أفادت قناة "سي إن إن" بناءً على وثائق من وكالات الأمن الأميركية، أن النظام الإيراني كافأ مقاتلي طالبان على مهاجمتهم أهدافًا أميركية في أفغانستان.

وبحسب الوثائق التي حصلت عليها " سي إن إن"، دفعت الحكومات الأجنبية أموالًا لـ"شبكة حقاني" لمهاجمة قاعدة "باغرام" الأميركية في 11 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 70، اثنان منهم من القوات الأميركية.

وظلت أسماء "الحكومات الأجنبية" سرية في الوثائق، لكن مصدرين مطلعين أبلغا قناة "سي إن إن" الإخبارية أن الحكومة الأجنبية المعنية هي إيران.

وبعد حوالي شهر من الهجوم على قاعدة باغرام الجوية، قُتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة أميركية بطائرة مسيّرة بالقرب من مطار بغداد. وكتبت "سي إن إن" أن العملية كانت نتيجة دراسة أجرتها وكالات الأمن الأميركية لكيفية الرد على دعم إيران لطالبان.

وبحسب "سي إن إن"، قررت الحكومة الأميركية شن هجوم على قاسم سليماني في شهر مارس (آذار) الماضي، لمنع عرقلة محادثات السلام الجارية مع طالبان في قطر والتي أدت إلى توقيع اتفاق في فبراير (شباط).

وانتشرت في الأشهر الأخيرة تقارير، نقلًا عن وكالات الأمن الأميركية، تفيد بأن روسيا دفعت أموالًا لطالبان لمهاجمة القوات الأميركية، لكن إدارة دونالد ترامب لم تؤيد هذه المعلومات أو تقلل من شأنها حتى الآن.

ويضيف التقرير أن هجوم إيران على أهداف أميركية عبر مجموعات تعمل بالوكالة في المنطقة ليس بالأمر الجديد، لكن بعد الهجوم على قاعدة باغرام، وضعت الأجهزة الأمنية الأميركية على جدول الأعمال تحقيقًا في علاقات إيران بـ"شبكة حقاني" وخيارات مختلفة للرد على الهجوم.

وبحسب وثائق داخلية لمجلس الأمن القومي الأميركي، فقد قرر المجلس عدم شن هجوم مباشر على "شبكة حقاني" لتجنب عرقلة محادثات السلام مع طالبان. مع هذا، بحسب مصادر مطلعة، قرر دونالد ترامب اتخاذ موقف متشدد من إيران في هذا الصدد.

وقال مسؤولون حكوميون أميركيون حاليون وسابقون لـ "سي إن إن" إن علاقة إيران بطالبان كانت إحدى القضايا التي لها دور في قرار الحكومة الأميركية مقتل قاسم سليماني.

وتُظهر تقييمات وكالات الأمن الأميركية أن النظام الإيراني دفع أموالًا لشبكة حقاني مقابل ما لا يقل عن 6 هجمات شنتها الجماعة على أهداف أميركية وقوات التحالف في أفغانستان.