وزير الخارجية الإيراني ينصح الحكومة الأفغانية بالاستفادة من "لواء فاطميون"
اقترح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على حكومة أفغانستان الاستفادة من "لواء فاطميون"- الجماعة المسلحة التي شكلتها إيران من اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في إيران- إذا رغبت كابول في ذلك.
وفي مقابلة مع شبكة "طلوع نيوز" الإخبارية الأفغانية، قال ظريف عن "لواء فاطميون": "هذه هي أفضل القوات التي يمكن للحكومة الأفغانية استخدامها إذا أرادت ذلك."
وفي الآونة الأخيرة، أعلن حميد قريشي، رئيس منظمة باسيج الدوائر والوزارات التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنه سيتم التبرع بأراضٍ لعائلات عناصر "لواء فاطميون" الذين قاتلوا في الحرب السورية.
كما قال ظريف في مقابلة مع"طلوع نيوز" عن طالبان: "بحسب القانون، لم تقم إيران حتى الآن بإزالة طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية."
يذكر أن إيران التي كانت تعتبر حركة طالبان في السابق عدوها، أجرت في السنوات الأخيرة محادثات مع هذه الجماعة المتشددة، مما أثار احتجاج حكومة كابول.
ومن المقرر بث اللقاء بالكامل مع ظريف على قناة "طلوع نيوز"، مساء بعد غد الاثنين.
يشار إلى أن فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري، هو الذي أسس "لواء فاطميون" من قوات أفغانية تسمى "لواء أبو ذر"، التي قاتلت خلال الحرب العراقية الإيرانية. وبعد عقدين من الزمان، أرسلهم إلى سوريا.
ويعتبر أبو حامد توسلي، وهو مواطن أفغاني مقيم في إيران، هو الذي شارك في تشكيل هذا اللواء، وبحسب ما نقلته وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، فإن اللواء يضم الآن عدة آلاف من الميليشيات، معظمهم متمركز في سوريا.
وقد قام فيلق القدس، بتجنيد الآلاف من اللاجئين الشيعة الأفغان الذين يعيشون في إيران، لتوسيع وإمداد "لواء فاطميون" بالقوات، بعد 6 أشهر من التدريب العسكري.
وتشير التقارير المنشورة إلى مقتل ما لا يقل عن 2000 عنصر من مقاتلي "لواء فاطميون" في الحرب السورية، كثير منهم من الأطفال والمراهقين، كما أن جثث العديد منهم لم تتم إعادتها إلى عائلاتهم.
وقبل عامين، كانت هناك تقارير تفيد بأن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني کان يدفع 500 دولار شهريًا لميليشيات "لواء فاطميون".
وكان مسؤولو الحرس الثوري ينكرون في السابق دفع رواتب لميليشيات "لواء فاطميون"، لكن برويز فتاح، الرئيس الحالي لمؤسسة المستضعفين، قال في برنامج تلفزيوني في أبريل (نيسان) 2020: "كنت رئيسا لمؤسسة التعاون التابعة للحرس الثوري، وقد جاء قاسم سليماني وقال لي ليس لدي مال لدفع رواتب (فاطميون)، ساعدوني في سوريا".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الأفغانية سبق أن دعت إيران إلى حل ميليشيات "لواء فاطميون" التي تقاتل في سوريا لدعم بشار الأسد في أسرع وقت ممكن. وقال مسؤولون أفغان إن "استخدام المواطنين الأفغان في حرب بالوكالة لا يتماشى مع القانون الدولي".
كما استنكر نشطاء حقوقيون، في وقت سابق، محاولة النظام الإيراني استغلال الظروف المعيشية السيئة للاجئين الأفغان في إيران لتجنيدهم في صفوف "فاطميون" وإرسالهم إلى الحرب في سوريا، خاصة أن العديد من طالبي اللجوء هؤلاء الذين تم إرسالهم إلى ساحة المعركة كانوا أطفالا ومراهقين، وقد قتل الكثير منهم.