عقب تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني بشأن "الانتهاء تقريبًا من عمليات التحقيق" حول حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ الحرس الثوري الإيراني، اعتبر نائب وزير الخارجية الأوكراني، يفين إنين أن هذه الادعاءات "غير صحيحة"، مؤكدًا ضرورة قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة المذكورة.

وفي تصريح تلفزيوني أدلى به، الأحد 7 يونيو (حزيران)، أضاف إنين: "علينا أن نثق أولا بالوثائق الموقعة والمؤكدة وليس بالكلمات المنمقة".

وفي هذا السياق، علق إنين على تصريحات المسؤولين الإيرانيين في إشارتهم إلى "الخطأ البشري" باعتباره سبباً للحادث، قائلا: "نحن نصر على أن التقارير الرسمية حول سبب هذه المأساة يجب أن تستند أولا إلى حقائق قانونية".

وأكد ضرورة استكمال "التحقيقات الفنية، والإجراءات الجنائية" بهذا الخصوص.

تأتي تصريحات المسؤول الأوكراني، ردًا على تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية، محسن بهاروند، التي أدلى بها، أول من أمس السبت.

وكان بهاروند قد قال في مقابلة أجراها مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) إن عمليات التحقيق حول الطائرة الأوكرانية "انتهت تقريبًا، مضيفًا: "لا يوجد أي غموض في هذا الخصوص ونحن نعلم ماذا حدث".

وتابع أن قراءة معلومات الصندوق الأسود "قد لا تساعد بشكل مؤثر في عمليات التحقيق".

وردًا على هذه التصريحات، قال نائب وزير الخارجية الأوكراني: "من منطلق العدالة ومراعاة عواطف أقرباء الضحايا، ليس من الصحيح أن يقال إن عمليات التحقيق قد انتهت دون قراءة معلومات الصندوق الأسود".

وأعلن إنين عن تواصل الجانب الأوكراني مع المسؤولين الإيرانيين وإدارة المنظمة الدولية للطيران المدني بهذا الخصوص.

وكان نائب وزير الخارجية الأوكراني، يفين إنين، قد قال يوم 18 مايو (أيار) الماضي، إنه إذا فشلت المفاوضات مع إيران بشأن طائرة الركاب التي تم إسقاطها بصاروخ الحرس الثوري، فإن بلاده مستعدة لمتابعة الأمر عبر محكمة العدل الدولية.

وتابع: "سيتم ذلك إذا لم تسفر المفاوضات التي تتعلق بعمليات التحقيق المحايدة بحادث إسقاط الطائرة الأوكرانية، وتعويض أسر الضحايا، ودفع تعويضات لأوكرانيا وشركات الطيران، عن نتائج مواتية".

من جانبه، نشر جواد سليماني، زوج الناز نبيئي إحدى ضحايا الطائرة الأوكرانية، تغريدة على صفحته في "تويتر" أعرب فيها عن قلقه من أن الشركات التابعة للحرس الثوري حاولت إزالة تسجيل أصوات الطيارين من الصندوق الأسود التابع للطائرة.

يُشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني قام بإسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، في الساعات الأولى من صباح يوم 8 يناير (كانون الثاني) الماضي، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه عملية الحرس الثوري ضد قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، مما أسفر عن مقتل 176 راكبًا كانوا على متنها.

وفي حين لم يكشف النظام الإيراني عن هوية مُرتكبي المجزرة ويحاكمهم، أصدر مؤخرًا أحكامًا بالسجن ضد عدد من الطلاب الإيرانيين؛ لمشارکتهم في احتجاجات منددة بإسقاط الطائرة.