التهديدات النووية الإيرانية.. تحرك في المکان
على الرغم من التوقعات الممزوجة بالقلق، داخل وخارج إيران، جاء المؤتمر الصحافي، الأحد 7 يوليو (تموز)، لكل من: علي ربيعي، الناطق الجديد باسم حكومة حسن روحاني، برفقة مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، علي عراقجي، والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في طهران، جاء مثالاً لـ"الجهل" واستمرارًا لسياسة هشة لا تقدم سوى مجرد تهديد الدول الأوروبية!
إن رفض الإعلان عن زيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المائة، والذي يمكن اعتباره تجاوزًا نهائيًا للخط الأحمر للمجتمع الدولي، بما يثیره من ردود أفعال حادة؛ کان دليلاً على تردد جمهورية إيران الإسلامية، وميل المسؤولين الإيرانيين إلى التنازل وانتظار معجزة سياسية ربما تؤدي إلى إلغاء جوانب من العقوبات الأميركية، خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
ويعد استمرار عدم تحدید مصیر مفاعل الماء الثقيل في أراك، وتفكيكه بالكامل بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، دليلاً على تراجع طهران عن التحرك نحو صناعة قنبلة نووية.
يضاف إلى ذلك رفض بهروز كمالوندي تحديد محتوى "الخطوة الثالثة"، والتي من المقرر أن يتم الشروع فيها خلال الـ60 يومًا القادمة- إذا لم تتم تلبية مطالب طهران- أظهر أن المسؤولين الإيرانيين يدركون محدودية الخيارات المتاحة أمامهم، وخطورة عزلة بلدهم.
وبالإضافة إلى افتقار إيران لآلیات ضغط فعالة على الغرب، يمكن أيضًا اعتبار أن المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس حسن روحاني، الساعة الحادية عشرة قبل انتهاء "الموعد النهائي المحدد (ستين يومًا)"، كانت من أسباب "تعدیل" قرار طهران، وخاصة تراجعها عن إعلان رفع تخصيب اليورانيوم من 3.67 في المائة، المسموح به، إلى 20 في المائة، وهي تجربة کانت إیران مهتمة بها قبل الاتفاق النووي.
وقد عبر مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية، الأحد 7 يوليو (تموز)، عن أمله في الخروج السياسي من الوضع الحالي، مدعيًا أن طهران تتلقى رسائل أجنبية مباشرة وغير مباشرة.
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار إیقاف الناقلة "غريس-1"، التي تحمل مليوني برميل من النفط الخام الإيراني، في جبل طارق، قبل اتخاذ الخطوة الثانية الهشة، وكذلك استمرار الإیقاف القسري لناقلة النفط الإيرانية الأخری "هبي نس"، التي ترسو في ميناء جدة منذ الثاني من مايو (أیار) الماضي، یمکن اعتبار الحالتين رسائل غير دبلوماسية، من المحتمل أن يكون لها دور في التحرك "جنبًا إلی جنب" بدلاً من تخفيض الالتزامات النوویة.
كما اعتبر عباس عراقجي دعوة الولايات المتحدة إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر عقده يوم الأربعاء 10 يوليو (تموز)، بعد ثلاثة أيام من الإعلان عن الخطوة الثانية لإيران بتقليص الالتزامات النوویة، اعتبر أن هذه الدعوة ناتجة عن "اليأس"، في حین أن اتخاذ الخطوة الثانية لطهران والامتناع عن تحديد الخطوة الثالثة، يعبران عن العجز وتقلص خیارات الضغط لدی الجانب الإیراني.