تعليقًا على القرارات الأخيرة للحكومة الأميركية الجديدة تجاه إيران، وصفت إسرائيل هذه القرارات، بشكل غير مباشر، بأنها "تمهد الطريق أمام إيران لصنع قنبلة نووية".

وفي الوقت نفسه، تظهر سلسلة من التصريحات التي أدلى بها سياسيون ومسؤولون ومحللون إسرائيليون في مقابلاتهم مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الجمعة 19 فبراير (شباط)، تظهر أن تل أبيب فوجئت بهذه الخطوات لإدارة بايدن تجاه إيران.

وفي بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن "إسرائيل تؤمن بأن العودة إلى الاتفاق السابق مع طهران ستمهد فقط الطريق أمام إيران نحو امتلاك ترسانة نووية".

وقال نتنياهو إن إسرائيل متمسكة بالتزامها بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وموقفها من الاتفاق النووي مع طهران لم يتغير، مؤكدا أن "إسرائيل تجري حواراً متواصلا مع الولايات المتحدة في هذا الشأن".

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن البيان المذكور جاء تعليقًا على البيان الأميركي، أمس الخميس، والذي أكد أن واشنطن مستعدة للمشاركة في المفاوضات مع إيران والقوى العالمية بشأن الاتفاق النووي وإلغائها قرار الإدارة الأميركية السابق بتفعيل "آلية الزناد" في الاتفاق النووي والعودة التلقائية للعقوبات على إيران.

وأكد بيان الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن تقبل اقتراح الأطراف الأوروبية للمشاركة في اجتماع لجنة الاتفاق النووي من أجل التفاوض حول العودة إلى هذا الاتفاق.

وعلى ما يبدو، فإن ما أثار غضب إسرائيل هو التحرك الأميركي لسحب اقتراح سابق لإدارة ترامب بتفعيل "آلية الزناد" من مجلس الأمن الدولي.

ومن جهة ثانية، فإن ريتشارد ميلز، المندوب الأميركي المؤقت لدى الأمم المتحدة، كان قد بعث برسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الـ15 تفيد بأن إدارة بايدن ألغت قرار الإدارة الأميركية السابق بتفعيل "آلية الزناد" في الاتفاق النووي والعودة التلقائية للعقوبات على إيران.

وأفادت وكالة أنباء "رويترز"، بأنه على الرغم من أن جو بايدن تحدث مع بنيامين نتنياهو هاتفيا، هذا الأسبوع، إلا أنه لم يطلعه على تفاصيل الخطوات الأميركية.

ويأتي اتخاذ بنيامين نتنياهو موقفًا صريحًا ضد الخطوة الأخيرة لإدارة واشنطن تجاه إيران، بعد أقل من يومين من محادثته مع جو بايدن هاتفيًا، والتي كانت أول مكالمة هاتفية له مع بايدن بعد تسلم الأخير السلطة في أميركا.

وكان بنيامين نتنياهو قد أصدر بعد الاتصال الهاتفي المذكور بيانا أعلن خلاله عن محادثة استمرت ساعة واحدة، جرت في "أجواء ودية وحميمة"، وتم فيها النقاش حول "التهديدات الإيرانية، واتفاقيات إبراهيم للسلام، والعلاقات الثنائية بين البلدين".

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان قد حذر، مرارًا وتكرارًا، من احتمال عودة الإدارة الأميركية الجديدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، بعد هزيمة صديقه المقرب وداعمه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ودخول جو بايدن إلى البيت الأبيض.