إسرائيل تراجع خياراتها حول إيران.. وتنظر بقلق إلى "موقف بايدن"
مع استعداد إدارة أميركية مأزومة إلى المغادرة، وأخرى تستعد لاستلام مهام البيت الأبيض، تقف إسرائيل ناظرة إلى ما تعتبره "عدوها الرئيسي" والسيناريوهات المتاحة أمامها في "الملف الإيراني".
الصحف الإسرائيلية تناولت هذه السيناريوهات، وقالت إن إسرائيل تراجع خياراتها المختلفة للتعامل مع الملف الإيراني بما في ذلك "الخيارات العسكرية" لمواجهة محتملة مع طهران، في حين يستعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لخلافات مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن السياسة النووية الإيرانية.
وحسب الصحف الإسرائيلية فإن تل أبيب تشعر بالقلق من موقف الرئيس الأميركي المنتخب جون بايدن، الذي يبدو أنه أكثر لينا من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، رغم أن تهديدات الأخير بعمل عسكري لم تقلص خطوات إيران النووية.
صحيفة "إسرائيل هيوم" نشرت تقريرا في صدر صفحتها الأولى قالت فيه إن الجيش الإسرائيلي يصوغ 3 خيارات لتقويض جهود إيران النووية أو التصدي، إذا لزم الأمر، للعدوان الإيراني وإنه سيطرحها قريبا على الحكومة".
ولم تذكر الصحيفة أي مصادر لتقريرها، لكنها نقلت عن وزير الدفاع بيني غانتس قوله: "إسرائيل تحتاج لخيار عسكري على الطاولة".
وتبقي إسرائيل منذ فترة طويلة على خطط للتصدي لإيران. فيما بدا التقرير وكأنه يشير إلى أنها تقوم الآن بتحديث هذه الخطط.
التهديدات الإسرائيلية بشن عمل عسكري ضد إيران ليست وليدة اليوم، ففي عهد إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما، التي قادت الجهود الدبلوماسية مع إيران، كانت إسرائيل تهدد بين الحين والآخر بضربات جوية وقائية على مواقع نووية إيرانية. حيث شكك بعض المسؤولين الأميركيين في ذلك الوقت في قدرة إسرائيل، على توجيه ضربات فعالة للأهداف الإيرانية البعيدة والمتناثرة وشديدة التحصين.
لكن إسرائيل استطاعت خلال إدارة ترامب حمل الإدارة الأميركية على ممارسة أقصى الضغوط على إيران؛ والتي صلت ذروتها بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي واقرار المزيد من العقوبات ضد شخصيات ومؤسسات إيرانية.
لكن مع قدوم إدارة ديمقراطية جديدة للبيت الأبيض ظهرت مخاوف لدى تل أبيب في تغير هذه السياسة، وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن أملهم في أن يبقي بايدن على سياسة ترامب المتمثلة في ممارسة "أقصى الضغوط" على طهران، بما في ذلك فرض عقوبات صارمة، حتى يجري تفكيك برنامجها النووي.
وأقر وزير المالية يسرائيل كاتس في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي بأن "هناك خلافات مع بايدن فيما يتعلق بإيران، وبالطبع سيشكل ذلك تحديا".
وبدا كاتس متحمسا لنية بايدن إدراج برنامج إيران للصواريخ الباليستية في أي مفاوضات جديدة على الاتفاق النووي.
من جانبه علق إيلي كوهين وزير المخابرات الإسرائيلي في تصريح لتلفزيون (واي نت) حول إذا ما كانت إسرائيل تحاول عن طريق قنوات غير رسمية التأثير على بايدن فيما يتعلق بإيران: "نعم.. هناك جهود" في هذا الاتجاه لكن حكومة نتنياهو لم تدخل بعد في حوار رسمي مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وكان جاك سوليفان الذي اختاره بايدن مستشارا للأمن القومي قد أكد، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية يوم الثالث من يناير(كانون الثاني) الجاري إلى الاستعداد للتشاور مع "اللاعبين في المنطقة" في تلميح محتمل لإسرائيل.