تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

كيف أصبحت صحة الإيرانيين ضحية السياسة.. بعد تفشي "كورونا"؟

قبل ثلاثة أيام فقط من وفاة اثنين من المواطنين في مدينة قم الإيرانية، إثر إصابتهم بفيروس كورونا الجديد، نفى المسؤولون في وزارة الصحة الإيرانية، وجود أي إصابة بالفيروس في إيران، وادعوا أنه لا داعي للقلق.

ولما توفي، يوم 19 فبراير (شباط) الحالي، اثنان من المرضى المحجوزين في مستشفى كامكار بمدينة قم الإيرانية، بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، واصلت جامعة العلوم الطبية في هذه المدينة الإعلان عن عدم وجود أي دلائل على وجود فيروس كورونا، ونفت الشائعات الموجودة بهذا الخصوص.

ولكن عقب التفشي السريع لهذا الفيروس، يوم 20 فبراير (شباط) الحالي، في قم، اضطر المسؤولون إلى كسر صمتهم، حيث قاموا بتخصيص مستشفيات كمراكز للحجر الصحي للمصابين بهذا الفيروس في هذه المدينة وبعض المدن الإيرانية الأخرى، ولكن حجم الكارثة اتضح حينما أعلنت كل من كندا ولبنان والإمارات أنها حددت منذ 21 إلى 23 يناير (كانون الثاني) الماضي أشخاصًا مصابين بفيروس كورونا، كانوا قد دخلوا أراضيها قادمين من إيران.

والآن، تشير جميع الأدلة إلى أن الحكومة الإيرانية، وقبل تصاعد أزمة كورونا، على الأقل لفترة قصيرة، تكتمت على أعداد المصابين بالفيروس، علها تتمكن من احتواء الأزمة قبل انتشارها في وسائل الإعلام.

ولكن وفاة 5 أشخاص على الأقل خلال 3 أيام فقط، أدت إلى أن يعلن الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية أن الأوضاع في إيران مقلقة للغاية.

ومن جهة أخرى، قال رئيس الدفاع المدني الإيراني إنه في يوم 22 فبراير (شباط) الحالي تحول وضع الخطر في البلاد من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر.

 

تفشي كورونا في إيران وإهمال المسؤولين

كان تفشي أمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن فيروس كورونا، قبل نحو شهرين، في الصين، مثار قلق واسع في العالم.

وبعد ارتفاع أعداد ضحايا فيروس كورونا في الصين، وصل هذا الوباء المتفشي إلى أوروبا أيضًا، حيث أودى حتى الآن بحياة ثلاثة أشخاص في فرنسا وإيطاليا. وفي الشرق الأوسط، كانت إيران أول دولة تسجل حالات وفاة بسبب الفيروس، وهي مع بالغ الأسف ثاني دولة في العالم من حيث أعداد الوفيات الناجمة عن هذا الفيروس بعد الصين.

يذكر أنه في عام 2003، انتشر نوع من هذا الفيروس التاجي، وهو متلازمة تنفسية حادة ووخيمة (فيروس سارس)، ولكن لحسن الحظ، لم يسفر هذا المرض عن ضحايا في إيران.

غير أنه في عام 2012، أدى تفشي نوع آخر من هذه الفيروسات التاجية إلى انتشار متلازمة تنفسية (مرس) في السعودية، التي أودت بحياة شخصين فقط في إيران، وذلك بينما كان معدل الوفيات الناجمة عن متلازمة مرس أكثر من 30 في المائة، أي أكثر من 15 ضعفًا على الأقل من فيروس كورونا المستجد. كما كان مدى تفشي فيروس مرس أكثر من فيروس كورونا المستجد أيضًا.

ومن جهة أخرى، كان ينبغي التعامل مع موضوع الفيروس الجديد باهتمام أكثر، وذلك نظرًا لمجاورة إيران للسعودية، وتوافد الزوار الإيرانيين إلى هذا البلد.

ونظرًا لكل هذه النقاط المشار إليها، ينبغي اعتبار التفشي الواسع لفيروس كورونا الذي يؤدي إلى الإصابة بـ"كوفيد-19" في إيران، ناتجًا عن إدارة متقاعسة، وذلك للأسباب التالية:

1) على الرغم من أنه في أعقاب انتشار کورونا في الصين، فرضت كثير من الدول قواعد صارمة على الرحلات والركاب القادمين من الصين، إلا أن هذه الرقابة لم یتم تطبیقها في إيران، بل حتی بعض الرحلات الجوية الصينية التي تم إلغاؤها في الدول المجاورة، استخدمت إيران للعبور إلى الوجهة النهائية، مما زاد من خطر انتقال الفيروس. كما يقال الآن إن رحلات طيران ماهان إلى الصين لا تزال سارية، على الرغم من أن الحكومة ذكرت أن الأمر يتعلق فقط بنقل المساعدات الإنسانية إلى تلك الدولة، وليس لنقل الركاب.

2) یُقال إن أحد الأسباب المحتملة لدخول الفيروس إلى مدينة قم هم العمال الصينيون الذين يعيشون في المدينة، وبطبيعة الحال عززت عودتهم من رحلتهم إلى الصين، وخاصة خلال السنة الصينية الجديدة، هذه الفرضية.

3) في مطار الإمام الخميني؛ النظام الحراري المثبت لتحديد درجة حرارة الركاب غير فعال وغير دقيق، كما تستخدم الطرق التقليدية للكشف عن الحالات المشبوهة في بعض حدود البلاد. ومن ناحية أخرى، على الرغم من أن استخدام القناع لا يمنع من الإصابة بهذا الفیروس، إلا أنه يقلل من معدل تفشي المرض. في حين أن العديد من المراكز الطبية والصيدليات تعاني من نقص حاد في الأقنعة، التي ارتفع سعرها في الأسبوع الماضي بحيث لا يستطيع كثيرون شراءها أو شراء المطهرات.

4) أدت الأزمة الإدارية الحالية في كثير من المناطق إلى جعل الحكومة الإيرانية غير قادرة علی اتخاذ تدابیر مسبقة للتعامل مع تفشي المرض في البلاد، بينما كانت هناك فرصة كبيرة للقيام بذلك منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما کُشف عن هذا المرض وأخذ ينتشر بسرعة في الصين، لا سیما وأن المسؤولین یدرکون أن إيران هي واحدة من الوجهات الرئيسية للسياح الصينيين.

 

كورونا وتکتم النظام الإیراني

هناك عدة أسباب وراء عدم إعلان المسؤولين، في وقت مبکر، عن انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد واللجوء إلى سياسة الصمت أو التكتم.

1) تلجأ الأنظمة الشمولية، في الأساس، إلی التكتم على کل الأحداث، ولن تکسر حاجز الصمت ما لم تضطر لذلك. وسابقًا، لوحظت نفس السياسة بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية. وکانت الحكومة الصدیقة لنظام الجمهوریة الإسلامیة (الصين)، قد قامت بالشيء نفسه في بدایة الأمر؛ حیث إن الطبيب الصيني، لي ون ليانغ، الذي توفي متأثرًا بعدوى فيروس کورونا قبل أسبوعين، كان قد تعرض للتهديد بالفصل من العمل في مستشفى ووهان المركزي، والسجن، عندما أعلن عن اكتشافه المرض لأول مرة، يوم 30 ديسمبر (كانون الأول).

2) إن تزامن وصول كورونا إلى إيران مع ذکری انتصار الثورة الإیرانیة، في 11 فبرایر (شباط)، والأهم من ذلك انتخابات البرلمان الأخيرة؛ يمكن أن یكونا من أسباب التأخير في الإعلان عن حالات الإصابة بهذا الفيروس، حتى لا يكون لها تأثير سلبي على مشارکة المواطنین في الانتخابات، على الرغم من أن النظام یمکن أن یبرر المشاركة المنخفضة للغاية في الانتخابات الأخيرة بخوف الناس من كورونا.

3) نظرًا لأن النظام یخشى أي انتقاد، فإن إخفاء انتشار المرض ورفض تقديم معلومات دقيقة عن عدد المصابين قد يكون بسبب القلق من أنه بمجرد إعلان الإحصاءات الفعلية، فإن ذلك سیزعزع ثقة المواطنین، مرة أخرى، بمصداقية وکفاءة النظام الحاکم، بعدما انخفضت إلی أدنی حد لها عقب إسقاط الطائرة الأوکرانیة.

وبغض النظر عن إهمال النظام الإیراني وتکتمه حول فیروس كورونا، يجب أن نضع نقطتين في الاعتبار حول تفشي هذا المرض.

أولاً: على الرغم من أن عدد الوفیات الناتجة عن الفيروس لا يتجاوز 2 في المائة، خلافًا لرأي بعض الخبراء، فإن وفاة شخصين في الأيام القليلة الأولى لا تعني بالضرورة أن 100 شخص على الأقل قد أصيبوا في إيران.

ثانيًا: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُظهر بعض حالات الإصابة بکورونا أنها قد لا تكون بالضرورة مرتبطة بالصين، وهو ما یثیر المزید من القلق بشأن انتشار فيروس کورونا في العالم. ومن ناحية أخرى، یبرر إلی حد ما، إهمال إيران بشأن المسافرین الصینیین.

ومع ذلك، عندما نشاهد تقدير نظام الجمهورية الإسلامية لحياة مواطنيه بالشكل الذي جرى في أحداث نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وما أعقبها من إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، فما هي الأهمیة التي يمكن أن نتوقع من هذا النظام أن یولیها لصحتهم حتى لا يقعوا ضحية لسياساته الاستبدادية.

صحافي ومحلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More