قال مسعود خانساري، رئيس غرفة التجارة في طهران، إن رؤوس أموال تقدر بنحو 100 مليار دولار خرجت من إيران في العامين الماضيين.

وفي مقابلة صحافية، لم يقدم خانساري تفاصيل عن الأرقام، لكنه قال إنها "موثقة"، وإن جزءًا من الأموال تم إنفاقه على شراء المنازل في الدول المجاورة لإيران. وحدد التقرير تركيا والإمارات وجورجيا كوجهات للمواطنين الإيرانيين.

كما أفاد مركز أبحاث البرلمان الإيراني بخروج أكثر من 59 مليار دولار من إيران خلال عامي 2016 و2017.

ويقول المركز إن خروج رأس المال إلى الخارج في عام 2017 يساوي 83 في المائة من دخل إيران من الصادرات غير النفطية هذا العام.

ومع الأخذ بعين الاعتبار هذين الرقمين يمكن القول إنه حسب تقديرات مؤسستين رسميتين، فقد خرج من إيران حوالي 160 مليار دولار من رأس المال خلال السنوات الأربع الماضية.

ووفقًا لتقرير البرلمان فإن "عدم القدرة على التنبؤ بالوضع السياسي والاقتصادي"، و"الثغرات في السياسة العامة للبلاد لدعم رأس المال"، و"صعوبة النشاط الاقتصادي"، و"مخاطر الاستثمار العالية"، و"الرغبة في العيش خارج البلاد" كانت من الأسباب الرئيسية وراء خروج رؤوس الأموال من إيران، وقد تم تعزيز بعض هذه الأسباب في العامين الماضيين بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وفرض عقوبات واسعة على الاقتصاد الإيراني.

وفي غضون ذلك، كانت هناك تقارير عديدة، في الأشهر الأخيرة، عن زيادة شراء الإيرانيين لمنازل في دول مثل تركيا.

وبحسب آخر تقرير نُشر في 15 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، فقد اشترى الإيرانيون نحو 7200 وحدة سكنية في تركيا العام الماضي، وهو ما يشير إلى نمو بمقدار الثلث عن العام السابق.

ووفقًا لمركز الإحصاء التركي، فقد تضاعف شراء الإيرانيين للمنازل من هذا البلد مرتين تقريبًا مقارنة بعام 2018 ونحو 10 مرات مقارنة بعام 2017 وما قبله.

وقد تم بيع نحو 41 ألف وحدة سكنية في تركيا للأجانب عام 2020، واحتلت إيران المركز الأول في قائمة المشترين، تليها العراق وروسيا وأفغانستان وأذربيجان وألمانيا والكويت واليمن والمملكة المتحدة.

وبالتزامن مع خروج رؤوس الأموال من إيران، تشير التقارير الرسمية إلى أن الاستثمار الأجنبي في إيران وصل إلى "أدنى مستوى له في السنوات الـ17 الماضية".

وبحسب التقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في يونيو (حزيران) الماضي، فقد انخفض الاستثمار الأجنبي في إيران عام 2019 بنسبة 36.5 في المائة، مقارنة بالعام السابق، وبلغ 1.5 مليار دولار، وهو أدنى رقم في آخر 17 عامًا (منذ 2002).

ووفقًا لإحصاءات الـ"أونكتاد"، كانت حصة إيران في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم في عام 2019 أقل من عُشر في المائة (واحد بالألف).

وفي عام 2019، بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم 1540 مليار دولار، بنسبة نمو 3 في المائة، مقارنة بعام 2018.

وفي ذلك العام، جذبت الإمارات ما يقرب من 10 أضعاف الاستثمار الأجنبي المباشر الذي استقطبته إيران، فيما جذبت تركيا خمسة أضعاف، والسعودية ثلاثة أضعاف، والعراق وعمان ضِعفين.