توزعت عناوين الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء على عدد من القضايا، كان للوضع الاقتصادي حصة الأسد منها، حيث تناولت "صداي اصلاحات" تصفير دخول العملات الصعبة إلى البلاد بعد فرض العقوبات على إيران وكساد التجارة العالمية، وعنونت: "الحكومة سبب ارتفاع الدولار من خلال طباعة النقود"، أما "اخبار صنعت" فعنونت بـ"اعتقال 19 شخصا من المتلاعبين بأسعار العملات"، فيما كتبت "اقتصاد برتر": "وقف بيع الدولار في الصرافة"، وطالبت رئيس البنك المركزي بزيارةٍ لشارع فردوسي لتفقد الوضع المضطرب هناك.

وكتبت صحيفة "ابرار اقتصادي" أن السيولة المالية تجاوزت 2657 ألف مليار تومان، كما أشارت إلى أن ديون الحكومة للبنك المركزي ارتفعت بنسبة 30 في المائة، وكتبت: "كسب وكار": "موجة جديدة من التضخم بعد ارتفاع السيولة المالية".

كما أشارت صحف أخرى إلى ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية، حيث سجل سعر الذهب خلال التداول في بورصة "Comex" مستوى قياسيا منذ عام 2011، وعن الموضوع كتبت "دنياي اقتصاد": "الذهب العالمي في قمة تاريخية".

وعن الآثار الاجتماعية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها إيران، كتبت "اقتصاد بويا": "الانهيار المجتمعي من خلال تزايد الشرخ الطبقي".

أما عن الاشتباك والحادث الأمني الذي وقع في منطقة مزارع شبعا الحدودية بين لبنان وإسرائيل، فقد سارعت "كيهان" الأصولية وعنونت بـ"حزب الله يذل إسرائيل بصاروخ كورنيت"، فيما أصدر حزب الله بيانا نفى فيه حدوث اشتباكات بينه وبين الجيش الإسرائيلي، لكن الصحيفة التواقة للحروب سردت جملة من المعلومات دون التأكد من صحتها وزعمت أن العملية جاءت للثأر لمقتل عنصر "حزب الله" اللبناني، بغارة إسرائيلية استهدفت يوم 20 يوليو (تموز) الحالي موقعًا عسكريًا قرب مطار دمشق الدولي في سوريا.

ولم تكن "كيهان" وحدها هي من جاءت بخبر ثأر حزب الله وانتقامه، فهناك صحف أخرى انتهجت نفس المسلك؛ "جهان صنعت" مثلا عنونت بـ"حزب الله يفي بوعده".

أما صحيفة " اطلاعات" فكانت أقرب للاتزان والتريث، حيث أشارت إلى بيان حزب الله الذي نفى فيه وقوع اشتباك بين عناصره وقوات الجيش الإسرائيلي، وعنونت: "حزب الله: على الصهاينة أن يبقوا في انتظار العقاب"، أما "جوان" الأصولية فهي الأخرى استدركت ما فات غيرها من الصحف المتعجلة، وعنونت: "إسرائيل تقوم بألعاب نارية خوفا من الانتقام".

ويمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم...

"جهان صنعت": "الرد بالمثل على اعتراض طائرة ماهان" استهلاك محلي

منذ أيام والحديث عن الرد الإيراني على اعتراض مقاتلات أميركية لطائرة ماهان الإيرانية في الأجواء السورية لم يتوقف في الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية وتصريحات المسؤولين الذين يصرون على أن إيران سوف ترد بالمثل على الخطوة الأميركية.

وناقشت "جهان صنعت" كيفية الرد المحتمل التي ستقوم به إيران وما يترتب عليه من تبعات في ظل هذه الضغوط والعقوبات التي تعاني منها طهران.

وأكد الخبير في القانون الدولي علي بيكدلي للصحيفة أن الرد بالمثل من جانب إيران لن يكون في مصلحة طهران وأن الطريقة المثلى والأقل كلفة في هذا الخصوص تتمثل في متابعة القضية عبر الأدوات القانونية وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن أو منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) على الرغم من استبعاد فرضية أن تجني إيران نفعا من ذلك أيضا.

يذكر أن شركة ماهان للطيران قد فرضت عليها العقوبات منذ عام 2012 بسبب حمل الأسلحة إلى دول أخرى وتبعيتها للحرس الثوري.

وحسب رأي المحلل السياسي علي بيكدلي فإن الحديث عن الانتقام والثأر والرد بالمثل يأتي من أجل الاستهلاك الداخلي فحسب.

"مردم سالاري": اختفاء مليارات الدولارات في الفساد الاقتصادي أو في إطار التصدير

أصبح موضوع اختفاء أموال بمبالغ هائلة وكبيرة أمرا عاديا في إيران، سواء في إطار الفساد الاقتصادي أو من خلال الأموال التي تخصص للتصدير ولا تعود إلى البلاد، ولا تزال هذه الحالة تتكرر بين الحين والآخر.

وتطرقت صحيفة "مردم سالاري" إلى هذا الموضوع، وتساءلت عن 22 مليار دولار مختفية تم تخصيصها لقطاع التصدير إلا أنها لم تعد بعد إلى البلاد.

وقالت الصحيفة، ماذا يعني 22 مليار دولار؟

وأجابت بالقول: "يعني ذلك بناء 14 برجا كبرج خليفة في دبي، أو تشييد ثلاثة فنادق على شاكلة "مارينا باي ساندز" في سنغافورة، أو شراء 35 طائرة إيرباص من طراز إي 380، وهي أكبر طائرة مدنية في العالم.

"شهروند": أسعار الشهادات الجامعية تترواح بين 24 مليونا إلى مليار تومان

سلطت صحيفة "شهروند" في تقرير مفصل الضوءَ على ظاهرة شراء الشهادات الجامعية وفساد النظام التعليمي في إيران. وذكرت الصحيفة وجود مراكز ومؤسسات ناشطة في هذا المجال، حيث إنها تقوم بعمل مرحلي لإعطاء شهادات حقيقية من خلال اتصالها بالجهات الرسمية وذلك مقابل أموال طائلة تحصل عليها من قبل الراغبين في الحصول على الشهادات.

وأوضحت الصحيفة أنه ومن أجل الحصول على شهادة في الفروع الهندسية يجب أن يدفع الشخص 65 مليون تومان وقد يكون هذا المبلغ 24 مليونا في الفروع والتخصصات الإنسانية. أما شهاد فرع الطب فيبلغ سعرها مليار تومان.

كما أشارت الصحيفة إلى تزايد شراء الشهادات من جانب مسؤولين حكوميين وليس مواطنين عاديين خلال السنوات القليلة الماضية.

"مستقل": أحداث السنوات الأخيرة نار تحت الرماد

تناولت صحيفة "مستقل" ما يشهده العالم بشكل عام وإيران على وجه الخصوص من تحولات وأحداث كبرى تؤثر على مستقبل الحياة وطريقة العيش. وقال الخبير السياسي والمتخصص بالشأن الإيراني مصطفى معين إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية في العام القادم ستكون هي الأخرى باردة كما كانت انتخابات البرلمانية في بدايات هذا العام.

وأضاف معين: "بغض النظر عن أزمة كورونا والضغوط الاقتصادية التي تعيشها إيران والضياع السياسي في المجتمع، فمن المتوقع أن نشهد عزوفا عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما رأينا ذلك في انتخابات البرلمان السابقة".

وعزا الخبير السياسي هذا العزوف إلى إضعاف المؤسسة التشريعية من جانب مجلس صيانة الدستور وكذلك الأداء الضعيف لأعضاء البرلمان في تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب، وكذلك استشراء الفساد المالي والإداري في البلاد.