في أعقاب تقارير عن اعتقال عدد من البهائيين في شيراز، زعمت وزارة الاستخبارات الإيرانية أنهم كانوا "يعتزمون التشويش على مسيرة الأربعین" في إيران، من خلال إقامة احتفال ديني.

ووفقًا للتقارير الواردة، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر (تشرين الأول)، فقد تم اعتقال عدد من المواطنين البهائيين في شيراز، في الأيام الأخيرة.

وذكرت حملة الناشطین في مجال حقوق الإنسان (هرانا)، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 3 مواطنین بهائیین، وهم: فرزان معصومي، وكيانا شعاعي، وسروش آبادي، وميترا فرصت بور.

وردًا على اعتقال هؤلاء الأشخاص، أعلنت وزارة الاستخبارات أنهم کانوا یعتزمون إقامة احتفال في إحدى مناسباتهم الدينية.

ونقلت وكالة "مهر" للأنباء، عن استخبارات محافظة فارس، أن هؤلاء الأفراد "سعوا إلى تنظيم عناصرهم في مناطق مختلفة من شيراز بحجة الاحتفال بعید میلاد أحد زعماء الطائفة [البهائية] وعقد اجتماعات خاصة وغير عادية خلال أیام الحداد الأخیرة من شهر صفر [أربعين الحسين]".

وزعمت إدارة الاستخبارات أيضًا أن هؤلاء الرجال "كانوا ينوون منذ فترة طويلة التشويش على مسیرة الأربعین"، من خلال السفر إلى الخارج والتخطيط الطويل للأمر.

ولم تقدم استخبارات فارس مزیدًا من التفاصیل حول هذا "التخطيط الشامل".

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النظام الإيراني بالتضييق الأمني على منتسبي الطائفة البهائية، حيث تقوم الأجهزة الأمنية من آن لآخر باعتقال عدد من المواطنين البهائيين، وكانت أبرز هذه الحملات ما تم منذ نحو عام تقريبًا، عندما قامت السلطات الإيرانية باعتقال أكثر من 20 مواطنًا بهائيًا، بالإضافة إلى مهدي حجتي، عضو مجلس مدينة شيراز، الذي دعم حقوق البهائيين.

وعلق مايكل بايج، نائب مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في الشرق الأوسط، وقتها بأن "احتجاز هؤلاء البهائيين، جاء دون تفسير لعدم تحمل النظام الإيراني لوجود الطائفة البهائية".

وفي سياق التضييقات أيضًا، أعلن وزير التربية والتعليم الإيراني، محسن حاجي ميرزائي، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، قبيل بدء العام الدراسي في إيران، أنه: "إذا أعلن التلاميذ أنهم من أتباع ديانات غير معترف بها في البلاد، وإذا تضمن إعلانهم هذا نوعًا من الدعاية، فسوف يمنعون من الدراسة".

وقد أصدر المجلس العالمي للبهائيين ومقره جنيف بيانًا، ردًا على قرار الوزير الإيراني، حيث أعرب المجلس عن "أسفه تجاه هذه التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير التربية والتعليم الإيراني".

وجاء في بيان المجلس العالمي للبهائيين أن "حرمان الأشخاص من الدراسة بسبب معتقداتهم هو محض ظلم وجور.. ولسوء الحظ تواجه الطائفة البهائية هذه التصرفات على الدوام، وبشكل ممنهج في إيران".

وأعرب المجلس العالمي للبهائيين عن قلقه من احتمال تخلف التلاميذ البهائيين في إيران عن الدراسة، مضيفًا أن تصريحات وزير التربية والتعليم تؤكد في الواقع نية السلطات من أجل "عرقلة مسار التنمية والتطور" للبهائيين.

وفي السياق نفسه، كان تصريح ممثلة البهائيين في الأمم المتحدة، سيمين فهندج، شهر يوليو (تموز) الماضي، حيث أيدت الأنباء المتداولة وقتها حول تعليق بعض حسابات وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة باللغة الفارسية في "تويتر"، وذلك بسبب "هجماتها المنسقة التي تستهدف البهائيين".

وفي تصريح سابق لقناة "إيران إنترناشيونال"، قالت فهندج إن "هذه هي المرة الأولى" التي يتم فيها تعليق بعض الحسابات التابعة لوسائل الإعلام الإيرانية بسبب أنشطتها ضد البهائيين.

تجدر الإشارة إلى أن النظام الإيراني لا يعترف بالبهائيين، بل يحرمهم من حقوق مثل التعليم الجامعي والوظائف الحكومية.

يشار إلى أن البهائيين- باعتبارهم أقلية دينية في إيران- يواجهون دائمًا ضغوطًا ومضايقات من قبل السلطات والمسؤولين الإيرانيين، ويتم اعتبارهم "جواسيس وأعداء".

كما أن حقوق البهائيين في إيران غير منصوص عليها في الدستور الإيراني، ولهذا لم تعترف طهران بالبهائية كديانة رسمية، وتحرمهم من ممارسة شعائرهم الدينية، والدراسة في المدارس والجامعات الإيرانية.