منذ سنوات تنهمك إيران في مناقشة الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) والموافقة على مشاريع قوانينها الأربعة. فيما سبق رفض مجلس تشخيص مصلحة النظام الانضمام إلى اتفاقية باليرمو.. واليوم انتهت المهلة المقررة لمناقشة اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) في المجلس أيضًا.. صحيفة "رسالت" عنونت "الفاتحة على روح FATF"، وعنونت صحيفة "جوان": "إغلاق ملف FATF".

أما الصحف الإصلاحية والصحف الحكومية التي تدعم انضمام إيران إلى مشاريع قوانين مكافحة غسل الأموال، فحاولت أن ترى القصة من جهة أكثر تفاؤلاً، فمثلا صحيفة "مردمسالاري" فسرت هذا الخبر على أنه "نهاية قضية "CFT"، و"باليرمو"، واستمرار مناقشة اتفاقية التجارة الحرة".

وفي نظرة عامة على أخبار الأسبوعين الأخيرين، مثل اغتيال قاسم سليماني، ومقتل 62 شخصًا في كرمان، والعملية العسكرية للحرس الثوري، وإسقاط الحرس الثوري الإيراني لطائرة ركاب أوكرانية، وفيضانات سيستان-بلوشستان؛ نلاحظ أن سيكولوجية تكرار الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية جعلت المجتمع يمر بمرحلة من القلق الشديد والتوتر، بسبب كل هذه الضغوط. ويقول المختصون في علم النفس إن المجتمع على مقربة من خطر الانفجار مثل البركان.. 

"شهروند" ناقشت هذا الوضع مع المختصين وأبعاد الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحزن الجماعي للمجتمع ولا سيما بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية.

المختصون في علم النفس أوضحوا لـ"شهروند" أن عدد من راجعوا عيادات الطب النفسي زاد بشكل ملحوظ في الأسبوعين الماضيين، البعض منهم لم يكن لديه سابقًا أعراض التوتر أو الاكتئاب، الأحداث الأخيرة فقط أثرت على صحته النفسية. ويبدو أن الوضع اتسع لدرجة أن بلدية طهران قررت تعزية المواطنين في مكاتب الصحة النفسية في الأحياء السكنية.

سابقًا كان النفط والاقتصاد هما ضحايا السياسة، ولكن اليوم أضيفت السياحة وكرة القدم إلى ضحايا الجمهورية الإسلامية، وبعد إسقاط الطائرة الأوكرانية، اختارت الطائرات الأجنبية سماء أخرى غير السماء الإيرانية، وألغيت 70 في المائة من الرحلات السياحية الآسيوية و100 في المائة من الرحلات السياحية الأوروبية إلى إيران.

كما ألغى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استضافة إيران لمبارياتها لأسباب أمنية، وفي المقابل هددت أندية كرة القدم الإيرانية الاتحاد- بأوامر من السلطات العليا- بالانسحاب من البطولة. لم يغيّر اتحاد كرة القدم رأيه، واقترح فقط أن تلعب إيران على أرض محايدة في الوقت الحالي حتى موعد مباريات الإياب. وسيتم اليوم في الساعة الثانية عصرًا بتوقيت طهران إعلان النتيجة النهائية.

تصر الصحف السياسية على ضرورة أن تنسحب إيران من دوري أبطال آسيا من أجل الكرامة الوطنية، لكن لاعبي كرة القدم يقولون إن علينا أن لا نقحم السياسة في الرياضة وأن لا نطفئ بأنفسنا شعلة كرة القدم في إيران.

يمكننا الآن أن نقرأ معًا مقتطفات من صحف اليوم..

"شهروند": اضطراب جماعي لنفسية الإيرانيين

يقول الأطباء النفسيون ومسؤولو عيادات الطب النفسي إن عدد المراجعين زاد خلال الأسبوعين الماضيين بسبب التوترات العصبية والاكتئاب الشديد بعد إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.

وقدم عدد من مختصي علم النفس والمستشارين النفسيين خدماتهم المجانية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسي إثر إسقاط الطائرة الأوكرانية، ويقولون إن التوتر والأرق والقلق والاكتئاب هي أكثر الأزمات النفسية المنتشرة بين المواطنين في أعقاب حوادث الأسبوعين الماضيين. 

الإجهاد النفسي أيضا لحق بالأطفال، حيث الاضطرابات الليلية والخوف من الطائرات تعد أكثر الأعراض التي أصيب بها الأطفال والبالغون في نفس الوقت.

وفي السياق، يرى الطبيب النفسي، فريد فدائي، أن تزايد الضغوط المتكررة في فترة زمنية قصيرة يزيد من احتمالية ظهور أعراض الأمراض النفسية، مثل العدوان الذي ينتج عنه زيادة في عدد المشاجرات في الشوارع، والقضايا الجنائية.

"آرمان ملی": المفاوضات مع السعودية.. مستبعدة

أعلن وزير الخارجية السعودي أن بلاده مستعدة للمفاوضات مع إيران، لكن بشرط أن تقبل إيران أنها لن تحاول تغيير الأوضاع في المنطقة باستخدام العنف عبر الميليشيات التابعة لها.

ورأى قاسم محب علي، مدير شؤون غربي آسيا في وزارة الخارجية، في مقال له، أن المحادثات مع المملكة العربية السعودية غير محتملة. 

ويضيف أن الرياض لم تقم عمليًا بأي تغييرات جدية في مواقفها في الأشهر القليلة الماضية، وأن الشروط التي وضعتها مقبولة لدى إيران، وعلى الرغم من الوساطة العمانية الأخيرة، فإن بداية العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية لا تزال صعبة وبعيدة المنال. 

ويقول محب علي بضرورة تغيير كلا البلدين لمواقفهما للحد من التوترات، وهذا يعتمد على القرارات الكلية للبلدين.

"اعتماد": السياحة ضحية الأزمة السياسية

أوضح المرشد السياحي، مرتضى دزفولي، في حديث مع "اعتماد" أن السياحة المحلية تراجعت بمقدار الثلث خلال الأسابيع القليلة الماضية. معتبرًا أن هذا التراجع سببه أوضاع الناس النفسية وليس الغلاء. مضيفًا أن الأحداث الأخيرة كان لها تأثير سلبي على السياحة الداخلية لدرجة أكثر بكثير من ارتفاع سعر البنزين، وأن الشعب لا يرغب في الرحلات.

وفي السياق، يتعهد وزير التراث الثقافي والسياحة بإنقاذ الأوضاع قريبًا، بما في ذلك عودة شركة لوفتهانزا. لكن الخبيرة السياحية رقية حاتم بور لا تعتبر أن هذه الإجراءات كافية، وما يهم فعلياً هو إعادة بناء الثقة والاطمئنان لجميع شركات الطيران، وليس فقط التفاوض مع شركة طيران معينة أو عدة شركات سياحية. 

وتقول: "نحن بحاجة إلى التفكير بطريقة مختلفة لإعادة المسافرين إلى سوق السياحة الإيرانية عن طيب خاطر وباهتمام".

"رسالت": التدخل السياسي ليس لصالح كرة القدم

يبدو أن صفحة "رسالت" الرياضية لا تتفق مع النهج الرئيسي للصحيفة، سواء في المقابلات، أو في اختيار العناوين، فقد نقلت الصفحة اليوم تصريح الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم، أمير عابديني: "يجب أن لا نطفئ بأنفسنا شعلة كرة القدم".

ويرى عابديني أنه في حال قالوا العبوا على أرض الخصم أولاً لتستقر الظروف في إيران ثم نعود للعب على أرضنا في الإياب فعلينا أن لا نرفض، لأن انسحابنا من اللعب يعني القضاء على كرة القدم الإيرانية. 

وتقول الفيفا إنه يجب على الحكومة أن لا تتدخل في كرة القدم هذه الأيام. ويجب مناقشة قضايا الرياضة بشكل رياضي.

"آفتاب يزد": البرد طبيعي.. لماذا يخاف الناس؟

ذكرت صحيفة "آفتاب يزد" أن الأخبار والشائعات حول عاصفة ثلجية وبرودة غير مسبوقة في طهران أقلقت الناس جدًا، وناقشت الصحيفة مدير الأرصاد الجوية والتحذيرات السريعة، عن أوضاع الطقس للأسبوع المقبل، حيث أوضح أن الطقس سينخفض يوم الجمعة من 5 إلى 10 درجات، وهذا شيء طبيعي، ولن يستمر أكثر من ثلاثة أيام.

ولكن، لماذا يخاف الناس؟ 

تناقش الصحيفة سبب خوف الناس وقلقهم، معتبرةً أن عدم الثقة في السلطات وعدم وجود إخطار في الوقت المناسب وعدم وجود برنامج جيد لفريق إدارة الأزمات، كما ظهر في الفيضانات المتوقعة سابقًا في أبريل (نيسان) جنوبي البلاد وغربها، فإن الأضرار التي خلفتها تلك الفيضانات في عشرات المحافظات، هي السبب في هذا القلق.

وترى الصحيفة أنه لو كانت هناك إدارة فعالة للأزمات في البلاد فإن الإشاعات والأخبار السلبية لن تقلق الرأي العام ولن تخيف المجتمع.