أفادت مصادر برلمانية، اليوم السبت 2 يناير (كانون الثاني)، أن رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، ألغى خطابًا له کان من المقرر أن یلقيه في محافظة البرز، بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية (1979)، بسبب تهديد من قبل إمام جمعة مدينة كرج، محمد مهدي حسيني. 

ووفقًا لبرنامج اللجنة التنسيقیة التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية، التي تقوم بتنسیق الخطابات التي تلقى يوم 11 فبراير (شباط)، إحياء لذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فقد كان من المقرر أن یحضر علي لاریجاني، رئيس البرلمان الإيراني، هذا الیوم في مدينة کرج، وأن يتحدث عن ذكرى ثورة 1979.

وبالإضافة إلى إمام جمعة كرج، فقد أعلن قسم التعبئة الطلابية لـ11 جامعة في محافظة البرز، عبر بيانات کانوا قد أصدروها، رفضهم أن يقوم لاريجاني بإلقاء كلمة هذا اليوم في کرج.

وورد في هذا البيان أن خطاب رئيس البرلمان في كرج سيكون بمثابة "نغمة نشاز"، في إشارة إلى دور لاريجاني في الموافقة على إبرام الاتفاق النووي بين إيران والغرب، متهمةً إياه بلعب دور في الموافقة على "مشاريع قوانين مثل مكافحة تمويل الإرهاب، وباليرمو" الاستعماریين، واصفةً رئیس برلمان إیران بأنه "أرستقراطي وبعيد عن الشعب".

وعلی هامش مراسم صلاة الجمعة يوم 1 فبراير (شباط)، وقّع بعض المعارضين التماسات لإلغاء خطاب رئيس البرلمان الإيراني، وهو ما لقي تأییدًا من إمام جمعة کرج، وقال: "نمنح فرصة أسبوع لنرى ما يفعله الأصدقاء"، معربًا عن "أمله في أن لا تحدث مشاكل للمحافظة والمنطقة".

وبعد هذا التعليق، أصدر رئيس البرلمان الإیراني بيانًا جاء فيه: "عندما سمع الدكتور علي لاريجاني أقوال إمام جمعة كرج، ألغى خطابه، وقال إن المسألة لم تكن ذات أهمیة إلى حد أن يقوم [محمد مهدي حسيني] بإنذار اللجنة التنسيقية [التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية]".

وأوضح البيان أن سبب الإعلان عن إلغاء لاريجاني خطابه هو "الحفاظ على الوحدة".

ويمكن النظر إلى إلغاء هذا الخطاب كجزء من تداعیات التوترات السياسية المرتبطة بمشاريع القوانين المتعلقة بمجموعة العمل المالي (FATF)، والتي يعتبرها بعض الأصوليين استعمارية وخائنة.

وفي إشارة إلى إقرار مشروعيْن بالبرلمان من أصل أربعة مشاريع قوانین، واجتماعات لاريجاني المتواصلة مع مختلف المؤسسات حول المشروعین الأخيرين، فقد قيّم المعارضون لرئيس البرلمان دوره  بأنه "مؤثر جدًا" في وضع اللمسات الأخيرة على هذه اللوائح.

يذكر أنه في عام 2013، وبمناسبة مراسم ذکری انتصار الثورة أیضًا، عندما ذهب لاريجاني إلى مدينة قم لإلقاء كلمة، قام بعض المواطنين بالتشويش على كلمته من خلال الهتاف بشعارات ضده ورمي الأحذية، وهي الكلمة التي كانت مبرمجة مسبقًا من قبل أنصار الرئيس وقتها، محمود أحمدي نجاد.

ويبدو أن رئیس برلمان إیران، علي لاريجاني، قام بإلغاء خطابه بسرعة لمنع تكرار مثل هذا الحادث.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس البرلمان الإيراني، الذي قام بعدة زيارات، في الأشهر الأخيرة، إلی مختلف المحافظات، هو أحد الشخصيات الرئيسية المفضلة للأصوليين والمعتدلين في الانتخابات الرئاسية لعام 2021.

وفي 27 ینایر (کانون الثاني) الماضي، أشار عضو حزب کوادر البناء، حسین مرعشي، إلى موضوع ترشيح لاريجاني للانتخابات الرئاسية، قائلا إن "لاریجاني يريد أن يترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2021"، وإنه بدأ زياراته إلی المحافظات.

يشار إلى أن ظهور معارضات سیاسیة من جانب التيار الأصولي ضد لاريجاني في مثل هذه الأجواء، يعكس بوضوح مدى التعقيد والصعوبة اللتين يواجههما لاريجاني في تنفیذ خططه السياسية الجديدة.