قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، عباس عراقجي، اليوم السبت 15 يونيو (حزيران)، إن مهلة الـ60 يومًا التي منحتها إيران للدول الأعضاء المتبقية في الاتفاق النووي لن يتم تمديدها أبدًا، مضيفًا أن طهران ستقوم باتخاذ خطوات تالية، ما لم توفر الأطراف الأخرى مطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبعد لقائه مساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، هيلغا شميت، التي تزور طهران، في إطار جولة إقليمية، قال عراقجي إن إيران لم تر حتى الآن الحل التنفيذي الحقيقي الذي يمكن الاعتماد عليه والثقة به من قبل الأوروبيين.

وتابع: "لا يزال هناك 25 يومًا متبقية من المهلة الإيرانية، وهناك بعض الخطط التي تم تأجيلها انتظارا لبعض القرارات السياسية الصعبة".

وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني، بشأن هذه القرارات الصعبة، أنه "يجب علی الأوروبيين أن يتخذوا هذه القرارات تجاه شريكتهم السياسية، الولايات المتحدة".

وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قد أعلن في الثامن من شهر مايو (أيار) الماضي، في الذكرى السنوية الأولى لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في بيان له، تخفيض التعهدات الإيرانية المدرجة في الاتفاق النووي، معتبرًا أن الخطوة تأتي "للحفاظ على الأمن والمصالح الوطنية للشعب الإيراني".

ومنح مجلس الأمن القومي الإيراني مهلة 60 يومًا للشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق النووي، أي: الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، والصين، وروسيا، لتنفيذ تعهداتهم في المجالات المصرفية والنفطية، بموجب الاتفاق، موضحًا أنه "في حال تمت تلبية مطالبنا، فبنفس القدر، سوف نستأنف تنفيذ تعهداتنا التي أوقفناها".

وقامت اليوم مساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، هيلغا شميت، ورئيسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الفرنسي، ماريل دوسارنز، بزيارة إلى طهران، والتقت مع المسؤولين الإيرانيين، حيث ناقش الجانبان الاتفاق النووي والآلية المالية الأوروبية مع إيران (إينستكس).

وکتبت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، حول لقاء شميت وعراقجي، أن "الجانبین أجريا محادثات شاملة حول آخر التطورات، فيما یتعلق بالاتفاق النووي، والقرار الأخير الذي اتخذته إيران، بالإضافة إلى الإجراءات وخطط الجانب الأوروبي من أجل تنفيذ الالتزامات الأوروبية".

يشار إلى أن هيلغا شميت، وقبل زیارتها لإیران، أجرت زيارات منفصلة إلى الإمارات، وعمان، وقطر.

کما التقت السيدة ماريل دوسارنز، الیوم السبت، مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني.

وقال لاریجاني، خلال هذا اللقاء: "رغم إجراء المباحثات العديدة، لكن وعد الرئيس الفرنسي الذي قطعه للرئيس الإيراني، بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي، لم يتحقق، وفي الحقيقة لا بد من القول إن آلية (إينستكس) بقيت مجرد حبر على ورق"، مشيرًا إلى أن "شركة توتال هي أول شركة فرنسية غادرت إيران بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي".

من جانبها، صرحت رئيسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الفرنسي، خلال لقائها لاريجاني، بأن "هناك جهودًا جارية للحفاظ على الاتفاق النووي، وأن فرنسا عازمة على تحقيق هذا الهدف"، مضيفة أنه من المهم أن يتوصل الجانبان إلى وجهة نظر مشتركة، وهناك إرادة في الاتحاد الأوروبي تسعى للحفاظ على الاتفاق النووي.

ويأتي لقاء لاريجاني مع هذه المسؤولة الفرنسية، في وقت كان فيه رئيس البرلمان الإيراني قد انتقد قبل أيام تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال لقائه نظيره الأميركي، قائلاً إن "هذه التصريحات تبعث على الأسف".