تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

افتراض "المستحيل" في الأزمة الإيرانية

وصلت التوترات بين طهران وواشنطن إلى مستوى غير مسبوق، أو على الأقل مستوى نادر، في العقود الأربعة الماضية. الوضع حاد ومعقد، ويبدو أن الخروج منه یزداد صعوبةً کل يوم، خاصة عندما يصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية "التفاوض" مع الولايات المتحدة، ولا سيما حكومة ترامب، بـ"السُّم" ويرفضه.

الحرب أيضًا ألقت بظلالها على الأجواء الاجتماعية والسياسية الإيرانية أكثر من أي وقت آخر، خلال الأربعين سنة الماضية.

وبعد انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات صارمة على إيران؛ بات السؤال الذي یطرح نفسه بإلحاح هو: کيف يمکن، في مثل هذه الحالة، إجراء مفاوضات مع واشنطن وتفادي التهديد الأجنبي (أميركا وإسرائيل)؟

وعلى الرغم من أنه "افتراض مستحيل"، وأن هناك فجوة عمیقة بين حقائق الواقع وهذه الفكرة الذهنية، فيمكننا أن نعتمد على عبارة "افتراض المستحيل ليس مستحيلًا"، كما يمكن من منظور استراتيجي تتبع حلم بعيد المنال، فربما استطعنا تصور طريقة للخروج من هذا الموقف، على النحو التالي:

قبل کل شيء، يجب التأکيد على أن ما يحدث في دوائر السلطة في إيران من إشكاليات، لا يبرر الآثار السيئة والسلبية سياسيًا، والسلوك العسكري-الأمني، والاستراتيجيات الدولية والإقليمية لبعض الحکومات، وخاصة الولايات المتحدة.

 

أولًا: تغيير أساسي في قمة هرم النظام السياسي

"افتراض المستحيل ليس مستحيلًا"؛ تخيل أنه لأي سبب من الأسباب، يعلن مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنه يريد التخلي عن کل السلطة التي يتمتع بها. وتخيل لو أن كبار المسؤولين في الحرس الثوري والجهات الفاعلة الرئيسية في السلطة برروا هذه الخطوة أيضًا وأیدوها..

تخيل أيضًا أن آية الله خامنئي سيعلن أنه على وشك إجراء استفتاء حول الهيكل السياسي وطريقة الحكم في إيران، أو أنه يريد أن يقود انتخابات حرة ونزيهة وعادلة.

في مثل هذه الظروف الخاصة، هل يقل خطر أي هجوم خارجي أو حرب ضد إيران، بطريقة ملموسة؟

ألا نستطيع القول إنه في مثل هذا الوضع، فإن واشنطن وغيرها من العواصم المعارضة ستتوقف وتراقب اتجاه ونتائج العملية السياسية الجديدة؟

 

ثانیًا: نتائج اِستِقرار حكومة وطنية وديمقراطية

بناءً على ما جاء أولًا (افتراض المستحيل ليس مستحيلًا)، ما هي العواقب السياسية لاستفتاء أو انتخابات حرة ونزيهة؟

إذا افترضنا أيضًا أن غالبية الشعب الإيراني يريدون حكومة تحترم الجمهورية، والديمقراطية، وكذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتسعى لإقامة علاقات على أساس الحوار والمصالحة مع الحكومات الأخرى، تُرى- بعد استقرار مثل هذه الحكومة- هل ستبقى السفارة الأميركية مغلقة في طهران؟ ألا يعني هذا الموقف تحسنًا تدريجيًا ومتزايدًا في العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران وواشنطن؟

إذا أعلنت الحكومة البديلة أن تقرير مصير تل أبيب يتم مع ممثلي الشعب الفلسطيني ويتم إخراج شعار إبادة إسرائيل من جدول أعمال وسائل الإعلام والسياسيين في النظام الإيراني، ألن يتضاءل تهديد الجناح اليميني المتطرف في إسرائيل ضد إيران؟

إذا أصرت الحكومة البديلة غير الآيديولوجية على إعادة النظر في علاقاتها مع الحكومات الإقليمية على أساس التعايش والتعاون والأنشطة الاقتصادية والتجارية، ألن تتغير العلاقات مع السعودية وقطر وباقي الدول الإقليمية؟

إذا أعلن الحكام الجدد أن العلاقات مع الشيعة في المنطقة ستکون ثقافية واقتصادية لا عسکرية ولا أمنية، ألن تقل الحساسية تجاه الحكومة الإيرانية بشكل كبير؟

ألا تعني هذه المجموعة من الأساليب زيادة أمن إيران وتأمين المصالح الوطنية للبلاد وتقليل التهديدات والمخاطر الحالية؟

من الصعب أن لا تتم الإجابة علی هذه الأسئلة بإيجابية.

اعتمادًا على ما قيل، ربما يمكن من منظور سياسي واستراتيجي، الوصول إلى زاوية مختلفة من التحليل. لعلّ الإيرانيين المهتمين بتحقيق الأمن والمصالح الوطنية والخوف من العواقب الوخيمة للحرب، سوف يحولون طاقاتهم ووقتهم وطلبهم للأمن إلى نواة السلطة الصلبة، وهي محور القرارات السياسية والاتجاهات السائدة في حكم إيران.

من غير المرجح أن يتم رفع التهديدات العسكرية والحرب وضغط العقوبات الصارمة على إيران من خلال التوصيات الأخلاقية والعقلانية المقدمة إلى البيت الأبيض وإسرائيل؛ کما أنه لن يتم إنهاء انعدام الأمن من خلال التهديدات العسكرية المتبادلة وإسقاط طائرة مسيرة أو صناعة صاروخ وزيادة كمية ونسبة اليورانيوم المخصب. لأن جزءًا مهمًا من التغيير، إذا كان ذلك ممكنًا ومحتملًا، فهو داخل إيران.

إن آية الله خامنئي وقوات الأمن الموالية والمحيطة به، لا يبديان اهتمامًا لتغيير نهجهم واستراتيجياتهم الرئيسية الحالية؛ ربما تستطيع الحقائق وضغط المجتمع المدني ومطالب القوى الاجتماعية أن تدفعهم إلى "تغيير" الوضع الحالي.

 

محلل سياسي وخبير في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More