جمعية الإمام علي المستقلة.. بين حاجة المنكوبين واستهداف المتشددين
تعتبر "جمعیة الإمام علي" واحدة من أهم المؤسسات غير الحكومية في إیران، والتي شاركت في الإغاثة وتوزيع المساعدات بین المنکوبین بالفیضانات، خلال الأسابیع الأخيرة، ولا سيما في محافظتي خوزستان ولرستان.
في الوقت نفسه، اتهمت بعض وسائل الإعلام الأصولية ومؤيدو الجمهورية الإسلامية على "تويتر" أعضاء جمعية الإمام علي بالقيام بأنشطة مشبوهة تشجع علی التشاؤم وعدم ثقة المتضررين من الفيضانات في الحكومة.
وتعتبر جمعية الإمام علي التي تأسست عام 2000 إحدى أبرز المؤسسات العاملة في مجال الخدمات الاجتماعية وإغاثة الفقراء والطبقة الكادحة والضعيفة.
وأعلنت الجمعية يوم 11 أبريل (نيسان)، في بيان لها، ردًا على هذه الاتهامات، أن الاتهامات الواردة "هجمات جبانة ومنظمة"، ولا طريق أمامنا إلا متابعتها قضائيًا.
واعتبرت الاتهامات الواردة، بما فيها "الانتساب إلى تيارات خارج البلاد، والترويج للبهائية والمثلية الجنسية، بأنها تشتيت للرأي العام".
ویعود تصاعد حدة الاتهامات ضد جمعية الإمام علي إلى انتشار فيديو على الفضاء الافتراضي يعكس الأوضاع المتدهورة لمنكوبي السيول في مدينة معمولان التابعة لمحافظة لرستان، غربي إيران.
وفي هذه الأثناء، قام حساب "إسرائيل بالفارسية" بإعادة نشر هذا الفيديو، مما أثار غضب بعض رواد التواصل الاجتماعي، وقاموا بتوجيه الاتهامات إلى الجمعية.
وکتب موقع "مشرق نیوز"، في تقرير موجز، أن الفيديو يعتبر "وجبة دسمة لوزارة الخارجية الإسرائيلية والإعلام الصهيوني".
وفي المقابل، صرحت الجمعية بأن محتوی الفيديو "لا علاقة لها به"، مضيفة أن الأشخاص المنتسبين لجمعية الإمام علي في المناطق المنكوبة بالفيضانات في مدينة معمولان، ليس لهم دور في إنتاج الفيديو المتداول.
ونشرت صحيفة "كيهان" تقريرًا، وصفت فيه الجمعیة بأنها "معادية للثورة ولا تحترم" آية الله الخميني، مضیفة أن الجمعیة منخرطة في "تشويه تاريخ الإسلام والابتداع في المناسك الدينية ونشر الأفكار الانتقائية"، وفق منهج "التیار الاستعماري التبشيري".
وكتبت صحيفة "كيهان"، أيضًا، أن الجمعیة تقوم بتقديم المساعدات الإغاثية إلى الطبقات المحرومة، وذلك "بدعم خاص من وسائل الإعلام الأجنبية، ومن خلال الاتصال مع بعض الجمعيات العالمية".
کما کانت "كيهان" قد وصفت، في وقت سابق، هذه الجمعية بـ"الضالة"، مضيفةً أن مؤسس الجمعية، شارمين ميمندي نجاد، يعتقد أن روح علي بن أبي طالب، الإمام الأول للشيعة "مستقرة في جسده".
ونفى مؤسس جمعية الإمام علي هذه الاتهامات المنشورة في صحيفة "كيهان"، ووصف الصحيفة بأنها لا تعرف إلا توجيه "العناوين الإجرامية والإهانة والتشوية ونشر الأكاذيب".
وطالبت الصحيفة، في ردها على هذه التصريحات، بأن يرفع ميمندي نجاد دعوى قضائية ضدها، وأن يقوم بتقديم مستنداته.
وفي تقرير آخر، وجهت "کیهان" اتهامًا للجمعیة بالتعاون مع باقر نمازي، وسيامك نمازي، موضحة أن هدف أنشطة الجمعية "التي تبدو في ظاهر الأمر أنها أنشطة خيرية" یأتي في إطار "تحقيق التغيير السياسي من خلال التأثير على الطبقات المحرومة والحصول على تأييد الشباب وطلاب الجامعات".
وکان سیامك نمازي، وأبوه باقر نمازي، قد تم اعتقالهما في طهران، عام 2016، وحُكم على الاثنين بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس لصالح أميركا.
کما تم اختراق أرقام هواتف ورسائل البريد الإلكتروني، لعشرين شخصًا من الجمعية ضمن حملة سيبرانية في أبريل (نيسان) العام الماضي.