يواصل سعر الدولار الارتفاع وتسجيل أرقام قياسية كل يوم، على حساب التومان الإيراني، وقد تخطى، أمس الاثنين، حاجز الـ23 ألف تومان مسجلا سابقة تاريخية في الاقتصاد الإيراني. وبطبيعة الحال يترك ارتفاع الدولار آثاره بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني وحياة المواطن الذي يشكو إهمال الحكومة لوضعه المعيشي وعدم اتخاذها إجراءات ملموسة في هذا المجال.

وتعليقا على صعود أسعار الدولار، اليوم، ودخوله مرحلة جديدة، عنونت "اقتصاد بويا" بـ"ارتفاع الدولار غير قابل للكبح"، أما "اقتصاد سرآمد" فكان لعنوانها دلالات كثيرة، حيث سوّدت كامل صفحتها الأولى، للإعلان عن وفاة الريال الإيراني، وكتبت: "ببالغ الأسف والحزن وبعد تجاوز الدولار سعر 23 ألف تومان، نعلن لجميع الإيرانيين رسميا وفاة العملة الوطنية".

وأشارت صحف أخرى إلى أزمة الدولارات المخصصة للصادرات والتي لم تتم إعادتها للبلاد من جانب الشركات، وكتبت: "آفتاب اقتصادي": "لغز دولارات التصدير"، فيما عنونت "فرصت امروز" بـ"قراران مهمان حول كيفية عودة أموال التصدير".

وفي شأن اقتصادي آخر، خصصت بعض الصحف عناوينها لتصريحات رجل الدين المقرب من النظام مكارم شيرازي، بعد أن شن هجوما على الحكومة والمسؤولين، وفي الفترة الأخيرة بدأت المؤسسة الدينية في إيران تحاول أن تنأى بنفسها عن المسؤولية تجاه الوضع الاقتصادي المتدهور، ففي الأيام الأخيرة كثرت انتقادات المراجع الدينية للوضع الاقتصادي، وكان آخرها انتقاد رجل الدين مكارم شيرازي، حيث عنونت "آفتات يزد" بتصريحات مكارم شيرازي: "المسؤولون لا  يبالون بارتفاع الأسعار، حتى إنهم لم يعتذروا من الشعب"، فيما كتبت "أخبار صنعت": "انتقاد مكارم شيرازي الشديد للغلاء الفاحش"، فيما كتبت "صداي اصلاحات": "على السلطات الثلاث أن تمنع الغلاء في الأسعار".

وعلى صعيد منفصل يستمر الجدل في الداخل الإيراني حول الاتفاق النووي في الذكرى السنوية لتوقيعه، حيث تتهم بعض الأطراف حكومة روحاني بالإضرار بمصالح البلد من خلال توقيعها على الاتفاق، متجاهلين أن الاتفاق النووي تم بموافقة أعلى هرم السلطة، وهو المرشد علي خامنئي.

وعن الاتفاق النووي وآثاره في ذكراه السنوية عنونت "كيهان" بـ"كيف قلص الاتفاق النووي موائد الشعب"، فيما عنونت "سياست روز" بـ"الآمال التي لم تتحقق"، أما "صبح امروز" فانتقدت مساعي البرلمان الإيراني ومحاولة بعض النواب عرقلة مسار الاتفاق النووي بشكله الحالي، وعنونت بـ"مستمر بشرط أن يسمحوا بذلك".

وكانت صحيفة "كيهان"، المقربة للمرشد، من بين الصحف الأصولية التي اهتمت بالهجمات الصاروخية للحوثيين على المناطق السعودية في صفحتها الأولى، تحت عنوان: "ثلاث محافظات سعودية تحت نيران الحوثيين".

أما على الصعيد الدولي فقد أشارت بعض الصحف إلى حادثة حريق على متن سفينة حربية في القاعدة البحرية الأميركية في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، وعنونت "جام جم" بـ"رائحة حريق"، فيما كتبت "وطن امروز شامتة" بـ"صب الماء"، وعنونت "كيهان" بتصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، والذي قال "ليبحث ترامب عن الفهود الأميركيين"، وهي تشير إلى الجماعة التي تبنت تفجير موقع نطنز قبل أيام، والتي أطلقت على نفسها "فهود الوطن".. والصحيفة تلمح إلى أن حادثة القاعدة البحرية قد تكون مدبرة وتقف وراءها جماعات في الداخل الأميركي، أما "اعتماد" فعنونت بـ"انفجار في القصر الزجاجي".

ويمكننا الآن مطالعة تفاصيل بعض الأخبار في صحف اليوم..

"آفتاب يزد": احذروا ارتفاع تكلفة علاج كورونا في المستشفيات الحكومية

كان من المقرر أن يُعالج مرضى فيروس كورونا بشكل مجاني في المستشفيات الحكومية، لكن الحقيقة غير ذلك، حيث إن تكلفة اختبار فيروس كورونا وحده لكل شخص تبلغ مليون تومان في حين تقدر تكلفة فترة بقاء المرضى في المستشفيات بين 5 إلى 25 مليون تومان.

وأجرت الصحيفة مقابلات مع مرضى الفيروس الذين راجعوا المستشفيات، وقال أحدهم وهو عامل بسيط إن المستشفى طلب منه أن يدفع 5 ملايين تومان لخمسة أيام من بقاء زوجته في المستشفى. وقال هذا المواطن للصحيفة إن هذا المبلغ غير متاح لديه ولا يستطيع دفعه لأنه مجرد عامل بسيط ولهذا فإنه يختار الموت في زوايا البيت على هذه التكلفة العالية الخارجة عن مقدرته المالية.

كما أشارت الصحيفة إلى ارتفاع أسعار دواء "ريمديسيفير" الذي يقال عنه إنه يستخدم في علاج المرضى وقد بات هذا الدواء يباع في السوق السوداء بـ60 مليون تومان، كما أن كميات مزيفة منه يتم بيعها في الأسواق على نطاق واسع.

"جوان": التناقض بين الحكومة والقطاع الخاص في حجم الأموال غير العائدة للبلاد

نشرت "جوان" تقريرا عن موضوع العملات والأموال المخصصة من جانب الحكومة للشركات المصدرة وأشارت إلى وجود اختلاف في محاسبات الحكومة والقطاع الخاص، ففي الوقت الذي تدعي فيه الحكومة أن الأموال غير العادة تبلغ 28 مليار دولار، يعتقد القطاع الخاص أن المبلغ هو 8 مليارات دولار فقط، وهو ما يشكل فارقا بـ 20 مليار دولار.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة تتعامل مع القضية من الزاوية السياسية، "لأنها في الواقع أيضا عاجزة عن إرجاع هذه الأموال من الخارج، فكيف لها ان تطالب القطاع الخاص باللجوء إلى القوة القاهرة لإعادة هذه الأموال"، في ظل العقوبات الصارمة المفروضة على طهران.

ونوهت الصحيفة إلى أنه وبسبب تراجع قيمة العملة الإيرانية أمام العملات الصعبة ربما يعطي ذلك مبررا للقطاع الخاص لتأجيل وتأخير تسديد تعهداته المالية للحكومة لعله تيد مخرجا أفضل في المستقبل.

"ابتكار" و"مستقل": شكوك حول رغبة الصين في التحالف مع إيران

سلطت صحيفتا "ابتكار" و"مستقل" الأضواء من جديد على موضوع الاتفاقية بين إيران والصين لمدة 25 عاما، وتساءلت "ابتكار" عن سبب صمت الصين حتى الآن عن هذه الاتفاقية والحديث الذي يشاع عنها، وقالت: "ليس معلوما حتى الآن أن الصين ترغب في التحالف الاستراتيجي مع إيران أم أنها تقبل بشروط".

وكتب جلال خوشجهره في مقال افتتاحي لـ"ابتكار" أن صمت الصين عن هذه الاتفاقية حتى الآن له دلالات ومعان. وقال الكاتب: "إن الصين تحاول وقبل الحديث عن الاتفاقية أن تدرس كافة جوانبها وتقييم نسبة مصالحها في العلاقات الدولية مع بلدان العالم"، وهو ما غفل عنه المسؤولون الإيرانيون.

وقال خوشجهره: "كان يتوجب على المسؤولين الإيرانيين أن يكونوا محتاطين في إعلانهم عن هذه الاتفاقية وأن يأخذوا بعين الاعتبار انتقادات المعارضين للاتفاقية وملاحظاتهم".

أما صحيفة "مستقل" فنشرت مقال رأي لجواد رحيم بور المختص في العلاقات الدولية، وقد ذهب إلى أن طهران لن تستفيد من هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع الصين، بل بالعكس ستخضع لضغوط التنافسات الدولية، مشيرا إلى أن فقدان الديمقراطية في إيران لن ينتج كوريا جنوبية أخرى وإنما سيصنع بدل ذلك كوريا شمالية جديدة.