بالاقتراب من الموعد المقرر للنظر في ملف قوانين مجموعة العمل المالي (FATF) من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام، الجهة المخولة للنظر في هذا الموضوع، ازدادت التكهنات والتوقعات حول مستقبله وتداعيات المصادقة عليه أو رفضه من قبل المجلس الذي يهيمن عليه مقربون من المرشد خامنئي، فالصحف الحكومية والمقربة من الحكومة حاولت التأكيد على أهمية انضمام إيران إلى هذه الاتفاقية ودور ذلك في تحسين صورة إيران في المحافل والأوساط الدولية.

وقال الخبير الاقتصادي، آلبرت بغريان، لصحيفة "إيران" الحكومية إن انضمام إيران إلى هذه الاتفاقية هو أمر لا بد منه، وإن رفض هذه الاتفاقية سيحمل طهران تبعات كثيرة، كما كتبت صحيفة "ستاره صبح" عن الموضوع وعنونت بالقول: "التكاليف المالية لعدم الانضمام إلى FATF"، أما صحيفة "فرهیختكان"، التي يشرف عليها علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد خامنئي للشؤون الدولية، فأكدت على ضرورة رفض الانضمام إلى هذه الاتفاقية واعتبرت أن ذلك هو الحل المنطقي والأمثل.

وفي شأن آخر، اهتمت العديد من الصحف بانتخاب رئيس جديد لاتحاد كرة القدم الإيراني والذي يتم للمرة الأولى بعد ضغوط من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقد سمحت الفيفا بحضور وترشح شخصيات غير مرحب بها من جانب السلطات الإيرانية مثل اللاعب الشهير علي كريمي الذي لم يحصل إلا على 9 أصوات من المسؤولين الحكوميين للأندية في إيران، وفي المقابل تتم تزكية شخص مغمور يدعى شهاب الدين عزيزي خادم، ليكون رئيسا لاتحاد كرة القدم الإيراني.

ووصفت صحيفة "سازندكي" الحدث بيوم هزيمة كرة القدم الإيرانية، ونقلت صحيفة "آرمان ملي" قول علي كريمي: "آمل أن لا تتم مضايقة الأشخاص التسعة الذين صوتوا لصالحي".

أما صحيفة "كيهان" التي يديرها المرشد خامنئي فتواصل التأجيج في الداخل والخارج، حيث اعتبرت أن ما يقوم به الحوثيون من ضرب أهداف مدنية في السعودية هو رد ممن وصفتهم بـ"المقاومة" ضد جو بايدن زاعمة أن مثل هذه الأعمال الحوثية ستجعل الرئيس الأميركي نادما.

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الأخبار الأخرى: 

"ستاره صبح": لن يتم رفع العقوبات بمجرد الانضمام إلى "FATF"

قال الخبير في العلاقات الدولية، حسن بهشتي بور، لصحيفة "ستاره صبح" إن بعض الأطراف في إيران تحاول ربط قوانين مجموعة العمل المالي (FATF) بقضية العقوبات، بحيث يقولون ما دامت العقوبات سارية فلا فرق بين المصادقة على قوانين "FATF" أو رفضها، لكن الحقيقة غير ذلك، حيث إن مصلحة إيران تقتضي الانضمام إلى هذه الاتفاقية.

وذكر بهشتي بور قائلا: "البعض يتساءل: هل إذا ما قبلت طهران الانضمام إلى (FATF) سيتم رفع العقوبات عنها؟ والإجابة واضحة ومعروفة، فلن ترفع العقوبات عن إيران حتى لو قبلت بالانضمام إلى هذه الاتفاقية، فالعقوبات قرار أميركي، في حين أن اتفاقية "FATF" عبارة عن قوانين مصرفية اعترفت بها معظم دول العالم وكل بلد يريد أن يكون موجودا في النظام المصرفي العالمي عليه الانضمام إلى هذه الاتفاقية. 

"فرهیختكان": رفض الانضمام لـ"FATF" هو السيناريو المعقول والقابل للإجراء في هذه المرحلة

قدمت صحيفة "فرهیختكان" سيناريوهين في حال انضمت إيران إلى اتفاقية العمل المالي المشترك (FATF)، الأول يتمثل في أن تشترط طهران رفع العقوبات عنها لقبول الانضمام إلى "FATF"، وهو سيناريو غير معقول لأن العقوبات لا علاقة لها باتفاقية "FATF" كما ذكر بهشتي بور في مقابلته مع صحيفة "ستاره صبح".

أما السنياريو الثاني الذي تقدمت به الصحيفة فهو رفض صريح لهذه الاتفاقية وإنهاء حالة التردد وعدم الجزم في هذا الملف، مؤكدة أن رفض الانضمام إلى هذه الاتفاقية هو السيناريو الوحيد والمعقول في هذه المرحلة، والسبب في ذلك حسب رأي الصحيفة التابعة لمستشار المرشد للشؤون الدولية هو أنه لا توجد رؤية واضحة لرفع العقوبات عن إيران في المستقبل القريب.

"جمهوری إسلامی": إسرائيل تخطط لبناء تحالف مع دول عربية لمواجهة التهديد الإيراني

ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" في تقرير لها أن إسرائيل تحاول إنشاء تحالف أمني على غرار حلف الناتو مع دول عربية، لمواجهة التهديد الإيراني.

وأضافت الصحيفة أن قادة إسرائيل لا يبحثون عن تعزيز القدرات العسكرية للدول العربية وإنما يبحثون عن سبل للوصول إلى الحدود الجنوبية لإيران، وهذا ما يهم إسرائيل تحديدا.

ونوهت الصحيفة أن إسرائيل نفذت عملا مشابها في الحدود الشمالية والشمال الغربية لإيران حيث توصلت إلى اتفاقيات مع تركيا.

" جهان صنعت": الأسواق الإيرانية لن تتأثر بوعود الحكومة حول الإفراج عن الأموال المجمدة في الخارج

أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى وعود الحكومة وحديثها عن إطلاق سراح الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج بفعل العقوبات الأميركية، مؤكدة في المقابل أن الأسواق الإيرانية باتت أكثر تعقيدا ولا تتأثر بمجرد إشاعة هذه الوعود والأحاديث ولن تقبل التغيير. 

وأضافت الصحيفة أن هذه الضجة الإعلامية التي أثارتها الحكومة حول إطلاق سراح مليار دولار من الأموال الإيرانية لدى كوريا الجنوبية لن يكون لها تأثير على أرض الواقع ولن تؤدي إلى خفض أو تقليل أسعار الصرف. 

وطالب محمد صادق جنان صفت، في مقاله الافتتاحي بالصحيفة، الحكومة بالكف عن استفزاز مشاعر الناس وإزعاجهم من خلال تقديم هذه الوعود الجميلة.