تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

أزمة كورونا.. وتصاعد العنف المنزلي ضد النساء في إيران

إن أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) لم تجعل المنزل ملاذًا آمنًا، بل جعلته محلاً للتهديد والإيذاء والعنف الجسدي والنفسي لكثير من النساء، لدرجة أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر في رسالة بالفيديو من تزايد العنف ضد المرأة، وقال إن كثيرًا من النساء تعرضن للعنف في منازلهن التي من المفترض أن تكون المكان الأكثر أمانًا لهن.

ووفقًا لإحصاءات وبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن واحدة من كل ثلاث نساء معرضة لخطر العنف الجسدي أو الجنسي، وأكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا في العالم تتعلق بالنساء، وقد أبلغت الكثير من الحكومات عن زيادة في عدد حالات العنف المنزلي أثناء الحجر الصحي.

وفيما يلي، ننقل الروايات التي روتها نساء معنفات إلى "إيران إنترناشيونال"، وبسبب القيود، تم اقتباس بعض منها فقط.

 

روايات من النساء المعنفات

مهناز عمرها 33 سنة وأم لطفلين. قالت لـ"إيران إنترناشيونال" عن تجربتها مع العنف المنزلي: "لقد عوقبت بشدة لمدة 13 عامًا جسديًا وعقليًا بسبب خطيئة لم أرتكبها، ولم تدعمني أسرتي على الإطلاق، وفي النهاية، إذا رأوا رأسي ووجهي المصابين بكدمات، يقولون: أنتِ امرأة فاذهبي واعتذري منه واكسبي ثقته".

وقالت مهناز: "إنني أعاني من العنف المنزلي كل أسبوع، من الإهانات والإذلال إلى العنف الجسدي والكدمات الجسدية، وتصاعد هذا العنف خلال فترة الحجر الصحي"، مشيرة إلى أنها أصيبت بحالة من التوتر عند سرد هذه القضية.

وأضافت أنها امرأة تبلغ من العمر 33 عامًا ولديها طفلان وليس لها استقلال مالي، عملها الأول والأخير هو الطبخ ورعاية الأطفال، وليس لديها خيار سوى تحمل العنف.

هدية البالغة من العمر 30 عامًا ووالدها عسكري متقاعد ومريض نفسي. قالت عن تجربتها مع العنف المنزلي: "نتيجة لاعتداءات والدي، لم يبق جزء من جسدي وجسد والدتي لم يصب بكدمات، ونتيجة لهذه الاعتداءات، تم كسر ذراعي، ورجلي والدتي، وأنفي، عدة مرات، لذلك اضطررت لإجراء عملية، ولكن تم كسره بعد العملية مرة أخرى. بسبب عنف والدي، لفظنا جميعُ أصدقائنا وعائلتنا.. لقد قال الناس مرارًا وتكرارًا سنساعدك ثم تصرفوا بشكل مختلف".

قالت هديّة إنها تود الموت بدلا من هذا الوضع، وأضافت: "يعاني والدي من انهيار عصبي مع أبسط المشاكل، وتخيل أننا يجب أن نخبئ أنفسنا في منزل بمساحة 60 مترًا، وخلال فترة الحجر الصحي، اشتد هذا السلوك العنيف ضدي وضد أمي، وكانت هناك مضايقات نفسية وجسدية أكثر من أي وقت مضى".

وقالت إنه بعد متابعتهما في مكتب نائب البرلمان وعدوا بالمساعدة، ولكن بمجرد أن خرجت، تلقت رسالة تسألها عما إذا كانت ترغب في زواج المتعة؟

سبيدة تبلغ من العمر 37 عامًا وأم لتوأمين، فتاة وصبي. زوجها مدمن على المخدرات منذ 14 عامًا. وقالت عن تجربتها: "قبل أبريل (نيسان) من هذا العام، بدأ زوجي في تخفيض استهلاك المخدرات. وقال منذ أيام إنه ينوي التوقف عن تعاطي المخدرات إلى الأبد، ومنذ ذلك الحين، إما أن ينام أو يضربني وطفليّ تحت عناوين مختلفة، وخلال فترة الحجر الصحي هذه، كان يلاحقني أنا وابني ليطعننا بالسكين، وفي النهاية كنا محظوظين وتركنا".

سحر عمرها 29 سنة وأم لطفلين. أرسلت سحر صورًا لوجهها وعينيها مصابتين بكدمات نتيجة للعنف المنزلي، وقالت إنه خلال تفشي كورونا في هذه الأيام كانت ضحية للعنف الجسدي من قبل زوجها عدة مرات.

وقالت إنها اتصلت بقسم الطوارئ الاجتماعية عدة مرات في ثلاثة أيام، لكن الخطوط كانت مشغولة، وبعد ذلك أرادت الاتصال بالشرطة ولكن زوجها هددها بالقتل وقال لها سأقتلك هنا وأدفع الفدية.

 

النساء لا يتمتعن بالدعم القانوني

أدت الأعراف والتقاليد القديمة في إيران إلى أن تكون حقوق الإنسان الأساسية للمرأة الإيرانية، مهمشة، وفي ضوء هذه القوانين غير المتساوية والقيود الاجتماعية والتمييز الممنهج أصبح العنف ضد المرأة أمرا شائعا وطبيعيّا.

وفي هذا السياق، قالت الناشطة في مجال المساواة بين الجنسين، سمانه سوادي في تصريح أدلت به إلى قناة "إيران إنترناشيونال": "ما زال في بعض مناطق إيران، يصطف الأشخاص في ليلة الزفاف خلف باب غرفة العروس والعريس لرؤية المنديل الملوث بالدم. كما يقومون بالإدلاء بوجهات نظرهم حول الإنجاب. ولكن من أجل قمع النساء وإسكاتهن، يؤكدون على ضرورة كتم القضايا التي تتعلق بالعنف الأسري. هذا يؤدي إلى أن تضطر النساء إلى التزام الصمت في هذا الخصوص. وكل هذه الأحداث تمنع ظهور حالات العنف ضد المرأة على الملأ، وتؤدي بالتالي إلى أن يكون هذا الموضوع على الهامش".

وتابعت سوادي: "وفقًا للقوانين الإسلامية والإيرانية، فإن رئاسة الأسرة هي من واجبات الرجل. وعلى هذا الأساس، يمكنه معاقبة أعضاء الأسرة وتوبيخهم. نحن نواجه قانونا وشرعا يسمح للرجل بقتل المرأة دون قصاص إذا وجدها تمارس الجنس مع رجل آخر. فكل هذه القوانين الشرعية والعرفية والقانونية والثقافية تعرقل عملية إقرار قانون يدعم المرأة".

 

أسباب تصاعد حالات العنف خلال الحجر الصحي

أعلن مدير عام مركز الاستشارات والشؤون النفسية في إيران، بهزاد وحيدنيا في 31 مارس (آذار) الماضي عن ارتفاع إحصاءات الخلاف بين الزوجين لثلاثة أضعاف.

وحول ارتفاع نسبة العنف خلال فترة الحجر الصحي، قالت سوادي: "من بين النساء من كانت تمر بفترة علاقات غير سليمة وعنيفة، ولكن كانت تبتعد عن هذه البيئة لساعات في اليوم من أجل العمل أو زيارة الأصدقاء أو الأقارب.. أما في أوضاع الحجر الصحي فهن مضطرات إلى البقاء في المنزل مع المعتدي عليهن.. وبالنظر إلى أن الضغوطات النفسية والاقتصادية السائدة على المجتمع من شأنها أن تؤثر على طاقة تحمل الأشخاص فحتى أولئك اللواتي لم يتعرضن للعنف من قبل، من الممكن أنهن واجهن هذه الظاهرة".

وأضافت سوادي: "البقاء في المنزل يعني مضاعفة الأعمال لكثير من النساء، فالعمل عن بُعد مع مؤسسات عملهن أثناء الحجر الصحي، والعمل في البيت وتعليم الأطفال بإمكانه أن يضاعف الضغوط على المرأة، ومن شأن هذه الضغوط أن تجعل بعض النساء يدركن الأدوار الواهية التي كن قد اضطررن لقبولها سابقا، وإذا كان الرجال لا يرغبون في المشاركة في هذا الأمر، فقد يتسبب ذلك في خلاف بينهما".

وتعتقد سوادي أن خصوصيات كثير من الأشخاص تم تقييدها في الوقت الحالي بسبب الحجر، وقد تؤدي هذه الظاهرة إلى ضغوط نفسية على الشخص، وقد يلجأ الأشخاص الذين لا يستطيعون السيطرة على هذه الضغوط، إلى العنف، لتفريغ انفعالاتهم.

 

مواجهة العنف الأسري

وكما كان العنف المنزلي، على مر الأيام، أحد أكثر المعضلات الاجتماعية حدة وقسوة، فإن كيفية مواجهته في غياب الدعم القانوني الحكومي، أصبح أحد هواجس نشطاء حقوق الإنسان.

وبهذا الخصوص، أوضحت سوادي: "للأسف في إيران لا توجد إجراءات لدعم ضحايا العنف، ولم تتلقَ النساء تدريبا كافيا للدفاع عن أنفسهن ولم يتم تدريبهن على الرعاية الذاتية. ولكن ربما يكون أفضل خيار خلال هذه الأيام هو السعي إلى عدم حدوث مشكلة وشجار، وإذا كانت هناك سيدة تعرف أنها تعيش مع زوج معنف ومؤذٍ، فعليها أن تبذل قصارى جهدها لعدم حدوث شجار بينهما".

وحثت سوادي النساء على إبلاغ الأصدقاء والأقارب والجيران بحدوث حالات العنف في منزلهن إذا لزم الأمر، أو القيام بإجراء اتصال مع الطوارئ الاجتماعية لمساعدتهن في الحالات الحرجة، علمًا بأن أزمة تفشي فيروس كورونا، أثارت مخاوف بشأن المستقبل، وأدت إلى أن تكون التوقعات لتحسين الأوضاع وانخفاض العنف ضد المرأة، غامضة ومبهمة.

 

إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More