تتواصل المظاهرات الاحتجاجية المختلفة في جميع أنحاء إيران، بما في ذلك العاصمة، وبالإضافة إلى الإضراب المستمر الذي قام به عمال شركة هفت تبه، انضم موظفو المستشفيات المختلفة في كافة أنحاء إيران إلى الاحتجاجات.

اليوم الـ42 لإضراب عمال هفت تبه

بلغ إضراب العمال المحتجين في شركة هفت تبه لقصب السكر، في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، يومه الثاني والأربعين على التوالي، بتنظيم مسيرة أمام مكتب قائمقام مدينة الشوش في محافظة خوزستان.

وقد وجّه أحد العمال المحتجين، اليوم الأحد 26 يوليو (تموز)، انتقادات حادة للقضاء بعدم متابعته لمطالب عمال شركة هفت تبه، وكذلك للمسؤولين الحكوميين، بمن فيهم حسن روحاني، ومحافظ خوزستان، وقائمقام الشوش.

وقال: "إنهم يريدون قتلنا لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك.. يريدون منا أن نأتي إلى هنا ونموت من الحر ومن كورونا، ليقولوا إننا متنا بشكل طبيعي".

كما انتقد هذا  العامل المحتج إهمال إدارة صحة الشوش للبروتوكولات الصحية للعمال.

وقد ذكر العمال المحتجون في هفت تبه مرارًا أنهم سيستمرون في الاحتجاج والإضراب حتى تتم تلبية مطالبهم، بما في ذلك استبعاد القطاع الخاص. ومن بين مطالب عمال الشركة، سداد الرواتب المتأخرة، وتجديد دفتر التأمين، وعودة العمال المفصولين إلى العمل، والاحتجاز الفوري لأميد أسد بيكي، والسجن مدى الحياة لرستمي، وهما من كبار المسؤولين في الشركة.

كما يطالب المحتجون بالاستبعاد الفوري للقطاع الخاص، وعودة الثروات المختلسة إلى العمال، وإنهاء عمل المديرين المتقاعدين.

مسيرة احتجاجية لموظفي الشرکات الصحیة أمام البرلمان

وفي غضون ذلك، تجمع موظفو الشرکات العاملة في مجال الصحة والعلاج أمام مبنى البرلمان الإيراني في طهران، اليوم الأحد.

ووفقًا لوكالة "إيلنا"، فإن المتظاهرين، الذين يشملون طاقم التمريض، والعاملين في غرف العمليات، والتخدير، والمختبر، وعلم النفس، والأطباء، والتغذية، وما إلى ذلك، يطالبون بإلغاء التعاقد المؤقت وتحويل وضعهم الوظيفي إلى تعاقد رسمي.

وقال المتظاهرون: "إن التغيير في الوضع الوظيفي مهم للعاملين في الشركات، الذين يعملون في المراكز الصحية بالحد الأدنى للأجور الذي وافق عليه مجلس العمل، وأقل من ذلك، ولا يتمتعون بالمزايا الوظيفية التي يتمتع بها الموظفون الرسميون. هذا في الوقت الذي يقع فيه عبء التعامل مع كورونا في المراكز الطبية على عاتق موظفي الشركات."

وأضاف المتظاهرون: "في الأشهر الأخيرة، شارك العاملون في الشركات الناشطة في مجال الرعاية الصحية، في علاج المرضى المصابين بكورونا بشكل كبير، لدرجة أنهم لم يكن لديهم الوقت لمتابعة مطالبهم. وخلال هذه الفترة، وعد مسؤولو وزارة الصحة وأعضاء البرلمان بتلبية مطالبنا، في الوقت الذي يعاني فيه موظفو الشركات في المراكز الصحية من الإرهاق الجسدي والنفسي في التعامل مع عبء زيادة المرضى المصابين بكورونا."

وقال المتظاهرون أيضًا: "يتمتع موظفو الشركات أحيانًا بخبرة تصل إلى نحو 14 عامًا، لكنهم محرومون من الأجر الإضافي وغير ذلك من مزايا العمل. ونتيجة لذلك، يتلقى موظفو الشركات 3 ملايين و400 ألف تومان، في حين يتلقى الموظفون الرسميون 6 ملايين و200 ألف تومان. نحن بحاجة إلى التحرك نحو توحيد الرواتب في المهن المتطابقة، وتوحيد عقود العمل وتوحيد مزايا الرفاه للقوى العاملة، والقضاء على التمييز بين العاملين في الشركات وغيرهم في النظام الإداري".

احتجاج موظفي مستشفى شهيد بهشتي

وبعد يوم واحد من المسيرة الاحتجاجية للعاملين في مستشفى شهيد بهشتي في شيراز، قال أكبر أميري، مدير مؤسسة الضمان الاجتماعي في محافظة فارس، لوكالة أنباء "إرنا": "إن احتجاج الموظفين يرتبط  بخطة زيادة الرواتب بنسبة 50 في المائة، والتي وافقت عليها الحكومة".

وتابع أن "مجلس الرواتب لم يأذن بعد بزيادة 50 في المائة في الأجور، ولكن جرت العديد من المفاوضات من قبل مجلس الإدارة والمدير التنفيذي والنواب، وما زالت المتابعة مستمرة".

وأضاف مسؤول الضمان الاجتماعي: "بعض المؤسسات، مثل وزارة الصحة والتعليم الطبي، نفذت زيادة بنسبة 50 في المائة في الأجور، لكن هذا القرار لم يبلغ بعد إلى منظمة الضمان الاجتماعي.

جدیر بالذکر أن مستشفى شهيد بهشتي في شيراز يدار من قبل منظمة الضمان الاجتماعي.

احتجاج كوادر مستشفى سبير في طهران

وفي سياق متصل، نظم عدد من كوادر مستشفى سبير في طهران، أمس السبت، تجمعا أمام المستشفى، احتجاجا على عدم تقاضيهم مستحقاتهم وعدم متابعة مطالبهم.

ونقلت وكالة أنباء "برنا" عن سليمان كهن صدق، عضو مجلس إدارة المستشفى، قوله: "إن تأخير دفع رواتب كوادر المستشفى لـ4 أشهر أدى إلى تظاهر هؤلاء الأشخاص. وهذا المستشفى هو مركز خيري ولديه العديد من المشاكل المالية. كما أن المساعدات الحكومية لم تصل حتى الآن إلى المستشفى".

وتابع: "استقال 12 شخصا من كوادر المستشفى بسبب عدم دفع الرواتب، ولم تتم الموافقة على استقالتهم. وفي عيد النوروز تم تسريح 60 موظفا من المستشفى. ولذلك تعهدنا بدفع رواتب الطاقم حتى سبتمبر (أيلول) المقبل".

احتجاج كوادر مستشفى جليل في ياسوج

وفي الأثناء، نظم عدد من كوادر مستشفى شهيد جليل في مدينة ياسوج تجمعا، أمس السبت، أمام مبنى محافظة كهكيلوية وبويرأحمد، احتجاجًا على عدم تقاضيهم مستحقاتهم المتأخرة.

وأفادت وكالة أنباء (إرنا) بأن هناك نحو 300 شخص من الموظفين في أقسام الخدمات والعلاج في مستشفى جليل لم يتقاضوا مستحقاتهم وأجور العمل الإضافي، خلال الـ20 شهرا الماضية. كما لم يتم دفع مكافأة فترة كورونا لهم (نحو 5 أشهر)، وهي المكافأة المخصصة لجميع كوادر العلاج في البلاد.

من جهته، قال سعيد جاودان سيرت، رئيس مستشفى جليل في ياسوج: "ينبغي متابعة هذا الموضوع عبر رئيس قسم الدعم والتنمية أو رئيس جامعة كهكيلويه وبوير أحمد للعلوم الطبية".

تجمعات احتجاجية أخرى

إلى ذلك، تجمع أمس السبت عدد من عمال شركة هيبكو، وعدد من موظفي مستشفيات الضمان الاجتماعي في محافظة أصفهان، وعدد من أسرى ومصابي الحرب المتقاعدين من مجمع كيلان للتبغ.

وأعلن رضا عبدلي، رئيس المجلس النقابي لشركة هيبكو أن آخر راتب تسلمه العمال يعود إلى شهر مايو (أيار) الماضي.