في ردود فعل منفصلة على تحطم الطائرة الأوكرانية، وصف المسؤولون الإيرانيون ردود الفعل الدولية على الحادث بأنها "حرب نفسية"، وقالوا إن الدول ذات الصلة تمت دعوتها للتحقيق في الأمر.

وأصدر المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، بيانًا اليوم الجمعة 10 ینایر (کانون الثاني)، انتقد فيه وسائل الإعلام ومسؤولي حكومات الدول الأخری، وقال في بیان له حول الهجوم الصاروخي على الطائرة الأوكرانية: "نظام الحرب النفسية الذي تتبعه الحكومة الأميركية ورفاقها الواعون وغير الواعين أنهم يضعون الملح على جراح الأسر المكلومة، من خلال أکاذیبهم هذه".

وکتب: "في المستقبل، عندما یتضح زیف هذا الادعاء، فلن يتحمل أحد مسؤولية هذه الكذبة الكبيرة".

كما أشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة إلى تشكيل لجنة تحقيق في تحطم الطائرة، داعيًا الولايات المتحدة إلى "فحص نتائج تحقيق اللجان بعناية، بدلاً من الكذب والقیام بحرب نفسية".

وكانت "رويترز" قد نقلت أمس الخميس عن مسؤول أميركي قوله إن الأقمار الصناعیة تتبعت صاروخين قبل وقت قصير من تحطم الطائرة الأوكرانية وإن هناك أدلة على وقوع انفجار.

وأشار ربيعي، في بيانه، إلى إنشاء لجنة تحقيق في هذا الصدد، قائلاً: "إن إيران بوصفها الدولة التي وقع فیها الحادث، وأوكرانيا باعتبارها مُصدر شهادة الطيران ومالك الطائرة، وشرکة بوینغ باعتبارها الشرکة المصنعة للطائرة، وفرنسا بوصفها صانع محركات الطائرة، یحق لها المشاركة في عملية البحث".

وفي الوقت نفسه أكد سفير أوكرانيا لدى إيران أن وجود الدول التي لقي مواطنوها في الحادث مصرعهم موضع ترحيب أيضًا.

ووصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية هذا الأسلوب بأنه "یبعث علی الاطمئنان".

وفي الوقت نفسه، أعلن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الإعلان عن بدء التحقيق "وفقًا للمعايير الدولية ومعايير منظمة الطيران المدني الدولي"، وقال: "إن الجمهورية الإسلامية تطلب من رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، وأي حكومة لديها معلومات في هذا الصدد، أن تقدمها إلى لجنة التحقيق الإيرانية".

وكان ترودو قد أكد، في وقت سابق، أن الطائرة قد أسقطت "بنيران الصواريخ الإيرانية".

تحذير مستشار حسن روحاني

من ناحية أخرى، كتب حسام الدین آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، تغريدة أمس الخميس، تحت عنوان "تحذیر"، جاء فیها: "نحذر العاملين في مجال الإعلام باللغة الفارسیة من المشارکة في الحرب النفسية التي تدور حول الطائرة الأوكرانية والتعاون مع أعداء إيران".

وبعد رد فعل المستخدمين على التغريدة، أعلن في تغريدة جديدة بعد ساعة أن تحذيره لم يكن "تهديدًا".

وأضاف آشنا: "التحذير ليس تهديدًا أبدًا؛ إنه محاولة لإيقاظ الضمير، ولتبقوا دائمًا إیرانیین وتدافعوا عن شعبكم وعن الحقيقة، في هذه الحرب الإعلامية".

يذكر أنه خلال الشهور الماضیة، كانت قوات الأمن في إیران تضغط وتستجوب الصحافيين في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسیة في الخارج وعائلاتهم في إيران بسبب نشر تقارير وأخبار عن إيران.

وواصل مستشار روحاني وصف وسائل الإعلام والحكومات على تحطم الطائرة الأوكرانية بأنها "هجوم مضاد من قبل أعداء إیران بعد توجیه الصفعة الأولى".

وفي غضون ذلك، أشار آشنا إلى خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي، حول الهجوم الصاروخي الأخير على القاعدة العسكرية الأميركية في العراق، حیث وصفه بالصفعة الأولی.