أعلنت مصادر عمالية إيرانية، اليوم الأربعاء، الأول من مايو (أيار)، عن اعتقال العشرات من العمال بعد تنظيمهم وقفة احتجاجية بمناسبة عيد العمال أمام البرلمان الإيراني.

وقال شهود عيان إن عدد العمال الذين حضروا بدعوة من نقابة شركة الباصات العامة في العاصمة طهران، يقدر بالآلاف.

وقد أخبرت المصادر عن وقفة احتجاجية أخرى أمام مؤسسة "بيت العامل" الحكومية، وسط العاصمة طهران.

ومن بين المعتقلين الذين تم الكشف عن أسمائهم حت الآن: رضا شهابي، وإلهام صالحي، وحسن سعيدي، ووحيد فريدوني، وناصر محرمزاده، ورسول طالب مقدم، ومحمد علي أصلاغي، وأسد الله سليماني، بالإضافة إلى كيوان صميمي، وهو أحد أعضاء رابطة الكتّاب الإيرانيين.

وتقول المصادر إن القوات الأمنية مارست العنف ضد المحتجين قبل اعتقال العشرات منهم.

وتتزامن هذه الاحتجاجات مع عيد العمال، وقبيل عيد المعلم في إيران. فيما تشير مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن طلاب الجامعات والمتقاعدين كانوا من ضمن المشاركين في الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان الإيراني اليوم.

إلى ذلك، رفع المحتجون شعارات ضد الحكومة والبرلمان الإيرانيين، مثل: "الحكومة تخون والبرلمان يدعمها".. و"مع كل هؤلاء المختلسين والسجن يخصص للعمال".. و"وحدة وحدة يا معلم ويا طالب".. و"ألمنا هو ألمكم.. يا أيها الشعب التحقوا بنا".

كما احتج الآلاف من العمال الإيرانيين الآخرين، في بعض المدن الإيرانية، بما في ذلك أمام مبنى "بيت العمال" في طهران.

وأفادت وكالة العمال الإيرانية (إيلنا) بأن عددًا من عمال المصانع والوحدات الإنتاجية في إيران لبوا دعوة النشطاء العماليين واللجان النقابية، واحتجوا أمام مبنى بيت العمال، داعين إلى المتابعة الجادة لمطالبهم ومطالب النقابات العمالية.

کما شارك، خلال الاحتجاجات أيضًا، العمال والمتقاعدون في شرکة "إيران خودرو ديزل" لصناعة السيارات، ورفعوا لافتات تحمل شعار "اترکوا التضخم، وفكروا في أمرنا"، و"الأمن الوظيفي یساوي تطوير الإنتاج، وتحديد أجور تتماشى مع ظروف المعيشة، والعامل الإيراني هو الذي يحدد مصير إيران".

وأكد الأمين العام لبيت العمال الإيراني، علي رضا محجوب، خلال هذا التجمع، على "ضرورة الانتباه إلى معيشة العمال وتقليص الفجوة بين الحد الأدنى للأجور وتكاليف المعيشة للعمال".

کما تمت قراءة بيان خلال التجمع يندد بانخفاض رواتب العمال الإیرانیین.

وندد البيان أيضًا بـ"ارتفاع معدل البطالة، وسوء معيشة المتقاعدين، وزيادة تكاليف العلاج، وضعف تغطية الضمان الاجتماعي، وتأخير رواتب العمال في بعض ورش العمل والوکالات الاقتصادية، وعدم التزام الحكومة بتعهداتها مع منظمة الضمان الاجتماعي".

ومن المقرر إقامة تجمع للمعلمين غدًا أمام مبنى منظمة التربية والتعليم.

وردد المحتجون هتافات للمطالبة بحقوقهم، بما فيها "الرأسمالي الخائن يجب أن يتم طرده، ويجب إلغاء العقد المؤقت، والضمان الاجتماعي هو حقنا المطلق، والموت للظالم، ویحیا العامل".

تجدر الإشارة إلى أن احتجاجات العمال اليوم تأتي بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس الإيراني أمام حشد من العمال، خلال المهرجان الوطني الثلاثين لتكريم العمال النموذجيين في البلاد، والتي طالبهم فيها بمضاعفة ساعات العمل والمجهود لكي تستطيع إيران مواجهة العقوبات الأميركية القاسية، مضيفا أن العمال هم الصف الأمامي في هذه الحرب الاقتصادية.