كما كان متوقعًا، ظهر مرشد الجمهوري الإسلامية الإيرانية بين جمع من مريديه، ورفض مرة أخرى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، معتبرًا أن مقترح ترامب للتفاوض "خدعة" تهدف إلى نزع السلاح من إيران.

في آخر يوم من الأسبوع، حاولت الصحف، لا سيما الأصولية، تكرار تصريحات المرشد وإبراز إحدى عباراته على واجهة صفحاتها. 

صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، كان عنوانها "لا يغترّ الأميركيون بالتقدم". صحيفة "جوان" حاولت تدعيم كلمة المرشد بتصريح من رئيس البنك المركزي، الذي قال يوم أمس "إيران عبرت ذروة العقوبات".

المثير أن كتّاب ومحللي الصحف ذهبوا باتجاه طمأنة قرائهم بأن ترامب فعل كل ما بوسعه وأن العقوبات باتت لا تؤثر.

مثلا يحيى آل إسحاق، كتب في صحيفة "آرمان" أن سلوكيات ترامب باتت غير متزنة، واستنتج الكاتب حول ترامب: "إما أنه لا يريد كشف ما لديه وإما اختلطت عليه الأمور وبات لا يعرف يمينه من يساره".

آل إسحاق، وهو رئيس سابق لغرفة التجارة في طهران، يرى أن العقوبات غير مؤثرة، واستدل على قوله بأنه رغم فرض عقوبات ضد المرشد ووزير الخارجية وعدد من قيادات الجمهورية الإسلامية، لكن سعر الدولار في السوق لم يتأثر، وهذا يعني انه ليس للعقوبات الجديدة أي أثر، حسب رأيه.

أما محمد رضا ستاري، فكتب في صحيفة "ابتكار" أن ترامب ألقى بكل أوراقه في العقوبات ولم يتبق شيء في هذا المجال، مضيفًا أن ترامب يحاول هذه الأيام الذهاب باتجاهين، الأول هو تأسيس نظام جديد في الشرق الأوسط عبر خطته المسماة "صفقة القرن" والثانية إيجاد إجماع دولي ضد إيران.

وهذه الأيام يتعرض وزير النفط بيجن زنغنه، لانتقادات شديدة، خصوصًا بعد الإعلان عن كشف جواسيس ومدسوسين في وزارة النفط، ومنهم "امرأة" تعمل على استمالة المديرين في هذه المؤسسة الإيرانية.

صحيفة "آرمان" نشرت تقريرًا عن "مقاومة" زنغنة للمتشددين الأصوليين، وصحيفة "همدلي" أشارت إلى ما يسمى هذه الأيام "العصافير" لوصف نساء تدسهن الأجهزة الاستخباراتية الداخلية لمخادعة الرجال وتوريطهم، تحت عنوان "تحليق العصافير في سماء السياسة".

"آرمان": سوء الإدارة سيزيد من تأثير العقوبات

قال الخبير في الشؤون الدولية، مهدي ذاكريان، في حوار مع صحيفة "آرمان" إن ترامب "انتهج سياسة الضغط على إيران منذ اليوم الأول من وصوله للبيت الأبيض، ولم يُجرِ أي تغيير في هذه السياسة، حيث قال قبل فوزه في الانتخابات إنه لا يؤمن بالاتفاق النووي، ويريد (كبح جماح إيران)".

ويضيف المحلل الإيراني أنه خلافًا لتوقعات ترامب وفريقه، فإن العقوبات لم تؤد إلى الإطاحة بالنظام، والمواطنون مستمرونَ في حياتهم رغم الصعوبات، ولو كانت هذه العقوبات قد فرضت على روسيا أو فرنسا لكان تأثيرها بشكل غير متوقع، ولأكل المواطنون هناك بعضهم بعضًا.

وقد وصف ذاكريان فرض عقوبات ضد المرشد ووزير الخارجية ظريف، بـ"الرمزية"، وغير العملية، مضيفًا أنه من المثير للسخرية أن ترامب يدعو للتفاوض، وبنفس الوقت يفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني. 

"رسالت": مرشد ثوري ومسؤولون غير ثوريين

كتب محمد أردكاني مقالاً افتتاحيًا في صحيفة "رسالت" الأصولية، جاء فيه: "كان إسقاط الطائرة الأميركية، صفعة كبيرة بوجه ترامب، وبعد يوم من هذه الحادثة بعث عدد من الإصلاحيين رسالة توسل، للأمين العام للأمم المتحدة يطالبونه فيها بالوقوف أمام ترامب".

يقول كاتب الصحيفة إن مرشد الجمهورية الإسلامية يتعامل بطريقة ثورية وشجاعة، لكنّ هناك مسؤولين ليبراليين وغير ثوريين في مؤسسات تنفيذية، يقومون بسلوك مخالف للمرشد. 

يرى أردكاني أن الإدارة غير الثورية، مكلفة وغير ناجحة، في حين أن المؤسسات التابعة للمرشد، أقل بيروقراطية وأكثر نجاحًا.

ويضيف أردكاني أن فئات من المجتمع الإيراني أصبحت مرفهة وغير مقيدة بالمبادئ، وهذه القضية تؤدي إلى قبول الذل أمام الولايات المتحدة الأميركية.

"همدلي": ضرب وإهانة المواطنين يؤدي إلى عدم الثقة في الشرطة

لا يزال مقطع الفيديو الذي يضرب فيه الشرطي فتاة ويجرها إلى داخل السيارة، بسبب ممارستها لعبة "رش المياه" في الشارع، يحظى باهتمام الصحف.

رد فعل قيادة الشرطة كان متناقضًا، حيث نفت في البداية الحادثة، ومن ثم تحدثت عن اعتقال الشرطي، وفي الأخير نفي خبر اعتقاله.

قال ولي الله شجاع بوريان، وهو برلماني سابق، وصاحب صحيفة "همدلي": "إن الشرطة لم تتمكن من إقناع الرأي العام الإيراني بما حدث".

وحذر شجاع بوريان من أن ضرب المواطنين المخطئين أمام أعين المارة، سيؤدي إلى عدم ثقة المواطنين بالشرطة.

وأوصى مالك الصحيفة أن تعلم الشرطة أعضاءها احترام المواطنين، خصوصًا كما يقول شجاع بوريان إن مواقع التواصل الاجتماعي باتت حاضرة في أي مكان لرصد الأخطاء.