تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

إيران: عمالة الأطفال.. بين التقصير الحكومي والقصور المجتمعي

 

يعيش السيد حامد فرمند، الناشط في مجال حقوق الطفل، خارج إيران، أي إنه يستطيع الحديث عن قضية عمل الأطفال بكل حرية ودون أي قيود.. "غير أن ما يؤلم حقًا أنه لا يوجد تحديد دقيق لمن يمكن أن نقول إنه طفل، كما لا توجد إرادة حقيقية لمنع انتهاك حقوقه، فحقوق الطفل عادة ما يتم تجاهلها"، حسب قول فرمند.

اللافت أن هناك اختلافات كثيرة في قضية عمل الأطفال، لكن، هل عمل الأطفال في إيران يمثل ظاهرة، حتى نبحث لها عن حل؟

الإجابة على مثل هذا التساؤل تحتاج معرفة الإحصاء الحقيقي لعدد الأطفال العاملين في إيران.. يحاول السيد فرمند الإجابة قائلا: "هناك خلافات حول عدد الأطفال العاملين في إيران، ففي حين تصرح بعض التقارير الرسمية بأن عدد الأطفال الذين يعملون في إيران يقدر بنحو ثلاثة ملايين طفل، ترى بعض البيانات غير الرسمية أن عددهم يصل إلى نحو سبعة ملايين طفل، وهو ما يقبله كثير من النشطاء في مجال حقوق الطفل، حيث اعتمد هذا الإحصاء على دراسات علمية دقيقة، بعكس الإحصاء الحكومي الذي يرفضه النشطاء لاعتماده معيار عدم مواصلة التعليم، وهو معيار غير دقيق حيث يعمل كثير من الأطفال مع ذويهم ورغم ذلك يواصلون دراستهم".

وفي السياق، يشير فرمند إلى فتيات يعملن داخل البيت أو خارجه، لكنهن يعملن تحت ضغوط قاسية ولا يحصلن على مقابل، ليس ذلك وحسب، بل إنهن يتعرضن لأضرار نفسية وبدنية.. يقول: "كثيرًا ما تواجهنا بعض المشكلات الاجتماعية التي لا يتم الإعلان عنها، وللأسف يتم التستر على مثل هذه الإحصاءات بدلا من التزام الوضوح والدقة حتى يمكن الوصول إلى حلول ناجعة".

ويواصل فرمند حديثه قائلا إنه يمكن أن يقوم بعض الأطفال ببعض الأعمال داخل البيت أو حتى خارجه، "شريطة وجود معايير واضحة، مثل تحديد ساعات العمل، ووجود فرص أكثر للراحة واللعب، وعدم تأثر دراستهم".

 

من المافيا إلى مقبرة عمل الأطفال في محمود آباد

"تحدث هذه الكارثة في أماكن مختلفة، وبأشكال مختلفة.. هنا يجري بحث مجموعة من الأمراض بين الأطفال، مثل: الإدمان، والاغتصاب، وانتشار الإيدز بين الأطفال".

هكذا علق فرمند على خطاب للسيدة طيبة سياوشي، نائبة طهران في البرلمان الإيراني، والتي أشارت إلى منطقة محمود آباد، قائلة: "ما أقسى الظروف المعيشية لأطفال يبحثون في مكبات القمامة.. ما أصعب هذا، إن هؤلاء الأطفال يصابون بالإيدز ويموتون ويدفنون في المكان نفسه"

وقد جاء خطاب السيدة سياوشي بعد مقابلة أجرتها صحيفة "همشهري" مع السيد رضا قديمي، مدير منظمة الخدمات الاجتماعية لبلدية طهران، والتي قال فيها: "إن 90 في المائة من الأطفال العاملين يتعرضون للاغتصاب والتعذيب".

وأضاف السيد فرمند: "في السنوات الأخيرة، نشر نشطاء حقوق الإنسان صورًا لأطفال يعملون وهم يرتدون ملابس عمل رسمية. ومع الأسف كان رد فعل المسؤولين حينها أن هؤلاء الأطفال يعملون لدى مقاولي البلديات.. وألقوا باللائمة على هؤلاء المقاولين"..

يؤكد فرمند أنه يعرف جماعات منظمة في مجال التسول، والباعة الجائلين والمشردين، ويضيف: "إذا جاز لنا أن نطلق اسم المافيا فيما يتعلق بالأطفال العاملين لدى البلديات، فإن السبب هو أن هناك تيارًا يستفيد من هؤلاء وليست هناك سلطة تستطيع مواجهتهم، كيف يمكن أن نصدق أنه لا يمكن العثور على تلك العصابات التي تبيع وتشتري بهؤلاء الأطفال، هذا أمر غير مقبول.. هؤلاء المقاولون معروفون غير أن أحدًا لا يقوم بوضع حد لأعمالهم".

 

لماذا لا يقومون بوضع حد لأعمالهم؟

يوضح فرمند في هذا الجانب: "هؤلاء الأطفال لا يكلفون مالا كثيرًا، بعضهم لا يريد أكثر من لقمة تسد جوعه ومكانًا يبيت فيه، لا يناقشون بخصوص الأجر، بل ولا يتقاضون رواتب محددة.. أي أنها عمالة رخيصة يستفيد منها المقاولون حاصة في الأعمال التي لا تحتاج مهارة محددة، ولذا يتعرض مثل هؤلاء الأطفال لأضرار شديدة".

 

أطفال كقطع أثاث منزلي

يقول السيد فرمند: "حسب قول أحد النشطاء في مجال حقوق الطفل: تعامل الحكومة مع أطفال العمل يشبه التعامل مع الأثاث المنزلي؛ عندما يريدون يقومون بتجميلها في الظاهر.. یجمعون هؤلاء الأطفال على مستوى المدن.. هذا التعامل نراه أيضا في موضوع الهجرة، وكأننا سنحل المشكلة بمجرد جمعهم، ومع الأسف هو تعامل أمني غير بناء.. ولعل أبرز مثال على ذلك جمع المهاجرين البلوش من فوج حصار في مدينة الري، والتي فُقد على أثرها سبعة أطفال، ولا يزال مصير طفلين منهم مجهولا.. الأطفال العمال المهاجرون وأطفال الشوارع لا يملكون شهادة ميلاد، كما هو حال الأطفال البلوش، الذين كانت مشكلتهم الرئيسية أن أحدًا لا يستطيع الإبلاغ عنهم حتى لا يتحمل مسؤوليتهم، لأنهم ليسوا ضمن الإحصاء العام، كونهم لا يملكون جنسية (على حد تعبير المسؤولين) ولا يعدون كبشر، ومن المؤسف أن كل شيء يتعلق بهؤلاء الأطفال وقع بسبب ذلك.. على سبيل المثال، لا يمكن لهم الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية، كما أن تعليمهم يكون بقرار من السلطة للسماح لهم بالدراسة لمدة عام فقط مع تهديدهم بالحرمان من الدراسة، وبالتالي فإن كل مستقبلهم التعليمي والعملي مبني على أرضية هشة وغير ثابتة".

 

فرمند: "المجتمع لا يرحم هؤلاء الأطفال"

الموضوع الآخر الذي يواجهه هؤلاء الأطفال- حسب فرمند- هو "وصمة العار التي يعاد إنتاج جزء منها وتشجيعها بمعرفة الحكومة والمسؤولين، أما الجزء الآخر فهو نتاج الأفكار والتعاليم السلبية المسيطرة على المجتمع، بدءًا من إغلاق إحدى المدارس بناء على طلب أهالي إحدى المناطق في مدينة يزد، وانتهاء بممارسة العنف الجسدي والنفسي في المدرسة التي تقوم بعزلهم.. إنهم منعزلون من حيث محل الإقامة، وبعيدون عن المجتمع.. كل هذه الأمور تضعهم في ظروف تجعلهم يصارعون من أجل الاندماج في المجتمع لكنهم لا ينتصرون دومًا في هذه الصراعات، فتلحق بهم أضرار نفسية أو جسدية".

 

 

خبير في الشأن الإيراني
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More