تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

قاسم سليماني على لسان مضيّفيه الأفغان

في واشنطن، يصف البعض القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي تم قتله في قصف أميركي بالعاصمة العراقية بغداد، فجر الجمعة الماضي، يصفونه بأنه رجل خطير، كما لو "أدمجتم كلا من ديفيد بترايوس، وستانلي مكريستال، وبرت مكغورك، في شخصية واحدة".

وقد تتم الإشادة بهؤلاء الجنرالات الثلاثة والنخب الأميركية بوصفهم يملكون عقلا عسكريا مدبرا، ومهارات استخبارية، وقدرات حربية.

أما إيران فقد صنعت من قاسم سليماني أسطورة وبطلا قوميا.. ولكن بعيدا عن النظر لسليماني من منظور الصديق والعدو، لنرَ كيف وجده أولئك الذين عملوا معه عن كثب صباح مساء..

يشار إلى أن أفغانستان هي إحدى الساحات الأجنبية التي شارك في معاركها الجنرال قاسم سليماني. وبغية معرفة المزيد عن سليماني أجرينا محادثات مع عدة جنرالات عسكريين من أفغانستان استضافوه في بلادهم، ولا يرغب هؤلاء القادة العسكريون الأفغانيون بالكشف عن أسمائهم نظرًا لحساسية الموضوع، علمًا بأن نزاعات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بدأت في أوائل الثمانينيات منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان وبدء النزاع المسلح هناك.

وكانت إحدى المهام الرئيسية الأولى التي اتخذها فيلق القدس هي إنشاء المجموعات المجاهدة من شيعة أفغانستان والتي تسمى الأحزاب الثمانية، وقد تحالفت لاحقا مع حزب الوحدة الإسلامي.

ولكن نظرا للأغلبية السنية في أفغانستان فإن فيلق القدس لم يكتف بالشيعة في هذا البلد وقام بتوسيع علاقاته الوثيقة أيضا مع المجموعات السنية هناك.

وكان لفيلق القدس أيضا علاقات قديمة مع حزب الجمعية الإسلامية الأفغانية بزعامة صلاح الدين رباني، وهو رئيس أفغانستان الأسبق، وأحمد شاه مسعود القائد العسكري الشهير للمجاهدين.

ومن الأسماء الإيرانية المألوفة لدى العسكريين الأفغانيين يمكن الإشارة إلى سيد حسين موسوي، قائد مقر أنصار، وإسماعيل قاآني القائد الجديد لفيلق القدس، وقاسم سليماني.

ومنذ سقوط النظام المدعوم من الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وانتصار المجاهدين، بدأ الجنرال سليماني الذي كان يولي اهتماما خاصا بالجارة الشرقية لإيران، بتكثيف زياراته إلى المناطق الأفغانية المختلفة.

ولكن سرعان ما فرضت حركة طالبان الأفغانية سيطرتها على جزء كبير من البلاد، ودعم فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني محور المقاومة في أفغانستان الذي كان يرأسه أحمد شاه مسعود.

وبعد تسلط طالبان على كابول، انتقل مركز المقاومة إلى شمال أفغانستان في ولاية بنشير وكان سليماني ضيفا على الأفغان هناك أيضا.

ويقول المضيف الأفغاني الذي استضاف قاسم سليماني، إن "سليماني كان رجلا حميما. لقد قيل الكثير عن شجاعته وبسالته. ولكن القائد سليماني لم يكن قائد عمليات، بل كان مجرد داعم لوجستي. على سبيل المثال هو لم يقاتل أبدًا في جبهة الحرب في أفغانستان أو العراق. وفي كل مرة كان يذهب فيها إلى الخط الأمامي للجبهة كان يبرح المكان بعد لحظات من الحضور فيه. ولم يبق في الساحة. كان سليماني بالنسبة لنا في الواقع مصدر مال وذخيرة".

ويقول قائد عسكري أفغاني آخر كان قد التقى سليماني عدة مرات، وتناول معه وجبات العشاء والغداء على مائدة واحدة، يقول: "إن فيلق القدس ليس قوة ملموسة. هؤلاء في الواقع ضباط عسكريون يلعبون دورا استشاريا ودور المعلم. والقوات المحلية هي التي تتولى في الواقع قيادة الحرب سواء في أفغانستان أو العراق أو سوريا. هؤلاء مجرد معلمين. يقومون بتنظيم الألوية والفرق. أو يقومون بإرسال أدواتهم من أجل الدعم. يرسلون وحداتهم الصغيرة إلى دول مثل أفغانستان والعراق ويبذلون مساعدات في الشؤون الخاصة. إنهم متخصصون في صناعة الألغام والانفجارات والأسلحة الثقيلة حيث يقومون بتدريب الآخرين في هذه المجالات".

ولكن النجاحات التي يحققها الأشخاص تحت قيادة سليماني في العراق وسوريا وأفغانستان ليست قليلة.

ويرى القادة العسكريون الأفغان أن هناك سببين اثنين وراء تلك النجاحات، "الأول الشخصية الحميمة لسليماني الذي كان يمكن أن يكتسب ثقة الآخرين بسهولة عبر شخصيته هذه. وكان يتصرف باحترام مع حلفائه الأفغان؛ حيث كان يتناول الطعام على موائدهم بكل راحة. وكان سليماني يتمتع بقدرة ملحوظة في مجال التمهيد لعمليات وقف إطلاق النار والتعاون بين القوات المختلفة. ولكن الأهم من ذلك القدر الكبير من الموارد المالية والعسكرية الوافرة التي كانت متاحة لسليماني".

ويضيف قائد أفغاني آخر أن سليماني يمتلك مفتاح احتياطيات الجمهورية الإسلامية.، علمًا بأن للموارد المالية أولوية ملحوظة في الحروب المتطورة الإقليمية التي تشارك فيها إيران.

وليس من الواضح تماما مبلغ ميزانية فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يُعتبر الذراع الإيرانية خارج حدودها، ولكن الحكومة الإيرانية أضافت خلال الأسبوع الماضي 200 مليون يورو على ميزانية فيلق القدس، وقد سهلت هذه الميزانية وصول فيلق القدس إلى مختلف المجموعات والأفراد على جميع المستويات من التيارات والشرائح المختلفة؛ فعلى سبيل المثال، تستضيف إيران حركة طالبان الأفغانية في طهران، في الوقت نفسه الذي تقيم فيه علاقات وطيدة مع الحكومة الأفغانية، كما التقى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مؤخرا مع الملا عبد الغني برادر، القائد العسكري في حركة طالبان والرجل الأول في هذا التنظيم، وأجرى معه مباحثات ثنائية.ويقول القادة العسكريون الأفغانيون إنه بفضل الإنفاقات الضخمة الإيرانية، فإن علاقة طهران بحركة طالبان تتم على مستويات عالية.

وهكذا فإن الملا أختر محمد منصور، زعيم طالبان الأسبق الذي تم قتله سابقا خلال قصف أميركي، كان قد زار إيران 5 مرات، وقالت مصادر لقناة "إيران إنترناشيونال" إن القائد موسوي استضاف زعيم حركة طالبان أيضا.

إن لعبة فيلق القدس متعددة الأطراف، تتمثل بإجراءات متناقضة، منها العلاقات مع الحكومة الأفغانية، واستضافة طالبان، وإنشاء لواء فاطميون الشيعي من بين الشريحة الأفغانية العاملة في إيران.

وأكد هذا الجنرال الأفغاني أن كل هذه الإجراءات ليست من إنجاز شخص واحد، ولا يمكن أن نكتب جميع هذه الخطط والبرامج في سجل قاسم سليماني.

وأوضح: "سليماني لم يكن استراتيجيا. كان الكثير من الجنرالات والضباط والمفكرين الاستراتيجيين الإيرانيين يرسمون له خططا من طهران. لم يكن هذا الشخص الذي كان يسيطر على كامل ميزانية إيران في الخارج، عبقريا".

وتابع هذا القائد الأفغاني أنه لما زار سليماني وفيلق القدس أحمد شاه مسعود تأثروا بتخطيطاته وبرامجه.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد مقتل قاسم سليماني إثر قصف جوي أميركي في بغداد، عيّن المرشد الإيراني مساعد سليماني، الذي كان عمل في أفغانستان لعدة سنوات، عينه قائدا لفيق القدس خلفا لسليماني. والجدير بالذكر أن قاآني الذي زار أفغانستان مرتين على الأقل خلال العامين الماضيين، يعرف هذا البلد عن كثب.

ويضيف القادة العسكريون الأفغانيون أنهم لا يعتقدون أن هذا التغيير سيحدث تطورًا ملحوظًا في أوضاع بلادهم، مؤكدين: "إن فيلق القدس هيكل كلي يدير سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة. عندما يعينون قاآني ويتعرف على الشخصيات المؤثرة في المنطقة، سوف يعمل مثل سليماني. فمن وجهة نظر إيران لا يعتمد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية برمته على فرد واحد".

 

إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More