الضغط على عائلات قتلى الاحتجاجات لقبول "الدیة" و"التوظیف"
ضغطت قوات الأمن الإیرانیة على عائلات عدد من الذين تم قتلهم في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للموافقة على تسمية أبنائهم "شهداء" مقابل مبلغ 30 ألف دولار على سبيل الدیة وحوافز مثل المعاشات، مقابل تسمية أبنائهم "شهداء"، والإعلان، من خلال مقابلة تلفزيونية، أن أبناءهم لم یکونوا محتجین.
وذکرت شبكة أخبار "روداو"، نقلاً عن عدد من عائلات القتلى في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في إيران أن الأجهزة الأمنية الإیرانیة عرضت دفع مبالغ لأسر القتلی على سبيل الدیة، لتبرئة القوات الأمنية من قتل المتظاهرین، شریطة أن توافق الأسر علی تسمیة القتلی بـ"الشهداء".
وعلی سبیل المثال، مورست ضغوط علی عائلة برهان منصور نیا، وهو خريج بيطري أصيب خلال المظاهرات العامة، في 16 نوفمبر (تشرین الثاني)، في مدینة کرمانشاه، إثر إطلاق النار من قبل قوات الأمن علی المحتجین، وتم نقله إلى المستشفى، وقد توفي بعد 35 ساعة بسبب النزیف الحاد، وتردد موظفي المستشفى في معالجته.
ووفقًا للتقرير، فقد تم الضغط على عائلة منصورنیا لتسجيل اسم برهان على أنه "شهيد"، مما يعني أنه "قُتل على يد محتجين، وليس على أيدي القوات الحكومية".
وقال أحد أقارب العائلة، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لشبكة أخبار "روداو": "لقد وضعت الهيئات الحكومية اللمسات الأخيرة على قضية منصورنیا لتسجيل اسمه كشهيد، وتحتاج فقط إلى إذن العائلة".
يذكر أن برهان منصورنيا درس الطب البيطري في جامعة أوروميه، وأمضى فترة الخدمة العسكرية، وبعد مقتله خلال الاحتجاجات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم نقل جثمانه إلى بلدته بواسطة سيارة إسعاف خاصة ودُفن أثناء الليل.
ويقال إن السلطات عرضت علی العائلات مبلغ 30 ألف دولار، على سبيل الدية، وراتب شهري قدره 300 دولار، بشرط أن توافق العائلات على أن تسمية القتلی "شهداء". وهو ما یعني الظهور على شاشات التلفزيون وإعلان البراءة من المشارکین في الاحتجاجات. وکتبت "روداو" أن هناك عروضا أخری قدمت لهؤلاء الأسر مثل حصة التعليم الجامعي وفرص العمل المضمونة في الدوائر الحكومية.
وفي مقابلة مع "روداو"، أقرت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية بالضغط على العائلات في كرمانشاه، ومریوان، وسنندج، وجوانرود، قائلة إن العدد الدقيق لهذه الحالات لم يتم الكشف عنه بسبب الخوف من الإضرار بالعائلات.
وقد بدأت الاحتجاجات على مستوى البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، احتجاجًا على الارتفاع الحاد في أسعار البنزین، واستمرت في مدن مختلفة لمعارضة الحكومة. ثم واجهت إغلاق الإنترنت والقمع الشديد من أجهزة الأمن، حيث قتل أكثر من 1500 محتج على أيدي قوات الأمن الإیرانیة.