للقوة أمام المستكبرين، وهو وصف يطلقه المرشد وقادة النظام الإيراني على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها بالعالم والمنطقة. كما استنكر المرشد في بيانه، ما وصفه بانتهاك حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأميركية خلال الاحتجاجات الأخيرة على مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد، وأعلن دعمه للشعب الأميركي.

وعن هذه التصريحات وانتقاد الوضع بالولايات المتحدة الأميركية من قِبل أعلى هرم السلطة بإيران، في الوقت الذي تعيش إيران فيه أزمات جمة وكثيرة، خصصت معظم الصحف عنوانًا من عناوينها الرئيسية لبيان المرشد، فصحيفة "أخبار صنعت" عنونت بـ"رسالة المرشد المهمة بمناسبة موسم الحج"، فيما كتبت "عصر إيرانيان": "أميركا لم تستطع أن تمنع تقدُّم الشعب الإيراني من خلال التخويف أو الخداع".

أما الصحف الأخرى فأبرزت تصريحات خامنئي عن الولايات المتحدة الأميركية وما تشهده من احتجاجات داخلية، فـ"آفتاب يزد"، و"آرمان ملي" و"سياست روز" وغيرها من الصحف قالت معنونةً: "ندين تصرفات الإدارة الأميركية العنصرية وندعم حراك الشعب الأميركي"، وهو تصريح أدلى به خامنئي في بيانه بمناسبة الحج.

كما تطرقت صحف أخرى إلى مناورات الحرس الثوري التي انطلقت في مياه الخليج ومضيق هرمز والتي تضمنت إطلاق صواريخ باليستية من "أعماق الأرض"، حسب ما صرح به قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال أمير علي حاجي زاده.

وعن هذه المناورات والاستعراض العسكري كتبت "أبرار": "إطلاق صواريخ باليستية للحرس الثوري من أعماق الأرض في مناورات الرسول الأعظم 14". أما "جوان" فعنونت "صواريخ الحرس الثوري.. هذه المرة من أعماق الأرض إلى قلب العدو"، وكتبت "وطن امروز": "الصاروخ المزروع تحت الأرض".

وعن فيروس كورونا وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية فلم تخلُ صحيفة من ذكر للموضوع أو تحليل لنتائجه أو تكهن بمستقبل حالة البلاد في ظل استمرار الفيروس. وعن كورونا وهوامشه عنونت "دنياي اقتصاد" بـ"ضربة كورونا للقطاع السياحي"، فيما عنونت "آرمان ملي" بـ"ذروة انتشار كورونا في طهران وكلستان وكرمان".

كما عنونت بعض الصحف بتصريحات وزير الصناعة والتعدين والتجارة بالوكالة حسين مدرس خياباني، الذي قال إن ارتفاع الأسعار شيء طبيعي في ظل الأوضاع التي تمر بها إيران، وإن ما يحدث بالأسواق عبارة عن غلاء وليس افتعالاً للغلاء، وكتبت "أفكار" و"اسكناس" معنونة: "لدينا غلاء وليس افتعال الغلاء".

كما عنونت صحف أخرى عن ارتفاع مؤشرات التضخم في إيران خلال الشهور الماضية وكتبت "أبرار اقتصادي": "مؤشرات التضخم ترتفع عدة أعشار"، في حين أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى ارتفاع تكاليف الحياة اليومية بالنسبة للمواطن في الشهر الماضي وعنونت: "تكاليف العيش في شهر يونيو 2020". وقدمت "تجارت" حلولاً لحجم السيولة المالية الهائلة بالبلاد وعنونت: "حلول للسيطرة على تسونامي السيولة المالية". وعنونت "جهان صنعت" الاقتصادية بـ"ماراثون الفقر"، وأشارت إلى ارتفاع مؤشرات التضخم في إيران.

ويستمر الجدل حول إحياء ذكرى عاشوراء لهذا العام في ظل تفشي فيروس كورونا وتحذير الخبراء ومسؤولي القطاع الصحي من تبعات الإصرار على إحياء فعاليات عاشوراء والسماح بالتجمعات، فركزت "أبرار" في عنوانها على تصريح مساعد وزير الصحة وقوله: "لننتظر موقف المرشد وآراء مراجع التقليد عن موضوع إحياء ذكرى عاشوراء"، أما "جوان" الأصولية التي تعد من تيار المُصرين على إحياء الذكرى فعنونت قائلة: "سنجعل من محرم لهذا العام نموذجًا عالميًا". 

يمكننا الآن أن نطالع عناوين الصحف الأخرى:

"جهان صنعت": أحلام رئيس الجمهورية وانهيار ثقة الشعب بالحكومة 

تطرقت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية إلى تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني وقوله إن الحكومة قد أدارت حياة المواطنين بشكل جيد في جوانبها الأساسية، وانتقدت الصحيفة هذا التصريح ورأت فيه تعارضًا مع الواقع وحلمًا لا أثر له ملموسًا في الحياة.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات روحاني عن موضوع اعتراض مقاتلات أميركية لطائرة شركة ماهان الإيرانية، وتأكيده أن إيران ستقدم شكوى دولية ضد واشنطن، وعلَّقت الصحيفة على هذه التصريحات قائلة: "يا سيادة الرئيس، أنت الذي تعرف وتتابع الصغيرة والكبيرة في هذه الأوضاع، أين أنت مما يمر على الناس من غلاء وارتفاع في أسعار الدولار والذهب والمسكن والسيارات.. إن هذا الغلاء قد أنهك الإيرانيين وسلبهم القدرة على الشراء".

كما تساءلت الصحيفة عن الأسباب التي تجعل الرئيس يدَّعي أن حياة الناس واحتياجاتهم الضرورية تم توفيرها وإدارتها بشكل جيد من قِبل الحكومة، وقالت مُخاطبة روحاني: "يا سيادة الرئيس، من أين توصلت إلى هذه الإحصائيات التي تُظهر حسن إدارة الحكومة لحاجات الإيرانيين الأساسية؟ يا سيادة الرئيس، لماذا تستغرب وتسخر من وجود آذان صاغية للشائعات ولا تسأل نفسك عن سبب تراجع ثقة الناس بالحكومة؟".

"شرق": قاليباف.. رئيس برلمان أم قائد عسكري؟

انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية سلوك رئيس البرلمان الإيراني الحالي محمد باقر قاليباف، وطريقة تعامله مع القضايا المرتبطة بمنصبه ومسؤوليته، وتساءلت: "هل قاليباف رئيس برلمان أم قائد عسكري؟".

وكان رئيس البرلمان الإيراني قد وجَّه خطابًا إلى لجنة التعليم والبحوث في البرلمان، وطالبها بالنظر في موضوع إجراء الاختبارات العامة في ظل تفشي كورونا وما هنالك من قلق ينتاب أُسر الطلاب وعوائلهم، لكن النبرة الخطابية والاستعلائية كانت واضحة في كلام قاليباف، وهو ما جعل الصحيفة تتساءل عن مسؤولية من يوجه هذا الخطاب وهل هو رئيس برلمان مدني أم قائد عسكري يوجه الأوامر لمن هم تحت إمرته.

وأوضحت الصحيفة أن قاليباف ولكونه احتل في سجلّه مناصب عسكرية ورئاسة بلدية طهران، يتعامل مع البرلمان، وهو مؤسسة تشريعية، بالطريقة نفسها التي يتعامل بها في المؤسسات العسكرية الصارمة. 

"اقتصاد ملي": مَن المتهم الرئيسي في زيادة التضخم بالبلاد؟

تساءلت صحيفة "اقتصاد ملي" عن الأسباب والعوامل الرئيسية التي تقف وراء موجة التضخم وارتفاع الأسعار التي تشهدها الأسواق الإيرانية، وذكرت الصحيفة عددًا من الأسباب، كان ارتفاع أسعار العملات الصعبة أبرزها. 

وقالت الصحيفة إن "خبراء آخرين ينسبون هذا التضخم إلى خطة الحكومة لتقديم عروض نقدية للمواطنين قبل شهور والتي شملت مليون تومان لكل أسرة إيرانية، فيما عزا اقتصاديون هذا التضخم إلى النقص في الميزانية لهذا العام". 

كما كان لانتشار جائحة كورونا واستمرارها تأثير على هذا التضخم حسب رأي الصحيفة، حيث تضررت الأعمال والمشاغل، وأصاب الاقتصاد الإيراني المتأزم أصلًا بسبب العقوبات، شللٌ كبير في مفاصله وشرايينه الرئيسية.