كثير من الإيرانيين يعتقدون أن شهر "خرداد" (22 مايو/ أيار لغاية 21 يونيو/ حزيران) دائمًا ما يكون حافلا بالأخبار التاريخية السارة أو الضارة لإيران.. في هذا الشهر توفي الخميني وجاء خامنئي، وفي الشهر نفسه كان فوز الإصلاحيين التاريخي ومجيء محمد خاتمي للرئاسة، وفي هذا الشهر تمنى الإيرانيون أن يزور رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، طهران ويخفف عنهم معاناتهم، من خلال التوسط وخفض التوتر.

مرّ هذا الشهر، وجاء شينزو آبي إلى طهران، ورأى موقف خامنئي من الأزمة، وتوترت الأوضاع أكثر، بعد تفجير ناقلتي النفط في بحر عمان، وتوجهت أصابع الاتهام الأميركية والدول العربية المتضررة إلى إيران.

وفي شهر "خرداد" أيضًا، فضيحة مدوية لن ينساها التاريخ الإيراني، وهي قتل وزير التربية والتعليم الأسبق وعمدة طهران السابق لزوجته، وقد أودع السجن لتكون قصته حديث الساعة بين المواطنين الإيرانيين في الشهر نفسه.

نودع شهر "خرداد" والربيع، ونكون على أبواب صيف حار نشم فيه رائحة البارود على مستوى حرب 2003.

صحف اليوم كشفت عن احتمال زيارة وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لطهران، من أجل خفض توتر المنطقة المتصاعد.

صحيفة "آفتاب" كتبت عنوانها نقلا عن المسؤولين: "قبل إيران.. اذهبوا إلى الولايات المتحدة"، أي: لا أمل في زيارة وزراء الخارجية الأوروبيين إلى طهران.

من جانبها، كتبت صحيفة "كيهان" المقربة للمرشد تقريرًا تحت عنوان "تمهيدات إيران للخروج من الاتفاق النووي تخيف الأوروبيين"، حيث تمر الأيام والساعات، ونقترب من نهاية مهلة الإنذار الـ60 يومًا الإيرانية للأوروبيين التي سيعقبها خفض مستوى تعهدات إيران للمرة الثانية.

كما ستنتهي مهلة انضمام إيران إلى معاهدة "FATF" ولا خبر عن الموافقة عليها من مجلس تشخيص المصلحة.

حذر الرئيس حسن روحاني، في آخر تصريح له، من أن عدم انضمام إيران لـ"FATF" سيؤدي إلى أن تكون الأوضاع أسوأ من ذي قبل، ولن يكون للحكومة ذنب في ذلك.

وقد كتب الناشط السياسي هادي حق شناس، في صحيفة "آفتاب"، مقالا دعم فيه موقف روحاني، وقال إنه ينبغي أخذ قرار حول "FATF" حسب المصلحة، وفي حال لم تنضم إيران لمعاهدة مكافحة تمويل الإرهاب سيستحيل على البلاد التعامل التجاري مع العالم، وحتى مع دول صديقة مثل روسيا والصين.

أما المحلل الاقتصادي حيدر مستخدمين، فكتب في صحيفة "اعتماد" مقالا تحت عنوان "لماذا هذا الإصرار من الحكومة؟"، وقد قال رأيا آخر في هذه القضية، وكتب أن الانضمام إلى "FATF" يحتاج إلى إصلاحات مصرفية لم تقم بها الحكومات الإيرانية منذ 14 عامًا. وعلى حكومة روحاني أن تقوم بهذه الإصلاحات، بدلا من الإصرار على الموافقة على "FATF"، حيث ينبغي التخلص من مشاكلنا قبل التنسيق مع العالم.

"سازندكي": ليتحول مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى "مجلس شيوخ"

انتشر حديث، قبل فترة، عن توقيع رسالة من بعض البرلمانيين لإرسالها إلى المرشد حول ضرورة تعديل الدستور. وقد كشف النائب علي مطهري في حديث لصحيفة "سازندكي" أنه لم يوقع عليها، وما يعلمه أن البرلمانيين لم يبعثوا بالرسالة للمرشد حتى الآن.

ورأى هذا النائب أن تعديل الدستور يجب أن يكون في ظروف طبيعية وهادئة، وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية الجارية في البلاد، لا يرى الوقت مناسبًا لهذا التغيير.

وقال مطهري إن تغيير الدستور الإيراني تم عام 1989، في ظروف سيئة، وتبين لاحقًا أن الدستور السابق كان أفضل من الجديد.

واقترح مطهري في هذا الحوار أن يتحول مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى مجلس شيوخ، حتى تكون علاقته بالبرلمان أكثر قانونية وشفافية.

وقال النائب البرلماني إن صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور الإيراني مناسبة وكافية، لكن هناك مؤسسات موازية لا تترك الرئيس يستخدم صلاحياته، مضيفًا أن "استخدام هذه الصلاحيات يرتبط بقوة الرئيس وجرأته في مواجهة هذه المؤسسات الموازية في البلاد".

"آرمان": 300 إيراني بين كل مائة ألف داخل السجن

السجين السياسي، شير محمد علي، الذي كان يقضي محكوميته، لقي حتفه في سجن طهران على يد سجناء آخرين.

صحيفة "آرمان" أجرت حوارًا مع علي نجفي توانا، وهو خبير قانوني، حول مقتل محمد علي.

وتحدث توانا عن سوء أوضاع السجون الإيرانية، وأن عدد السجناء المرتفع هو العامل الرئيسي في تدهور أوضاعهم، سواء في الصحة أو في مراجعة قضاياهم.

وكشف نجفي توانا أن من بين كل مائة ألف إيراني، هناك 300 يقبعون في السجون، بينما المعدل في بقية دول العالم هو عشرة إلى خمسة عشر سجينًا بين كل مائة ألف مواطن. 

وأضاف الخبير القانوني أن السجون لا تنقصها القوانين، لكن المشكلة في عدم تطبيق هذه القوانين، وعدم احترامها من قبل السجانين، حيث شاهدنا عام 2009 مقتل عدد من المحتجين داخل السجون، إثر عمليات تعذيب، أو مصرع الكندية-الإيرانية زهراء كاظمي داخل محبسها.

وحول مقتل السجين السياسي، شير محمد علي، قال توانا إن على منظمة السجون أن تجيب على سؤال: لماذا وضعت هذا السجين بين السجناء الجنائيين، ومنهم سجناء خطرين؟

"اعتماد": أميركا تقوم بحرب نفسية وليس عسكرية

كتب البرلماني حشمت الله فلاحت بيشه مقالا في صحيفة "اعتماد"، قال فيه إن تصريحات السلطات الأميركية المتشددة تجاه إيران تشير إلى أنهم يقومون بحرب نفسية ضد البلاد، ولا يرغبون بخوض حرب عسكرية.

وقال فلاحت بيشه في مقاله المعنون بـ"الرد على الادعاءات الأميركية"، إن الاستراتيجية الأميركية تقوم على أنهم لا يدخلون أي حرب دون التأكد من كيفية إدارتها، وبما أن الحرب بين الطرفين لن يكون فيها منتصر، وستخلف خاسرين فقط، فإن الولايات المتحدة لن تدخل في مثل هذه الحرب، حسب ما يرى عضو لجنة الأمن القومي الإيراني. 

وأضاف فلاحت بيشه أن السيناريو الأميركي هو استمرار العقوبات والحفاظ على الوضع الحالي، لكن الوضع بات يتغير بعد الإنذار الإيراني للأوروبيين بخفض الالتزامات الإيرانية في الاتفاق النووي.

وخاطب المسؤول الإيراني السفراء الأوروبيين بأن عليهم الذهاب إلى الولايات المتحدة وإقناع واشنطن بالعودة إلى الاتفاق النووي بدل السفر إلى طهران.

"جام جم": جذب السياح بأي ثمن؟

قررت حكومة روحاني عدم ختم جوازات سفر السياح الداخلين إلى إيران، حتى لا ينتاب السائح أي قلق من تعرضه لعقوبات جراء سفره إلى إيران.

ونشرت صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تقريرًا على صفحة كاملة تحدثت فيه عن مخاطر وتداعيات هذه الخطوة.

وذكرت الصحيفة أن مثل هذا القرار ليس في إطار صلاحيات الرئيس روحاني، فهو قانون جديد كان يجب اتخاذه في البرلمان وليس الحكومة.

وأضافت "جام جم" أن عدم ختم جوازات السياح سيؤدي إلى مشاكل أمنية، وسيضر بهيبة النظام. 

وتوقعت الصحيفة أن لا يكون لهذا القرار أي تأثير في جذب السياح لإيران، بل على العكس سيزيد من تخوفهم، حيث إنهم قد يتعرضون للمساءلة من بلدانهم بسبب عدم معرفتها بالجهة التي سافروا إليها، والأسباب الحقيقية وراء عدم ختم جوازاتهم.