جلسة مساءلة ظريف كانت العنوان الأبرز في الصحافة الإيرانية ليوم الاثنين، حيث شهدت مشادات كلامية واتهامات ضد وزير الخارجية الإيراني من نوّاب بارزين مثل مجتبى ذو النوري، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان .

صحيفة "سازندكي" اختارت عنوانها الرئيسي بخط عريض باللون الأحمر من جلسة مساءلة ظريف في البرلمان: "الليبرالي والثوري في قارب واحد"، أما صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية فكتبت عبارة تهكمية قالها ظريف في آخر كلمته، مخاطبًا النواب: "شكرًا لاستضافتكم". بينما كتبت "آفتاب يزد": "هذا ما كنا نتوقعه". فيما عنونت "رسالت" الأصولية بـ"انتهاء حصة الإنشاء" لتشير إلى هجوم البرلمانيين على ظريف وعدم سماحهم له بإكمال خطابه. أما "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري فعنونت عن خطاب ظريف بـ"كذب".

وبجانب هذا الحدث سلطت صحف أخرى الضوء على دعوات برلمانيين لمساءلة روحاني على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار قياسي جديد في سعر صرف العملة الإيرانية أمام الدولار الأميركي، وعنونت صحيفة "جهان صنعت" بـ"تحت المقصلة"، فيما كتبت "ستاره صبح": "روحاني وظريف تحت مقصلة البرلمان". أما "عصر إيرانيان" فعنونت بـ"ليأتِ روحاني إلى البرلمان لشرح الأوضاع الاقتصادية".

فيما تطرقت صحف أخرى إلى حالة الغلاء والارتفاع الرهيب الذي تشهده الأسواق، والانهيار اليومي للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، حيث عنونت: "آفتاب اقتصادي" بـ"التنافس بين البورصة والدولار"، مشيرة إلى أن هذا التنافس هو السبب الرئيسي في الارتفاع الذي يشهد سعر الدولار في إيران. أما عنوان "أبرار اقتصادي" فكان "انفعال الفريق الاقتصادي للحكومة عامل ارتفاع العملات الصعبة"، فيما تساءلت "ستاره صبح" عن أسباب فشل قرارات الحكومة وإجراءاتها للسيطرة على الاقتصاد، وعنونت: "تسابق الأسعار واللجان عديمة الفائدة".

وعنونت "اسكناس" بـ"السيطرة على السيولة علاج أزمة الاقتصاد". وكتبت "آرمان ملي": "الأسواق لا تريد أن تهدأ".

وتوقفت صحف أخرى على أزمة كورونا المتفاقمة في إيران بعد تسجيل رقم قياسي جديد، أمس الأحد، حيث بلغ عدد الوفيات 163 شخصًا، خلال 24 ساعة فقط، وتطرقت الصحف لهذا الأمر، حيث عنونت "جوان" بـ"تسجيل رقم قياسي جديد في أقل من أسبوع". وأوضحت الصحيفة أن النظام الصحي في البلاد بدأ شيئا فشيئا بفقدان السيطرة على الأزمة، مشيرة إلى تأثير تراجع رعاية التوصيات والتعاليم الطبية من جانب المواطنين وكذلك فتح الاقتصاد ورفع القيود من جانب الحكومة، على تفاقم الوضع فيما يتعلق بانتشار الفيروس.

أما صحيفة "صداي اصلاحات" فعنونت بتصريح لأحد البرلمانيين يقول فيه عن كورونا "300 وفاة يوميًا في إيران جراء فيروس كورونا"، وأكد البرلماني للصحيفة أن إحصائيات وزارة الصحة أقل بكثير من الأعداد الحقيقية لضحايا الفيروس.

يمكننا الآن أن نطالع تفاصيل بعض أخبار الصحف الصادرة اليوم الاثنين:

"إيران": البحث في المصالح الوطنية أم خلق أزمة داخلية؟

كتب رامين طهماسبي، مستشار وزارة الخارجية الإيرانية، مقالا في صحيفة إيران الحكومية دافع خلاله عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بعد تعرضه لانتقادات شديدة في جلسة البرلمان. وقال طهماسبي في المقال إن منتقدي الخارجية يتجاهلون عدة حقائق، من بينها أن السياسة الخارجية، لا يتم تعيينها في جهاز الخارجية، بل إن مجلس الأمن القومي الإيراني هو الجهة المسؤولة عن هذا المجال بعد موافقة السلطات العليا في البلاد.

ثم تطرق مستشار الخارجية الإيرانية إلى الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة بشكل عام وجواد ظريف بشكل خاص في قضية الاتفاق النووي. وقال إن المنتقدين يتجاهلون السبب الرئيسي وراء الأزمة الاقتصادية الحالية في البلاد، حيث إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحب من الاتفاق النووي بشكل أحادي، وقرّر عودة العقوبات. وهو أمر لا علاقة له بالاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الخمس، بل بنهج ترامب وسياسته أمام الاتفاقيات العالمية. وحذّر الكاتب من حدوث فجوة وخلاف بين الحكومة والبرلمان، لا سيما في الظروف الحالية، حيث تحاول وزارة الخارجية تنفيذ سياساتها لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية.

أما "كيهان" الأصولية فقد بررت موقف البرلمانيين من ظريف، وقالت إن لهم الحق في الاعتراض أثناء كلمة ظريف، وانتقد رئيس تحريرها  حسين شريعتمداري المقرب من المرشد محاولة ظريف تحميل خامنئي المسؤولية في فشل الخارجية، وقال إن وصف خامنئي سابقا لظريف بالصادق والشجاع لا يعني أن المرشد يؤيد أداء الخارجية، مضيفًا: "بعبارة أخرى فإن المرشد يقول إنك إنسان جيد ومؤمن إلا أنك قد خُدعت وغشك الأميركان".

"صداي اصلاحات": انهيار الاتفاق النووي سبب تدهور الوضع الاقتصادي

أشارت صحيفة "صداي اصلاحات" إلى الوضع الاقتصادي في البلاد وأسباب الارتفاع في الأسعار، وعلّلت الصحيفة ما يشهده الاقتصاد الإيراني من تدهور كبير بعامل رئيسي هو انهيار الاتفاق النووي.

وذكرت الصحيفة أنه ومنذ أن أبرم الاتفاق النووي تنفس الاقتصاد الإيراني الصعداء، ودبت الحياة من جديد في الأسواق وهدأت الاضطرابات، لكن وعند مجيء ترامب وخروجه من الاتفاق النووي عاد كل شيء إلى الخراب من جديد. ورأت الصحيفة أن الحكومة بعد فشلها في إبقاء الولايات المتحدة الأميركية في الاتفاق النووي كان يتوجب عليها أن تستقيل لأن وجود هذه الحكومة سيجلب مزيدًا من الأضرار على الاقتصاد الإيراني.

وأشارت الصحيفة إلى تجربة بريطانيا والبريكست، حيث إن الحكومات هناك تبقى في الحكم بقدر ما تستطيع أن تضمنه من نجاح، ولو عجزت حكومة ما عن تحقيق ما تسعى إليه فإنها تستقيل، حيث استقال ديفيد كاميرون بعد عجز حكومته عن إقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك استقالت تيريزا ماي على خلفية عجز حكومتها في إيجاد صيغة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

"اقتصاد سرآمد": إيران.. خطوات عن العطش

أوضحت صحيفة "اقتصاد سرآمد" أن إيران تسير نحو الظمأ والعطش في ظل التغير المناخي الذي يحدث في المنطقة، حيث إن سقوط الأمطار ليس له نظام خاص وهذا الأمر يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث سيول جارفة في بعض فصول السنة وجفاف مميت في فصول أخرى.

ونوّهت الصحيفة إلى أن عدم إدراك مفهوم الجفاف يؤدي إلى تردد في السياسات وكساد في قطاعات اقتصادية وإدارية وتشريعية في البلاد.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين في إيران بدأوا يحذرون من الاستخدام المفرط للمياه، حيث تضاعفت نسبة استخدام المياه 11 مرة، خلال هذا العام فقط، في الوقت الذي شهدت فيه السدود تراجعًا في كميات مياهها 5 في المائة مقارنة بالعام الماضي.