أعلن مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي لسلامة الطيران المدني (بي إي إيه) الانتهاء من عملية تحميل بيانات الصندوقين الأسودين الخاصين بالطائرة الأوكرانية المنكوبة، فيما احتجت أسر الضحايا على إسناد مهمة نشر نتائج التحقيق إلى إيران.

ونشر المكتب الفرنسي، اليوم الخميس 23 يوليو (تموز)، تغريدة على "تويتر" أعلن خلالها أنه بعد 4 أيام، تم الانتهاء من عملية قراءة وتحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المحطمة بصاروخ الحرس الثوري في طهران.

وقال المكتب الذي تولى مهمة تحميل البيانات، في تصريح أدلى به لقناة "إيران إنترناشيونال"، إن مسؤولية تعيين التوقيت وطريقة نشر نتائج التحقيق تقع على عاتق إيران، وسيتم ذلك بناء على قوانين منظمة الطيران المدني الدولي.

وكانت أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية قد طالبت بالمشاركة في عمليات التحقيق الجارية على الصندوقين الأسودين، كما أعربوا عن معارضتهم تولي إيران قيادة عمليات التحقيق.

واعتبرت أسر الضحايا أن القوانين الدولية التي تسند دور قيادة عمليات التحقيق إلى إيران التي أسقطت الطائرة، "ليست عادلة".

وأشارت لجنة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، اليوم الخميس، في تغريدة لها نشرتها على "تويتر"، إلى معارضة اللجنة للقانون الذي أعطى الحق للدولة المحطِّمة للطائرة في قيادة عمليات التحقيق، وكتبت أن القانون لم يأخذ في الحسبان أن نظام البلد الذي أُسقطت فيه الطائرة قد يكون "مجرمًا".

وجاء في تغريدة لجنة أسر الضحايا: "إن هذا (القانون) لم يأخذ بعين الاعتبار حقيقة أنه في النظام الديكتاتوري، تكون حياة الأشخاص آخر موضوع يتم النظر فيه، وإذا لزم الأمر قد تكون ضحية لأسباب سياسية".

وكانت كتي فوكس، مديرة المكتب الوطني لسلامة النقل بكندا، قد قالت في تصريح أدلت به لقناة "إيران إنترناشيونال"، أمس الأربعاء، إن إيران لديها السلطة الكاملة لإدارة التحقيقات ونشر نتائج قراءة الصندوقين الأسودين، حيث إنها المكان الذي تم إسقاط الطائرة الأوكرانية فيه، وذلك وفقًا لقوانين المنظمة الدولية للطيران المدني، مضيفةً أنه لا توجد ضمانة حقيقية لإجراء تحقيق مستقل في إيران حول الحادث.

وفي إشارة إلى طلب مجموعة من أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، المشاركة في عملية التحقيق المتعلق بقراءة الصندوقين الأسودين، قالت فوكس: "الحقيقة هي أنه حتى لو كانت كندا مسؤولة عن التحقيق لما كانت قد سمحت للعائلات بالمشاركة، لأن أسر الضحايا يجب ألا يشاركوا في عملية المراجعة".

وأضافت فوكس أن هيئة الطيران المدني الدولي لديها سلطة أكبر للضغط على إيران لإجراء تحقيق مستقل.

يشار إلى أن عملية تحميل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة بدأت في باريس منذ الاثنين، وشهدت مشاركة خبراء من شركة سافران، باعتبارها الشركة المصنِّعة لمحرك الطائرة، وخبراء من شركة بوينغ باعتبارها الشركة المصنِّعة للطائرة، وشركة الخطوط الجوية الأوكرانية باعتبارها مالك الطائرة، وممثلين من كندا والسويد وبريطانيا وهي الدول التي لقي رعاياها مصرعهم في الحادث.

وكان وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، قد أعلن يوم الثلاثاء 21 يوليو (تموز)، أن أوكرانيا ترفض الادعاءات الإيرانية بأن حادث سقوط الطائرة نجم عن "خطأ بشري".

وقال كوليبا إن بلاده تطالب إيران بـ"تحمُّل المسؤولية القضائية عن إسقاط الطائرة، والاعتذار الرسمي، والتعهد بعدم تكرار الحادث، وإجراء تحقيقات فنية، وفقًا لمتطلبات اتفاقية شيكاغو للطيران المدني، وإجراء تحقيقات جنائية محايدة ومستقلة؛ من أجل تحقيق العدالة، للتوصل إلى المتسبِّبين هذا الحادث، ودفع تعويضات مناسبة"