تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

أخطاء استراتيجية لا مفر منها للجمهورية الإسلامية

لم تواجه الجمهورية الإسلامية أبدًا تحديات في السنوات الأربعين الماضية، مثلما تواجهها الآن. وهذه التحديات كبيرة بحيث يحاول المسؤولون التغلب عليها من خلال اللجوء إلى تشييع الجنازة والمبالغة فيها.

ويمكن تسمية الجمهورية الإسلامية بـ"نظام خلق الأزمات"، و"العیش في الأزمات". لكن عدد الأزمات وتواترها ومداها وصل إلى نقطة هزت أسس النظام المتهرئة من الداخل. 

وفي مواجهة أي احتجاج شعبي، قام النظام- قبل کل شيء- برفع السلاح واعتقال الآلاف من المواطنین. 

ولم يواجه النظام فقط ثلاث أزمات خطيرة مثل الشرعية والسلطة والنفوذ، منذ ما يقرب من عقدين، بل واجه أيضًا أزمات مثل انعدام الثقة وعدم الكفاءة والفساد الهيكلي.

لقد وصلت الجمهورية الإسلامية إلی سدة الحكم استنادا إلى المعتقدات الشیعیة بثلاثة أحلام جوفاء من العدالة الإسلامية، وإحياء الخلافة الإسلامية، ووضع الأساس لحكومة عالمية موحدة، وفي البداية، حظيت بدعم الإسلاميين الشيعة من مختلف التوجهات، وحتى من بعض القوى الماركسية اليسارية والقومية، لكن ماذا حدث بعد أربعة عقود من الزمان لتدخل الحكومة في هذا الوضع البائس؟ 

ينبغي البحث عن الجواب في الأخطاء الاستراتيجية للحكومة.. هذه الاستراتيجيات سعت إلى حكم الدين والحفاظ عليه، ولكن النتیجة کانت عكسیة، مع التعريف الذي یقدمه رجال الدين الشيعة وحرسهم الثوري عن الحكومة في عالم اليوم (الاستبداد الشمولي، والهيكل المافيوي، وتوسيع النفوذ الإقليمي، والعداء للولايات المتحدة والغرب). 

 

برنامج أسلحة الدمار الشامل

لم تتعرض إيران للضربات النووية أو التنافس النووي، سواء أثناء الحرب مع العراق أو بعدها، لجعل العالم يشعر بأن البرنامج النووي الإيراني دفاعي؛ حيث إن الجمهورية الإسلامية سیئة السمعة لدرجة أن لا أحد یصدق أن دافعها هو التقدم العلمي. 

إلى جانب هاتين المسألتين، فإن طموح إيران في أن تصبح قوة عظمى في عالم اليوم يرتبط أيضًا ببرنامجها النووي، حيث إن الحكومة التي كان القضاء على بلد آخر، والإرهاب، وعدم الاستقرار، جزءًا لا يتجزأ من برنامجها وسلوكها، لا يمكن أن تمضي قدمًا في برنامجها هذا، دون تحد من هذا النوع.

لقد بذلت الحكومات الغربية قصارى جهدها لإرضاء الجمهورية الإسلامية في سعيها لتصبح دولة "طبيعية"، لكنها لا تستطیع التسامح مع برنامجها النووي، فقد تغفو الحكومات الغربية (مثل أوباما وشركائه الأوروبيين) من حين لآخر، وتعتقد أنها من خلال بعض المكافآت، تستطیع السیطرة على البرنامج النووي للنظام، لكن قد تتولى السلطة حكومات أخری ولا تكون بهذه السذاجة.

في ظل هذه الظروف، سيتحول البرنامج النووي إلى كارثة بالنسبة للنظام الإيراني، بدلاً من إيجاد سلم لـ"قوة عظمى"، وهو ما حدث أثناء فترة ترامب. كما أن الحكومات الأوروبية، التي لا تزال تتعرض للإهانة من قبل مرشد الجمهورية الإسلامية، وآخرها کان في صلاة الجمعة 17 يناير (كانون الثاني)، ستنتهج حتمًا طريق ترامب. وکان يمكن للجمهورية الإسلامية، مثلها مثل العشرات من الأنظمة الاستبدادية والديكتاتوريات الأخرى أن تعيش من دون برنامج نووي وتعمل الحكومات الغربية معها.

 

انعدام المجازفة السياسية

إن الرقابة التصحیحیة، وتضخم الهيئات غير المنتخبة، والقمع السياسي الواسع النطاق للمنشقين والنقاد، وتحويل المعلومات إلى دعاية سياسية، تهدف کلها إلی خفض المخاطر السياسية على حكومة ولاية الفقيه إلى الصفر، حيث إن الحكومات التي تسعى إلى عدم المخاطرة السياسية تغلق جميع الأبواب، وبسبب إغلاق الأبواب، تختنق تدريجيًا؛ فالجمهورية الإسلامية، تعاني من القمع الذي فرضته على الشعب الإيراني لمدة أربعين عامًا، أكثر من معاناتها من المعارضين والأعداء الوهميين. 

هذا الاختناق المفروض، بالطبع، أصاب الحكومة نفسها، لأن الناس يلجأون إلى طرق بديلة للحصول على المعلومات. والنظام ليس مستعدًا لإعادة النظر في هذا المجال، حتی في أحرج الظروف؛ ولهذا السبب، لم يكلف علي خامنئي نفسه حتى بذكر المشاركة السياسية للجماعات المختلفة، عشية بیعة 2020 (الانتخابات البرلمانیة).

 

ربط الأمن القومي بالتوسع

إن سياسة "تصدير الثورة" و"دعم حركات التحرير" في العقد الأول والرابع للجمهورية الإسلامية وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات أدت إلى "توسع النفوذ والعمق الاستراتيجي". وهذا يعني خلق تهديد ومخاطر دائمة للجيران ودول المنطقة، وبالطبع فإن هؤلاء الجيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي لو واجهوا أوضاعًا كهذه وسيسعون إلى خلق مآزق ومشاكل لحكومة متمردة مثل حكومة إيران.

إن مشكلة إيران في الوقت الحالي مع جميع دول المنطقة (حتى مع تلك البلدان التي ليس لديها عداء دائم معها) هي أن جميع البلدان تنظر إلى النظام الإيراني باعتباره تهديدًا كامنًا. ولهذا السبب لا يوجد للنظام الإيراني حليف وصديق دائم في منطقة الشرق الأوسط ولا حتى بين جيرانه، علمًا بأن بلدان المنطقة من وجهة نظر إيران، هي كالتالي: 

  • خدام أميركا (والتي من المقرر أن تكون أعداء لإيران، مثل بعض دول الخليج). 
  • وحكومات أخرى اتخذت مسارًا متمردًا، ولكنها لم تهدم كل الجسور (تركيا وقطر). 
  • وحكومات معدمة وذات مجتمعات مدمرة (العراق وسوريا واليمن). 

ونجد أن الجمهورية الإسلامية تنشط بشدة في المجموعة الثالثة لهذه الدول وفي نهاية المطاف تتسبب في تدمير نفسها.

ويرى المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن مسار أمن البلاد يكمن في سياسة التدمير والتوسع التي ينفذها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قال خامنئي في 17 يناير (كانون الثاني) الحالي: "إن هؤلاء الشباب الشجعان بالطبع يذهبون لنصرة فلسطين والمناطق الأخرى، ولكنهم في الواقع يوفرون الأمن للوطن العزيز على الإيرانيين".

في الحقيقة تفتقر الجمهورية الإسلامية في مجال الأمن القومي إلى أي خطط دفاعية، وتوظف "التهديد بالقصف الصاروخي" كقوة رادعة. ولكن في حالة الهجوم العسكري، فإن الصواريخ والطائرات المسيرة التي تم شراؤها من كوريا الشمالية وروسيا سيكون لها نطاق محدود.

 

محو الهوية

أدت سيطرة الحرس الثوري والمرشد الإيراني الكاملة على اقتصاد البلاد إلى أن لا يعقد نحو 80 في المائة من الشعب الإيراني آمالهم على الاقتصاد الوطني. علمًا بأن هؤلاء الـ80 في المائة ليست لهم أي حصة من الاقتصاد الوطني سوى الحزم المعيشية والدعم الحكومي والرواتب المتدنية للموظفين والعمال ورواتب المؤسسات الإغاثية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. 

إن هذا النظام الاقتصادي غير مستدام في أي بلد، وفي يوم من الأيام سنرى قيام الشعب الذي يجهل مستقبله ولا يملك أرضًا ولا رأس المال ولا عملا ولا كرامة، ضد هذه الشريحة الفاسدة.

هذا إلى جانب أن الجذور الثقافية والاجتماعية للشعب الإيراني أخذت تنهار من خلال تحويل الثقافة الوطنية إلى الدعاية الدينية، وتحويل العلاقات الاجتماعية إلى مراسم دينية حكومية. وأن السبب الذي قاد ملايين الإيرانيين إلى مغادرة البلاد بسهولة هو لأنهم بدأوا يشعرون بأنهم ليست لديهم جذور في هذه الأرض.

لقد حطم النظام الإيراني عراقة معظم الشعب الإيراني، ولكن علي خامنئي وأقاربه فرحون بكذب الحشود البالغ عددها 10 ملايين نسمة والتي جاءت لتشييع جثمان سليماني، على حد تعبير المرشد الإيراني، فقد قال خامنئي إن الحشود التي شيعت قاسم سليماني يصل عددها إلى 10 ملايين شخص في حين أن إجمالي عدد سكان المدن الخمس التي تم تشييع سليماني فيها يصل إلى 14 مليونًا فقط.

 

افتقار النظام للعقل المدبر

الجمهورية الإسلامية في الخارج مدت يدها أكثر من طاقتها، وفي الداخل وسعت رقعة القمع إلى حد شمل حتى أوفى المؤمنين بها، كما أساءت استخدام القيم الدينية والوطنية إلى حد أشرفت معه احتياطياتها على النفاد.

واليوم، تأخذ جميع الأخطاء الأربعة المذكورة أعلاه مع تداعياتها الواسعة بتلابيب النظام الإيراني:

العقوبات الأميركية بسبب البرنامج النووي، والفقر والبؤس الداخلي بسبب سياستها التوسعية والتقاعس والفساد، وتراجع شعبية الإصلاحيين الاجتماعية والسياسية بين المواطنين بسبب الاختناق السياسي، ووجود ملايين الإيرانيين المستائين في الداخل والخارج بسبب ضياع جذورهم الثقافية والاجتماعية.

إن النظام الإيراني يفتقر إلى نقاط ارتكاز ذات آفاق طويلة المدى، وإلى القدرة على تغيير الاتجاهات والمسارات. وكان تصور السلطات الإيرانية هو أنها تستطيع مواصلة حياتها من خلال ماكينة القمع والدعاية في الداخل، ودعم الميليشيات الشيعية في المنطقة، والسلاح النووي واللوبيات في العالم، وذلك دون هياكل اقتصادية ومالية موثوقة، ودون الحد الأدنى من الرضا الشعبي الذي يعتمد عليه كل نظام في العالم.

وكلما وجد المرشد الإيراني نفسه في مأزق يكثر من استخدام الأدوية السابقة التي فقدت مفعولها إلى حد بعيد؛ ففي خطبة صلاة الجمعة الماضية وبعد ثماني سنوات من الغياب، عرض تلك الوصفة السابقة التي هي الدعاية السياسية (وصف تشييع جثمان سليماني بأيام الله)، واعتبار أن المعارضين مخدوعون، دون تقديم أي رؤية مستقبلية للخروج من الأزمة.

 

محلل سياسي
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More