تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

الحملة الإعلامیة للنظام الإيراني في حرب الناقلات

ثماني سنوات من الحرب مع العراق، ودعاية رجال الدين كطبقة حاكمة، ومن ثم محاولة التمدد وإقامة إمبراطورية شيعية، جعلت الجمهورية الإسلامية نظامًا عسکریًا- إعلامیًا، بحيث لا تُنفذ أي حملة عسكرية أو إرهابية أو سياسية دون حملة دعائية في جمهورية إيران الإسلامية.

وبالتالي، لا يمكن للأجهزة العسکریة والأمنیة القیام بعملیة تفجیر ناقلات النفط دون برنامج دعائي. والقوة الوحيدة التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية، إلى جانب القوة العسكرية، هي آلة الدعاية.. لا يوجد أصحاب أعمال حرة، أو جهاز دبلوماسي، أو أحزاب سياسية وطنية، أو مؤسسات ذات مصداقية، للتعليق أو المناقشة في هذه المجالات. حتى وزير الخارجية، والجهاز تحت إشرافه، أصبح جزءًا من آلة الدعاية.

لذلك، ينبغي أن نری ما هي خطة الدعاية الحكومية، التي ترافقت مع الهجوم على ناقلتي النفط في مياه بحر عمان. جهاز الدعاية الحكومي، والذي يعمل بتنسیق، نسبيًا (نظرًا لتوجيهه ودعمه ومراقبته من قبل السلطات العسكرية، وإذا لم یعمل منشور أو موقع إلكتروني وفق ذلك یتم إغلاقه علی الفور)، في هذه الفترة من العمليات العسكرية، ركز على أربع مجموعات من الجهود.

تضلیل الرأي العام: من فعلهم..

جهاز دعاية الجمهورية الإسلامية، الذي يديره الحرس وقوات الأمن، تصرف لتضلیل الرأي العام فور الهجوم على ناقلتي النفط، حيث ألقت وکالة أنباء "تسنیم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، یوم 16 يونيو (حزيران)، دون أي دليل، وألقت مسؤولیة هذه الهجمات على عاتق الحكومات المعارضة لجمهورية إيران الإسلامية، قالت: "المأساة الأخيرة، سواء کانت من فعل السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو وکلائهم، هي، إلى حد كبير، ترسم صورة صغيرة جدًا لبلدان المنطقة، لرؤية انعدام الأمن جراء وجود الأجانب علی أراضیهم. لعلهم یعتبرون".

الجزء الثاني من هذا الاقتباس یشیر بوضوح إلی غرض هذه الهجمات، وهو تلقین الحكومات العربية درسًا، فلو کانت هذه الحکومات هي التي قامت بالعملیة، فکیف لها أن تأحذ درسًا من العملیات التي قامت بها؟ الخط الأول من الدعاية للأجهزة الأمنية للجمهورية الإسلامية بعد السلسلة الثانية من الهجمات هو أن العقوبات لم تكن فعالة وأن الولايات المتحدة اتجهت نحو مهاجمة الناقلتين.

علي لاريجاني، رئيس البرلمان، یتهم الولایات المتحدة ضمنیًا، دون حتى سبب وجيه، ویقول: "هذه الإجراءات تأتي استکمالاً للعقوبات الاقتصادية لأنها لم تحقق أهدافهم، لا سيما بالنظر إلى السجل التاريخي للولايات المتحدة في الحرب العالمية، حیث استهدف الأميركيون سفنهم بالقرب من اليابان لتوفير مبررات للأعمال العدائية". (وكالة خانه ملت، 16 يونيو/ حزيران 2019).

القصة التي ألفها لاريجاني عن الحرب العالمية الثانية تشبه قصة هجمات اليوم على ناقلتي النفط. كما اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية مجموعة ظريف المزيفة "الفريق بي"، أي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالتورط في الهجوم على ناقلتي النفط. (نادي الصحافيين الشباب 17 يونيو/ حزيران 2019).

صحيفة علي أكبر ولايتي (المطبوعة من جامعة آزاد)، على نفس الخط من الدعاية، اتهمت الولايات المتحدة بتدبر هذا الهجوم، وکتبت: "التطور الأخير في المنطقة مرتبط بحدث قد يكون أقلق البعض، لكن الدراسات تدل على أن هذا الحدث لن يتوسع بل هو مجرد فعل یهدف إلی الإیذاء للتأثير على المحادثات بين إيران واليابان.. كان استهداف ناقلتین في بحر عمان على بعد 25 ميلًا من جزيرة جاسك والتعليق الأميركي السریع، وتوجیه أصابع الاتهام نحو إيران، کان، أولاً، مشابهًا لسيناريو تم تصميمه مسبقًا، لم يثق به حتى الأوروبيون، وثانيًا، لم یکن هناك ما یثبت هذا الاتهام، حتی إن قائد الأسطول جاء إلى وسائل الإعلام، یحمل معه صورًا، ورفض مزاعم الولايات المتحدة". (فرهیختجان 16 يونيو/ حزيران 2019).

وزير الخارجية الألماني هو الوحيد الذي صرّح بأن الفيديو المنشور ليس سببًا كافيًا، ولم يرفضه. تحدث قبطان السفينة أيضًا عن غارة جوية لا تتوافق مع الإجراءات المتعلقة بنزع الألغام.

هذا النوع من الاتهامات له جذور في 40 سنة من سلوك الجمهورية الإسلامية. 

في السنوات الأربعين الماضية، عرّفت صحيفة "كيهان" جميع اعتداءات الشوارع والاغتيالات والقمع حتى في جامعة طهران، في يوليو (تموز) 1999، وسلسلة الاغتيالات التي تقوم بها قوات بملابس مدنية، والباسیج، وقوات الأمن، عرّفتها إلی المجتمع تحت عنوان "جلد الذات".

في معركة ناقلتي النفط، وفقًا لجهاز دعاية النظام، فإن الإماراتيين والسعودية، أو إسرائيل والولايات المتحدة، هم، أو حلفاؤهم، الذين هاجموا ناقلاتهم، من أجل توفير أرضية لحرب ضد الجمهورية الإسلامية.

جزء من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية، والتي تتحكم بشكل أساسي في الجناح الیساري، تتفق مع هذا الخط الإعلامي. إنهم يكرهون حكومة ترامب لدرجة أنهم على استعداد لتغطية تصرفات الجمهورية الإسلامية لتشويه سمعة حكومة ترامب. إنهم يعلمون أن العناوين اليومية لآلة الدعاية للجمهورية الإسلامية مأخوذة من آلة الدعاية اليسارية (من "نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"الغارديان"، إلى "سي إن إن"، و"إم إس إن بي سي"، و"إن بي سي" و"سي بي إس"، ومن "نیویورکر"، و"نیوزویك، إلی موقع الأطلسي ومجلس العلاقات الخارجية). (انظر عنوان "كيهان" في 17 یونیو/ حزيران 2019، بشأن تورط الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في تفجیر ناقلتي النفط، نقلاً عن مجلة "نيوزويك").

 

وضع الأوسمة علی صدورهم

الخط الثاني من الدعاية للسلطات العسكرية والسياسية هو تهدید القوات الأميركية، والثناء على القوات التي لا تقهر تحت قيادة ولي الفقیه.. فهم، من ناحية، يقولون إنه لن تكون هناك حرب (وهو صحیح من وجهة نظر الجانب الأميركي)، ومن ناحية أخرى، یقولون إن الحرب مع إيران ستکون بمثابة جحيم الأميركيين.

ويعد إعادة نشر صورة نعوش الجنود الأميركيين، بينما لا تزال إيران تجول بتوابيت ضحایا الحرب في الشوارع، جزءًا من هذه الحملة الدعائیة.

وبهذه الطريقة، يتم الاقتباس من كل اليساريين الذين لديهم الكثير من المنصات في وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية. فالأمر لا یهم معارضي الإمبريالية؛ سواء غزت الجمهورية الإسلامية القوات الأميركية أو العكس. إنهم دائمًا يعارضون حكومة الولايات المتحدة ويثنون على أعدائها.

ومن أجل تهميش الهجمات، کانت الآلة الدعائیة بحاجة إلی إظهار قوتها علی أنها المنقذة؛ لذلك ودون أن تکون هناك حاجة، عمدت إلی أخذ طاقم السفينة کرهائن للادعاء بأن قوات الحرس الثوري قد أنقذتهم، حيث كانت هناك أیضًا مبالغة في عدد أفراد الطاقم.

 

التظلم وإثارة الأجواء

كان للجمهورية الإسلامية دائمًا عدد من الجثث التي عثر عليها في الحرب الإيرانية العراقية، حیث تعبئ عددًا من العظام في کیس لإطلاق جنازة الشهداء. فمن المقرر إقامة احتفال بعنوان "وداع للشهداء" لـ110 جثة، في 26 یونیو (حزيران)، بالقرب من ميدان فاناك (أحد أكثر الميادين ازدحامًا في طهران). الغرض من هذا الحفل هو أن ینسی المواطنون الحروب التي أثارها النظام ویذرفوا الدموع علی القتلی، ویشعروا بالمظلومیة، ویمنحوا الحكومة الضوء الأخضر لكل فعل. مثل هذه الاحتفالات كانت تعقد دائمًا للدعاية السياسية خلال السنوات الأربعين الماضية للتجسس وإساءة استغلال الجثث.

 

الدعایة حول التفاوض مع الوسطاء

ليس الغرض من التفاوض مع الوسطاء تقليل ضغط العقوبات على المواطنين ومحاولة التوصل إلى حل وسط، بل إطلاق کلمات دعائیة وإهانة الوسطاء، وخاصة أصدقاء الولايات المتحدة (مثل رئيس وزراء اليابان)، وإظهار موقف صارم: "المقاومة الإسلامية الإيرانية دفعت العدو إلى التسول للتفاوض ومحاولة إيجاد وسيط". (رسول سنائي فرد، المفتش العام في المكتب العقائدي السياسي للقائد الأعلى للقوات المسلحة، تابناك، 16 يونيو/ حزيران 2019). 

من الطبيعي أن تنقل وسائل الإعلام الغربية تصريحات السلطات، مع هؤلاء الوسطاء، وهي ليست سوی مواد دعاية لتصریحات خامنئي ضد الغرب وحلفاء الولايات المتحدة، فقبل وبعد زيارة وزير خارجية عُمان، ووزير الخارجية الألماني، ورئيس الوزراء العراقي، ورئيس الوزراء الياباني، قدمت السلطات الإيرانية موجة من الدعاية، دون أن يكون لهذه اللقاءات أية نتائج.

محلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More